هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء مسلمون غيروا وجه العالم 14-30

الزهراوي.. عربي مسلم اخترع 200 آلة جراحية تستخدم حتى الآن
يذخر تاريخ الحضارة الإسلامية بأسماء المئات بل الألاف من العلماء الذين نجحوا في تغيير وجه الحياة بما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن. "الجمهورية اونلاين" ستستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.

أبو الجراحة الحديثة وطبيب الفقراء اكتشف السرطان واستأصله بالجراحة

أول من توصل لطريقة إيقاف النزيف استعمل ربط الشريان بخيط من الحرير

صنع أقراص الدواء وطبع الاسم عليها قبل ان يعرف العالم الطباعة بعدة قرون

 

 

الزهراوي .. عالم عربي مسلم وصفوه بأنه أبو الجراحة الحديثة وأعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم حتى الآن، اخترع خيوط الجراحة، ونجح في اختراع أكثر من 200 ألة جراحية كالمشرط والمقص الجراحي، ولازال اغلبها مستخدما حتى الآن، دون أن يطرأ عليها إلا بعض التعديلات البسيطة، ساهم في اكتشاف بعض امراض السرطان وهو من أطلق عليها هذا الاسم وقام بعمليات جراحية لاستئصاله، ويتحدَّث الزَّهراوي عن السَّرطان فيقول: "السَّرطان إنَّما سُمِّيَ سرطاناً لشَبهه بالسرطان البحري"

 

وضع الزهراوي أسس وقوانين الجراحة، وأهمها ربط الأوعية لمنع نزفها، وكان لمساهماته العلمية سواء فيما يتعلق بالتقنيات الطبية المستخدمة أو الأجهزة التي صنعها تأثيرها الكبير في الحضارة. وعرفه الغرب باسم البوقاسيس ((Abulcasis))، وهو الاسم الذي أُخذ من كنيته أبو القاسم، قدم للمكتبة الطبية العديد من الكتب أهمها وأعظمها «التصريف لمن عجز عن التأليف»، وهو موسوعة طبية في ثلاثين مجلدًا، فهو طبيب الفقراء الذي علّم أوروبا الطب.

 

نقترب أكثر من هذا العالم العبقري الفذ الذي مارس الجراحة وأبدع فيها، حتى صار عَلَمًا من أعلام طب الجراحة في التاريخ الانساني، لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي لنتعرف عليه أكثر

 

البطاقة الشخصية:

الاسم: أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأنصاري الأندلسي

تاريخ الميلاد: عام 324 هجرية الموافق لسنة 936 ميلادية

محل الميلاد: مدينة الزهراء بالقرب من قرطبة

المهنة: طبيب وصيدلي

الألقاب: أبو الجراحة الحديثة - طبيب الفقراء -  شيخ الجراحين

المؤلفات: «التصريف لمن عجز عن التأليف» - «مقالة في عمل اليد» - «مختصر المفردات وخواصها» -  وقد قال الزركلي أنه اقتنى للزهراوي مخطوطة مغربية بخط أندلسي مرتبة على الحروف من الألف إلى الياء، بعنوان «كتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية والسريانية والفارسية والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان، وبدل العقاقير وأعمارها، وتفسير الأسماء الجارية في كتب الطب»

 

 

محطات مهمة في حياته:

ورغم كل ما حققه الزهراوي من إنجازات علمية غير مسبوقة، الا انه لم يصل الينا الكثير عن حياته وشخصيته إلا القليل ومنها عرفنا انه من عائلة تنتمي إلى الأنصار اذ يرجع أصله إلى المدينة المنورة، ولكنه نسب لمكان ولادته في مدينة الزهراء إحدى ضواحي قرطبة فقيل له الزهراوي، بجانب لقب الأنصاري، درس العلوم الشرعية والطب والصيدلة فعشق الطب وبرع فيه والتحق بالعمل في مستشفى قرطبة، والذي كان أنشأه الخليفة عبدالرحمن الناصر ، وكان يبحث خلال عمله في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج المرضى، ومع المتابعة الجادة والبحث المستمر ومطالعة كل ما وصل الى يده من كتب من سبقوه، مما ساهم في تكوين شخصيته العلمية، وترسخت قناعاته في المجال الطبي.

 

وقرر الزهراوي أن يخالف كل من سبقوه أن يجعل الطبيب يمارس الجراحة بدلا من أصحاب الصنعة وكانوا عادة الحجّامين أو الحلاقين، حيث كان الأطباء يأنفون من ممارسة تلك الأعمال الجراحية التي تقتضي غمس أيديهم بالدم والقيح؛ ولذلك فإن الزهراوي وباستقرار هذه الفكرة عنده قد مارس الجراحة وحذق فيها وصبر على الانتقادات التي وجهت إليه حتى برع وأبدع وصار علمًا فيها. ولذلك يقول الدكتور أحمد طه: (إن الزهراوي علم من أعلام الطب الجراحي لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي).

 

اثبت الزهراوي كفاءة نادرة في العمل فتدرج في اعتلاء أكبر المناصب الطبية، حتى أصبح طبيب الحكم الثاني، الذي كان عصره يزدهي بالتقدم الحضاري والعلمي في مختلف الفنون والآداب، وعلى الرغم من مكانته الطبية الكبيرة فانه لم يستمتع بمميزات مكانته العلمية في بلاط الخلافة اذ كان متقشفاً بسيطاً، وكان يؤدي أكثر من نصف أعماله اليومية ويساعد المرضى من دون أجر، ولهذا عرف بلقب “طبيب الفقراء”.

 

وضع الزهراوي كل همه وجهده في إرساء علوم الطب والجراحة على خير وجه، فكان حريصاً كل الحرص على بناء قواعد واضحة لتلاميذه من بعده. وترك الكثير من الأدوات والمفاهيم الطبيعة الحديثة التي اعتمد عليها الأوروبيون في تعليم الطب للطلاب ـ فإن اسمه لا يزال يتردد في أوروبا وبطرق مختلفة، فهو يسمى أبولكاسس ABULCASIS والبلكاسس، والسروي، وأكاراني، والزهراوي، وزاهرفيوس، والكارافي. ليساهم في وضع الحضارة الإنسانية على قواعد راسخة.

 

مؤلفاته

للزهراوي العديد من الكتب في مجالات طبيّة مختلفة وأهمّها وأعظمها هو:

"كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف":

كتبه في 50 سنة وجمع فيه كل ما وصلت إليه المعرفة في زمانه في مجالات الطب وطب الأسنان والصيدلة، ووضعه في 30 مجلدا ليعتبر موسوعة طبية متكاملة وضع فيها الأساس الذي قام عليه علم الجراحة، واصفاً ببراعة من خلال ثلاثين مقالة عمليات جراحة الفم والأسنان والولادة وربط الأوعية الدموية واستخراج الحصى من المثانة وغيرها، وموضحاً بالرسم أشكال أكثر من 200 آلة جراحية واستعمالاتها، مثل: جفت الولادة والحقنتين العادية والشرجية وملاعق فحص الفم واللسان وكلاليب خلع الأسنان والمشارط، لتكون موسوعته المصدر الذي استقى منه الأوروبيون علمهم في القرنين 16 و17، بعد ترجمتها إلى اللاتينية عدة مرات.

 

 

انجازاته

نجح الزهراوي في تحقيق العديد من الابتكارات والاختراعات والطرق العلاجية والجراحية التي استفادت منها البشرية ولازالت تستفيد حتى الآن وهي:

1--اخترع أكثر من 200 من أدوات الجراحة والأدوات التي تساعد في الفحص الطبّي

2-- أوّل من صنع الخيوط الجراحيّة، وقد استخدم أمعاء القطط في صناعتها.

3--اخترع ملقطًا جراحيًا لاستخراج الأجنة الميتة.

4—ابتكر عدة طرق لعلاج الأمراض المختلفة، مثل علاج الثآليل.

5--أوّل من توصّل لطريقة إيقاف النزيف عن طريق ربط الشرايين الكبيرة.

6-- أول من استعمل ربط الشريان بخيط من الحرير.

7--أوّل من قام بعمليّات صعبة أحجم من كان قبله عن اجرائها لخطورتها، مثل شق القصبة الهوائية.

8--ساهم في اكتشاف مرض السرطان وحدّد بعض الأنواع مثل سرطانات العين والرحم والكلى.

9—قدم مساهمات وإضافات مهمّة في طب الأسنان والفكين، وله فصل خاص في كتابه الشهير.

10--أوّل من وصف عمليّة القسطرة وابتكر أدواتها.

11-- قام بعمليات جراحية لاستئصال السرطان

12— صنع آلة لاستخراج الجنين في حال الولادة المستعصية.

13-- رائد في علم الصيدلة وصناعة العقاقير، وله كتاب بهذا الخصوص ترجم إلى اللاتينيّة.

14—اهتم بطل الأسنان واستعمل الكلاليب لقلعها

15--استعمل المبارد لنشر الزائد من الاسنان وصنع اسنانا بديلة من عظام الحيوانات

16-- أول من استعمل القسطرة في غسيل المثانة وإزالة الدم من تجويف الصدر أو من الجروح.

17-- أول من استعمل السنانير في استئصال (البوليب).

18--أجرى عمليات تفتيت الحصاة في المثانة.

19--اخترع الحقنة وسماها (الزراقة)، ورغم بساطة تركيبها الا انها عبقرية في فكرتها لازالت تستخدم في علاج المرضى! حتى الآن.

20—أول من اكتشف طريقة صناعة أقراص الدواء وابتكر طريقة لطباعة اسمها عليها باستخدام لوح من الابنوس مكتوبا عليه اسم الدواء بشكل معكوس ليخرج صحيحا بعد التصنيع، ليصبح رائد الطباعة في العالم. وقد سجل فكرته عن الطباعة ونفذها في المقالة الثامنة والعشرين من كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف)

21-- اخترع منظارًا خاصٌّا لفحص المهبل سماه لولبًا

 

 

قالوا عنه

وللزهراوي ذكر عند علماء الغرب والمستشرقين، حيث يقول

1--دونالد كامبل مؤرّخ الطب العربي " ألغت طرق الزهراوي طرق جالينوس، وحافظت على مركز متميّز في أوروبا لخمسمائة عام "

 2--استشهد الجرّاح الفرنسي شولياك بكتاب التصريف لمن عجز عن التأليف أكثر من 200 مرّة

3-- المؤرخ جورج سارتون انجازات ومكانة الزهراوي بقوله "الزهراوي أكبر جرّاحي الإسلام"، فهو بلا شك رئيس كل الجرّاحين

4--الدكتور أحمد طه: (من يطالع كتابَه لا يتمالك نفسَه عن الاعتقاد بأنَّه قد شرَّح الجثثَ هو بنفسه، لأنَّ وصفَه الدَّقيق لإجراء العمليات المختلفة لا يمكن أن يكونَ نتيجة للعمليَّات فقط إن الزهراوي علم من أعلام الطب الجراحي لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي).

5--جوستاف لوبون عن الزهراوي:"أشهر جراحي العرب، ووصف عملية سحق الحصاة في المثانة على الخصوص، فعُدَّت من اختراعات العصر الحاضر على غيرِ حقٍّ"

6--دائرة المعارف البريطانية: "إنه أشهر من ألف في الجراحة عند العرب (المسلمين)، وأول من استعمل ربط الشريان لمنع النزيف"

7--عالم وظائف الأعضاء الكبير هالّر: "كانت كتب أبي القاسم المصدر العام الذي استقى منه جميع من ظهر من الجراحين بعد القرن الرابع عشر"

8— المستشرقة الألمانية الدكتورة زيغريد هونكه: "الزهراوي أوَّل من توصَّلَ إلى طريقة ناجحة لوقف النَّزف من الشرايين"

9-- الحميدي في كتابه «جذوة المقتبس في ذكر علماء الأندلس»، الذي كتبه بعد 60 عامًا من وفاة الزهراوي: قال عنه أنه: «من أهل الفضل والدين والعلم».

10-- ابن أبي أصيبعة: «كان طبيبًا فاضلاً خبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة، جيد العلاج، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب، وأفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي، ولخلف بن عباس الزهراوي من الكتب كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه".

11-- المستشرق جاك ريسلر في كتابه "الحضارة العربيَّة": "وشرحَ جرَّاحٌ كبير ـ هو أبو القاسم الزهراوي ـ علمَ الجراحة، وابتكرَ طرقاً جديدة في الجراحة امتدَّ نجاحُها فيما وراء حدود إسبانيا الإسلامية بكثير، وكان الناسُ من جَميع أنحاء العالم المسيحي يذهبون لإجراء العمليات الجراحيَّة في قرطبة".

12—الدكتور شوقي أبو خليل: عن طريقة الزهراوي لطباعة أسماء أقراص الدواء: "ولا ريب أن ذلك يعطي الزهراوي حقًّا حضاريًّا لكي يكون المؤسِّس والرائد الأول لصناعة الطباعة، وصناعة أقراص الدواء؛ حيث اسم الدواء على كل قرص منها، هاتان الصناعتان اللتان لا غنى عنهما في كل المؤسسات الدوائية العالمية، ومع هذا فقد اغتُصِب هذا الحق وغفل عنه كثيرون"

 

 

وفاته

توفي في مدينة الزهراء في قرطبة عام 403 هجرية الموافق لسنة 1013 ميلادية





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق