التحرك الدولي يحمل أهمية ثقافية ودبلوماسية وتاريخية وسياسية

توقعات المراقبين نحو التأثير علي المحتلين بوقف الحرب في غزة

رفعت جنوب أفريقيا دعوي قضائية ضد كيان الاحتلال إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. مؤكدة أن إبادة جماعية ارتكبت ضد الفلسطينيين خلال الحرب علي غزة. وفق ما ذكرت صحيفة ذا كونفيرسيشن الجنوب إفريقية.

قالت: تحمل مطالبة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أهمية ثقافية ودبلوماسية وتاريخية وسياسية هائلة. 

ورفضت إسرائيل مطالبة جنوب أفريقيا وتعهدت بالطعن في القضية المرفوعة ضدها.

وفق الخبراء. فعادة ما تستمر قضايا مثل هذه أمام المحكمة الدولية لسنوات عديدة قبل التوصل إلي حكم نهائي. لكن جنوب أفريقيا

طلبت أيضًا اتخاذ تدابير مؤقتة - وهو شكل من أشكال الأوامر القضائية الدولية - وستعقد جلسات الاستماع الأولية في لاهاي يومي اليوم وغداً.

ومن المرجح أن يتم اتخاذ قرار بشأن طلب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة بحلول نهاية يناير . مع احتمال أن يكون لذلك تأثير عميق علي الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

كان تم اعتماد اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 في أعقاب محرقة الأربعينيات التي ارتكبها النظام النازي. والتي أسفرت عن مقتل عدد من اليهود.

كانت "اتفاقية" الإبادة الجماعية واحدة من أهم ردود أفعال الأمم المتحدة الناشئة آنذاك علي المحرقة. 

وكان الهدف منها هو تعريف الإبادة الجماعية بوضوح. ومنع الإبادة الجماعية في المستقبل. ومحاسبة الدول القومية علي الإبادة الجماعية.

وهناك مجموعه 153 تعد طرفًا في اتفاقية الإبادة الجماعية. بما في ذلك كيان إسرائيل الاحتلالي للأراضي الفلسطينية وجنوب أفريقيا ويُنظر إليها علي نطاق واسع علي أنها إحدي ركائز نظام حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

تتحمل الدول مسؤولية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. في حين يمكن اتهام الأفراد بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ومحاكمتهم في المحكمة الجنائية الدولية.

تُعرّف الإبادة الجماعية في الاتفاقات الدولية علي أنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية" وتمتد إلي: قتل أعضاء المجموعة. أو التسبب في أذي جسدي خطير لأعضاء المجموعة وتعمد فرض ظروف معيشية علي المجموعة بهدف تدميرها جسديًاو فرض تدابير لمنع الولادات. وهو التعريف الذي ينطبق علي الاحتلال بالحرف الواحد حيث قامت بكل هذه الفظائع.

ويتمثل الأساس في الدعوي القضائية لجنوب أفريقيا في أنها بدأت بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في 29 ديسمبر 2023 بعد تقديم طلب مكون من 84 صفحة لبدء الإجراءات.

وقد رفعت جنوب أفريقيا القضية باعتبارها طرفًا في اتفاقية الإبادة الجماعية. فهي ملزمة بإنفاذ الحقوق القانونية المستحقة لجميع الناس والتي لا تسمح بالإبادة الجماعية.

يعطي هذا الادعاء سياقًا تاريخيًا لسلوك كيان إسرائيل في فلسطين. ويفصل العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة في غزة.

يتم إيلاء اهتمام خاص لتصرفات وسلوك القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين. وخاصة تصريحاتهم حول كيفية تعامل الاحتلال مع المدنيين ومدي وحجم العمليات العسكرية الإسرائيلية والأهداف العسكرية في غزة.

و تقدم جنوب أفريقيا كذلك تفاصيل عن السلوك العسكري الإسرائيلي الفعلي خلال حملة غزة وعواقبه علي المدنيين الفلسطينيين. 

ويرتبط هذا السلوك ارتباطًا مباشرًا بأعمال الإبادة الجماعية علي النحو المحدد في اتفاقية الإبادة الجماعية.

وتتخذ الدعوي القضائية في جنوب أفريقيا شكلين: دعوي تقول بارتكاب إسرائيل  جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وطلب عاجل لاتخاذ تدابير مؤقتة "الحديث القانوني الدولي عن تسريع العملية".

وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين والجيش الإحتلالي لأراضي الفلسطينيين بالتوقف الفوري عن أي أنشطة ترقي إلي مستوي حملة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.