خــــــــــبراء:
وسائل الإعلام مطالبة بمراقبة "تنفيذ التوصيات"..
وتخصيص مساحة أكبر لاجتماعات "الحوار الوطني"

أجمع عدد من خبراء الإعلام، على أن إعلان الحكومة تنفيذ توصيات المرحلة الأولى من الحوار الوطني، وترجمة المخرجات إلى برامج عمل من جانب الوزارات المعنية، يأتى انطلاقًا من أهمية الحوار ودوره فى استثمار المساحات المشتركة للتحاور بين كل فئات المجتمع لرسم خارطة أولويات العمل الوطنى تجاه الجمهورية الجديدة، وأن تنفيذ مخرجات المرحلة الأولى يقطع الطريق على المشككين فى جدية الدولة للتعامل مع الحوار فضلاً عن أنه يعزز مناقشات المرحلة الثانية للحوار التى تأتى فى توقيت بالغ الأهمية على مصر والعالم، للخروج بتوصيات بها حلول للمشكلات علي أرض الواقع.

"الجمهورية أون لاين" استطلعت آراء عدد من خبراء الإعلام حول مخرجات وتوصيات المرحلة الأولى من الحوار الوطني، والتزام كل وزارة بتنفيذها.

  فؤادة البكري: 
تشكيل لجنة من "أمناء الحوار"
لمتابعة التنفيذ مع الوزارات

قالت د. فؤادة بكري أستاذ الإعلام بجامعة حلوان، إن الحوار الوطني ظاهرة صحية جدا، واجتماع مجموعة من الخبراء والمختصين بطرح الآراء والمقترحات يعود بالنفع على المواطن خاصة أن المرحلة الأولي من الحوار كانت ناجحة جدا وخرجت بتوصيات نتمنى تنفيذها وتفعيلها من الوزارات بجدية.

أشارت إلى أن الإعلام يلعب دورا خطيرا ومهما جدا فى تسليط الضوء على الموضوعات التى تهم الشارع والمواطن مثل الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار، وبالتالي عندما يخرج الحوار الوطني برؤية لحل تلك الأزمات والمشكلات يجب على الإعلام تسليط الضوء عليها، وهنا يصبح المواطن لديه أمل فى حل تلك المشكلات ولا نترك المواطن للأكاذيب والشائعات التى هدفها تخريب العقول من أعداء الوطن.

طالبت مجلس أمناء الحوار بتشكيل لجنة من أعضائه لتنسيق تنفيذ مخرجات المرحلة الأولي بالتعاون مع الوزارات لمتابعة تنفيذ المخرجات بجدية وتعلن اللجنة ما تم تنفيذه على أرض الواقع من توصيات، مؤكدة أن تلك الخطوة تعزز ثقة المشاركين والرأي العام وجدية تنفيذ مخرجات الحوار والمشاركة فى المرحلة الثانية منه.

  مني الحديدي: 
فرصة لجذب مختلف الأطراف
للانضمام للمناقشات

د. مني الحديدي أستاذ الإعلام وعضو المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، قالت إن الحوار الوطني جاء بدعوة من رئيس الجمهورية لمناقشة العديد من الملفات المهمة وبالتالى لا بد من جدية تنفيذ مخرجات الحوار سواء التى تخص الوزارات المعنية أو ما يحتاج إلى تشريعات من مجلس النواب.

أضافت: أتمنى ألا يكتفى الإعلام بإذاعة بيانات الحوار الوطني من قبل د. ضياء رشوان رئيس مجلس الأمناء، فقط، لكن لا بد من أن يشارك أعضاء الحوار فى البرامج الإخبارية ولا تقتصر المشاركة على شخص واحد فقط فى كل البرامج، وكذلك إصدار بيان يومى حول كل ما تمت مناقشته فى الاجتماعات المختلفة وكذلك إذاعة بعض الجلسات التى تهم المواطن فى الشارع على الهواء مباشرة، على أن يأخذ الحوار الوطني مساحة أكبر فى كل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وهذا يدفع مختلف الأطراف للمشاركة فى الحوار عن وعى، وليس نتيجة شائعات تتردد على مواقع التواصل الاجتماعى وأكاذيب بسبب عدم وعى المواطن بما يحدث داخل الحوار الوطني وعلى مجلس الأمناء أن يمد الإعلام يوميا وبشكل مستمر بالبيانات.

القضايا الحياتية

ودعت إلى طرح الوضع الاقتصادى مع استئناف جلسات الحوار، مضيفة أن فلسفة الحوار الوطني فى الأساس المساهمة فى إحداث نوع من الحراك فى المجتمع.. فكل شخص أصبح له رأى ويريد طرحه أو الاستماع للآراء الأخرى حول القضايا الحياتية.

أوضحت أن الحوار كان له تأثير إيجابى حول وضع المشكلات فى قائمة أولويات متخذى القرار، لافتة إلى أن اللجنة المشرفة على الحوار الوطني ليست جهة اتخاذ قرارات بل توصيات ورفعها لمتخذى القرار.

  د. هدي زكريا: 
الدائرة اكتملت بين الشعب والدولة..
ويجب إذاعة الجلسات

د. هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي وعضو المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام سابقا، قالت إن الحوار الوطني خرج بعدة توصيات مهمة جدا وضعها مجموعة من الخبراء لتساعد الوزارات فى تنفيذها وبالتالي يجب على الوزراء أخذ الأمر بجدية لتنفيذ لمخرجات الحوار الوطني ووضع آليات، وهنا تكون الدائرة اكتملت، التى كانت مقطوعة ما بين الشعب والدولة، وهو ما أعطى فى وقت سابق الفرصة لأعداء الوطن لتخريب العقول وجاء الحوار الوطني لكى يرد على المشككين والمخربين.

أهمية جلسات الحوار الوطني

وتابعت: نأمل قبل بداية المرحلة الثانية من الحوار أخذ المرحلة الأولى بجدية تنفيذية ولا نخرج بمجلدات من الحوار دون تنفيذ، وأن يكون هناك مندوبا من كل وزارة لمتابعة جلسات الحوار الوطني وعقد اجتماعات متصلة مع الوزارات من أجل هدف محدد والخروج بتوصيات يتم تنفيذها، وأن يكون هناك كتاب ميثاق الحوار الوطني ليكون مرجع للأجيال، وتخصيص برنامج أو قناة لإذاعة جلسات ونقاشات وتوصيات الحوار الوطني التى تطرقت إلى كل ما يدور فى بال المواطنين مثل ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية وغيرها ولكى يشعر المواطن بأهمية جلسات الحوار الوطني.

د. حسن مكاوي عميد كلية إعلام القاهرة السابق، قال إنه مما لا شك فيه أن الحوار الوطني خرج بتوصيات مهمة تؤدي إلي نهوض الدولة وخروجها من العثرات التي تواجهها، وهوا ما بتوقف علي الإرادة في تفعيل تلك التوصيات وتنفيذها وتحويلها إلي حقيقة.

صانع القرار

وفيما يخص الدور الإعلامى أوضح أن الإعلام عليه الكشف عن السلبيات وجوانب القصور وأيضا الإيجابيات ويعلن عنها بكل مصداقية بمعني أنه فى حالة تقصير وزارة فى عدم جديتها عن تنفيذ التوصيات يعلن ذلك فى وسائل الإعلام ويسلط الضوء على تلك الوزارة حتى ينتبه صانع القرار ويقوم بمعالجتها وعلى الإعلام أن يعطى مساحة أكبر لجلسات الحوار وتبث المعلومات التى ينتج عنها إصلاح فى المجتمع.

يقول د. صابر حارص أستاذ الرأي العام بجامعة سوهاج، إنه لا بد من توظيف فكرة الحوار الوطني جيدا خاصة أننا نعيش أزمة اقتصادية ويجب أن تستمر جولات المرحلة الثانية وتركز على الوضع الاقتصادى، موضحا أن الإعلام لم يقم بدوره، فحتى الآن لم تخلق ظاهرة الرأي العام حول فكرة الحوار الوطني فالأمر قاصر على المتخصصين فى هذه الجلسات، ولم يتفاعل الجمهور معها.

تسريع وتيرة التأمين الصحي

يؤكد د. فتحي إبراهيم إسماعيل أستاذ الصحافة والاعلام بجامعة بنها، أن من بين التوصيات المهمة للمرحلة الأولي إشراك المجتمع المدنى فى عملية تطوير التعليم لكن لم يتم اتخاذ قرار على أرض الواقع بشأنها متمنيا فى هذا الصدد مناقشة تلك التوصيات، متسائلا: لماذا لم يتم الأخذ بها، أيضا تسريع وتيرة التأمين الصحي الشامل، فإذا تم تسريعها بالفعل لماذا لم تعلن الحكومة عن ذلك.

وناشد بطرح بعض القرارات الحكومية التى تهم الشارع المصري على طاولة الحوار فى الجلسات المقبلة، لمناقشتها من خلال وسائل الإعلام ومراقبة ردود فعل الناس، والوصول إلى صيغة توافقية لتلك القرارات، حتى يشعر الجمهور بالارتياح عند صدورها.

 يقول د. أحمد ممدوح مدرس الإعلام بمعهد التخطيط القومي، إنه تم تحقيق بعض الأهداف وليس الكل بدليل استئناف مرحلة ثانية للحوار الوطني، كما أن توجيه د. مصطفي مدبولي الوزارات والجهات المعنية لتنفيذ التوصيات إشارة إلى بدء رؤية ثمار الحوار.