هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في بيت النبوة

السيدة جويرية بنت الحارث .. جلبت لقومها الحرية والبركة

السيدة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة. وجذيمة هو المصطلق من خزاعة. قال ابن عباس: كان اسم جويرية: برّة.پفسماها النبي صلي الله عليه وسلم جويرية. ولدت قبل البعثة بنحو ثلاثة أعوام تقريباً. تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام وهي ابنة عشرين سنة في سنة خمس للهجرة. أو سنة ست علي اختلاف بين المؤرخين. تعود أسباب زواج النبي صلي الله عليه وسلم¢ من السيدة جويرية إلي غزوة بني المصطلق. وتسمي بغزوة المريسيع. هذه الغزوة التي بلغ النبي صلي الله عليه وسلم أنباء بشأنها. وهي أن بني المصطلق يجمعون له ويستعدون لقتاله. وكان قائدهم الحارث بن أبي ضرار. فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام بهذاپخرج اليهم حتي لقيهم علي ماء.پيقال له: المريسيع. فتزاحم الناس واقتتلوا. "فهزم الله بني المصطلق".


وكان أبوها الحارث سيداً مطاعاً. قَدِمَ علي النبي صلي الله عليه وسلم. وأسلم. وقصة إسلامه يرويها ابن هشام فيقول: لما انصرف النبي عليه الصلاة والسلام من غزوة بني المصطلق. ومعه جويرية بنت الحارث. وكان بذات الجيش دفع جويرية إلي رجل من الأنصار. وأمره بالاحتفاظ بها.پلكونها بنت سيد قومها. وكان هذا قبل توزيع الغنائم. وقدم النبي ¢عليه الصلاة والسلام¢ المدينة.پفأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته. وأخذها ليجلب قومه. فلما كان بالعقيقپنظر أبوها إلي الإبل التي جاء بها.پليفدي ابنته.پفرغب في بعيرين منها. فغيبهما في شعب من شعاب العقيق. ثم أتي النبي ¢عليه الصلاة والسلام¢. وقال: يا محمد.پلقد أصبتم ابنتي. وهذا فداؤها. فقال ¢عليه الصلاة والسلام: أين البعيران اللذان غيبتهما في العقيق في شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث: أشهد أنك رسول الله»پلأن هذا الذي فعلته لا يعلمه أحد إلا الله.

ذكر ابن إسحاق عن السيدة عائشة أنها قالت: لما قسّم النبي عليه الصلاة والسلام سبايا بني المصطلق.پوقعت جويرية بالسهم لحارث بن قيس بن شماس. أو لابن عم لها.پفكاتبته علي نفسها.پدائماً ابنة سيد القوم لها عزة وكرامة. فكاتبته أن تعطيه شيئاً من المال علي أن يعتقها. فأتت رسول اللهپپ¢صلي الله عليه وسلم¢ تستعينه في كتابتها. فلو تعينني علي أن أدفع المال لهذا الذي كنت نصيبه لعله يعتقني.

قالت عائشة: فلما دخلت علي النبي صلي الله عليه وسلم¢.پقلت: يا رسول الله.پجويرية بنت الحارث سيد قومه. قالت: يا رسول الله.پقد أصابني من البلايا ما لا يخفي عنك. وكاتبني علي نفسي.پفأعني علي كتابي. فلما رأي النبي عليه الصلاة والسلام أنها هذه المرأة بنت سيد قومها الحارثپالذي جمع الجموع لقتالهپتسترحمه وتستنجد بهپللتخلص من الرق والعبودية.پحفاظاً علي كرامتها. وكرامة أبيها.

وقومها. وهو الرؤوف الرحيم. وأنه لابدّ أن يستجيب لأمرها ويلبي طلبها.. فقال عليه الصلاة والسلام: أو خير من ذلك. أتحبين شيئاً خيرًا من ذلك؟ قالت: ماذا؟ قال: أؤدي عنك كتابك. وأتزوجك. قالت: نعم. ففعل ذلك.

فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا: أصهار رسول الله عندنا. أطلقوا سراحهم جميعاً. لذلك قالوا: أعتق الله بها مئة من أهل بيت قومها. فما كانت امرأة مباركة علي قومها كهذه المرأة.

كان للرسول صلي الله عليه وسلم أثر كبير في تربيتها وتهذيبها وتشكيل عقلها. حتي أعدها لتكون أمّا للمؤمنين. فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها وتصرفاتها وسائر حركاتها. فكانت تصوم من النوافل الكثير. حتي صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول ¢صلي الله عليه وسلم بأن تفطر. وكانت تظل تذكر الله بعد الفجر حتي الشروق.پكما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يفعل ذلك.
وقد روت السيدة جويرية عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بعض الأحاديث. فكانت بذلك خير ناقل للتعاليم النبوية إلي الأمة كلها. وقد روي عنها عبد الله بن عباس. وعبيد بن السابق. وأبو أيوب. ومجاهد. وعبدالله ابن شداد.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق