قال مفتى الديار المصرية أن الفطرة الإنسانية مجبولة على الرضا والغضب والمحبة والكراهية وغير ذلك من الصفات التي من شأنها أن تُقَرِّبَ الناس من بعضهم أو تُبْعِدَهُم، وقد راعى الشرع هذه الفطرة عند شدة الخلاف والتخاصم؛ فأذِن بالهجر لأيامٍ لا تزيد على الثلاثة كأصلٍ عامٍّ.
أشار فضيلته إلى أنه إن بادر أحدهما بالصلح وأخرج ما في قلبه من الشحناء تجاه أخيه، ونوى وصله وسعى في ذلك وأبى الآخر الصلح والوصل وظلَّ على مقاطعته؛ فحينئذ لا يدخل الأول الذي بادر بالصلح وسعى في نفي الخصومة في هذا الزجر وعدم نيل المغفرة والفضل في هذه الليلة المباركة، وأقل ما يخرج به من الهجر: إلقاء السلام، ويُستحب علاوة على ذلك مبادلته الكلام والعودة إلى ما كانا عليه قبل الهِجران وتدخُّل الشيطان.
اترك تعليق