يتردد كثيرون ممن يعانون من ضعف السمع في استخدام أجهزة المساعدة السمعية، خوفًا من أن تُظهرهم بمظهر أكبر سنًا أو تؤثر على حياتهم الاجتماعية. لكن دراسة علمية حديثة قلبت هذا التصور رأسًا على عقب، مؤكدة أن هذه الوسائل قد تكون المفتاح لتحسين جودة الحياة والتواصل مع الآخرين.
ففي تحليل موسّع شمل قرابة 6000 شخص، توصل باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا، ونُشر في دورية JAMA Otolaryngology-Head and Neck Surgery، إلى أن استخدام أجهزة السمع يساعد في تقوية الانخراط الاجتماعي وتقليل مشاعر العزلة.
وصرحت الدكتورة جانيت تشوي، أخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب كيك في الجامعة، بأن البالغين الذين يستخدمون وسائل المساعدة على السمع يظهرون تفاعلًا اجتماعيًا أكبر ويعانون بدرجة أقل من الوحدة مقارنة بمن لا يستخدمون هذه الأجهزة.
وأوضحت تشوي في حديث لموقع "هيلث داي" الطبي، أن نتائج الدراسة تشير إلى أن أجهزة السمع لا تقلل فقط من مشاعر العزلة، بل قد تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ، من خلال تحسين التفاعل الاجتماعي وتعزيز نشاط المخ أثناء التواصل.
وأضافت: "رغم أن الدراسة لم تتناول التأثير المباشر على الوظائف المعرفية، فإن تحسين القدرة على التواصل يمكن أن يكون له أثر وقائي على الدماغ مع التقدم في العمر".
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30 مليون أمريكي يحتاجون إلى استخدام أجهزة السمع، لكن نسبة من يستخدمونها فعليًا لا تتجاوز 16% فقط. ما يفتح الباب أمام حملات توعية بضرورة التغلب على وصمة استخدام هذه الأجهزة والاستفادة من دورها الفعّال في تحسين الحياة اليومية.
اترك تعليق