تولي الدولة المصرية أهمية كبيرة بمشروع الربط البري بين مصر وليبيا وتشاد، والذي يمثل شريانًا حيويًا للتنمية والتجارة البينية، ومحورًا أساسيًا في تعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وتشاد، ويهدف الطريق إلي تعزيز التجارة البينية بين مصر وافريقيا عبر هذا الطريق والذي يخترق قلب القارة السمراء، مما يدعم أن تكون مصر مركز لوجستيا وممرا تجاريا بين قارة أوروبا ودول القارة السمراء.
أكد الدكتور أيمن غنيم. أستاذ الإدارة والخبير الاقتصادي، أن مشروع طريق شرق العوينات-الكفرة- يُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية في القارة الأفريقية، ويجسد رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز الاندماج الإقليمي وبناء جمهورية جديدة تستعيد ريادة مصر كممر ومركز لوجستي للتجارة بين القارات.
وأضاف أن المشروع الذي يمتد بطول 1,720 كيلومترًا بتكلفة تقديرية تبلغ 24 مليار جنيه، يبدأ بتنفيذ مرحلة أولي داخل مصر بطول 100 كم وبتكلفة 6 مليارات جنيه، في إطار محور يربط مصر بليبيا ثم بتشاد، ويخلق ممرًا بريًا تجاريًا تنمويًا يمتد إلي عمق أفريقيا.
وأشار إلي أن التجارة البينية بين مصر وأفريقيا ما زالت دون الإمكانيات الحقيقية، إذ لا تتجاوز 6% فقط من حجم تجارة مصر الخارجية، في حين تُقدَّر السوق الأفريقية بأكثر من 1.4 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي يتجاوز 3.1 تريليون دولار، ما يجعل الطريق أداة رئيسية لرفع تلك النسبة وتعزيز التصدير إلي العمق الأفريقي.
وأوضح أن هذا المشروع يتكامل مع محور قناة السويس وموانئ السخنة والدخيلة، ويُحوّل مصر إلي منصة عبور مركزية للسلع القادمة من قلب أفريقيا إلي أوروبا وآسيا، بما يدعم خطط الدولة لجعل مصر محورًا صناعيًا وتجارياً متعدد الاتجاهات.
وتابع أن الطريق سيُسهم في تعزيز الأمن الغذائي والطاقة عبر تدفقات سريعة ومستقرة، وسيوفر آلاف الوظائف، ويشجع علي تنمية صناعية حدودية، بالإضافة إلي رفع كفاءة النقل وخفض التكاليف اللوجستية بنسبة قد تصل إلي 30% مقارنة بالممرات التقليدية.
واختتم غنيم حديثه، بالتأكيد علي أن مصر في ظل الجمهورية الجديدة لم تعد تنتظر الفرص بل تصنعها، عبر مشروعات عملاقة تعيدها إلي قلب أفريقيا وتثبت قدرتها علي قيادة التنمية الإقليمية بأدوات حديثة وشراكات استراتيجية ذكية.
يقول د. ياسر شحاتة استاذ ورئيس قسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة 6 اكتوبر أن البنية التحتية هي العمود الفقري للتنمية المستدامة، ولعل مشروع طريق الربط البري الرابط بين مصر وليبيا وتشاد مثال لمشروعات البنية التحتية الذي يعزز الربط ويسهل عملية التجارة البينية ويسهم في تعزيز الاستثمار المشترك لدعم التنمية داخل القارة الإفريقية.
أضاف أن هذا الربط يساعد في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاثة، هذا الطريق ينقسم إلي ثلاثة قطاعات الأول منه داخل مصر وتحديداً من شرق العوينات حتي منفذ الكفرة، والثاني داخل ليبيا، ويمتد من الكفرة جنوب شرق ليبيا حتي حدود تشاد، أما الثالث داخل تشاد ويمتد من الحدود الليبية التشادية مرورًا بمدينة أم الجرس وصولًا إلي إبشا.
يري د. شخاتة أن تنفيذ هذا النوع من المشروعات يدعم التنمية داخل القارة الإفريقية، ولا شك أن الدولة المصرية تولي أهمية كبيرة لهذا النوع من المشروعات بشكل عام، ولمشروع طريق الربط البري بين مصر وليبيا وتشاد علي وجه الخصوص، باعتباره شريان حيوي ومحور أساسي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاثة كمراكز تجارية هامه، وذلك من خلال تذليل كافة العقبات لتنفيذ المشروع، لما له من تأثيرات إيجابية علي حركة التجارة. هذا التأثير يساعد علي زيادة إنتاجية التجارة البينية، كما يساهم بشكل كبير في خلق فرص عمل جديدة، ومن ثم تحسين مستوي معيشة المواطنين في الدول الثلاث، بإعتباره نقطة تجارية هامه لدول الجوار.
اترك تعليق