قال تعالي﷽ (( قلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))، البصيرة في الدين تكون على درجات : أسماها وأعلاها أن يكون الرجل عالما بالكتاب والسنة ويعلم المسألة من أين جاءت، هل دليلها في القرآن أو في السنة أو في الإجماع أو في القياس، لأن معرفة الفوارق بين هذه الأدلة تجعل الإنسان على بصيرة، عندما يكون الدليل من الكتاب والسنة والدليل يكون من الإجماع والقياس لأن الإجماع قد يكون صحيح أو غير صحيح، والإجماع أيضا قد يكون مقياس صحيح، وقد يكون غير صحيح، أما النص من القرآن أو السنة لا يقبل النقاش، فهذه أسمى درجات البصيرة.
فإن مقولة ” ضعها في رقبة عالم واخرج منها سالم ” لا أساس لها في الشرع ، فالأصل أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولذلك مطلوب من كل إنسان أن يكون مسؤولا عن أعماله ومواقفه وآرائه أو آراء غيره التي يتبناها ويعمل بها .
إن هذا الحديث يعطي كل إنسان مهما انخفض مستوى علمه، بوصلة واضحة ضد الانحراف أو الوقوع في الإثم ، كما أن هذه البوصلة هي التي تجعل الإنسان وحده مسؤولا عن أعماله ، مستحقا للمحاسبة عن كل انحراف أو زلل أو إثم ، وذلك في ظل قوله تعالى ” وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ “(الإسراء ، 15) وقوله تعالى ” وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ” ( مريم،95) إ
فلا بد أن يجتهد المقلِّد فيمَن يقلده، فلا يأخذ بفتوى مَن علم مجونه وفسقه، ومَن يتبع الرخص بلا دليل فعليه الإثم.
اترك تعليق