أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الحب في الله هو أساس وحدة المجتمع المسلم، والركيزة الأولى للإحسان في المعاملات.
وأشار إلى أن الله تعالى صوّر هذا المظهر في موقف الأنصار من المهاجرين عند تكوين أول نواة للمجتمع المسلم، حيث بلغ حد الإيثار على النفس، فقال سبحانه:
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].
وأكد أن الحب في الله من أعلى مظاهر الإيمان بالله وأوثق عرى الإسلام، مستشهداً بقول النبي ﷺ:
«لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله، وحتى أن يُقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله، وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» [رواه البخاري ومسلم].
كما أشار إلى علو منزلة المتحابين في الله، مسيرا إلى حديث رسول الله ﷺ:
«إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» [رواه مسلم].
اترك تعليق