اذا توالت نوائبُ الدهر على الانسان احتاج الى ما يقوى عزيمته به لمواجهتها ومن ذلك الدعاء واللجوء الى الله تعالى ومن دعاء العبد فى ذلك "اللهم هب لي قوةً من قوتك وحلمُ من حلمك"_فهل فى ذلك تعدٍ فى السؤال الى الله تعالى وانتهاك للذل الواجب ان يكون للعبد نحو خالقه
ولم يُنكر اهل العلم على طلب تلك القوة من الله تعالى مؤكدين ان القوة والعفو والحلم المسؤل منه انما قوة مخلوفة وموهوبة من الله تعالى لعبده وليست من صفات الله تعالى
وقد استشهدوا على ذلك بحديث ابى الدرداء الوارد عن النبى صل الله عليه وسلم "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال : يا عيسى ! إني باعثٌ من بعدِك أمةً إن أصابهم ما يحبون ، حمدوا اللهَ ، وإن أصابَهم ما يكرهون ، احتَسبوا وصبروا ، ولا حِلْمَ ولا عِلْمَ ، فقال : يا ربِّ ! كيف يكون هذا ؟ قال : أُعطيهم من حِلمي وعِلمي
وقيل فى تفسير اعطيهم من حلمى وعلمى _اى اجعل فطرتهم على ذلك
وقد بين العلماء ان اللجوء الى الاحاديث المأثورة عن النبى صل الله عليه وسلم او ما ورد فى القرآن اولى وافضل
الدعاء فى الصلاة بغير المأثور
وقد افادت الافتاء ان المعتمد عند سائر المذاهب الفقهية المتبوعة أنه لا يشترط التقيد باللفظ المأثور من الدعاء أو الذكر في الصلاة؛ سواء منهم من قال بجواز الدعاء بأمور الدنيا ومن قال بمنعه، وسواء من اشترط مناسبة الدعاء للوارد ومن لم يشترط، وإن كان التقيد بالمأثور أَوْلَى إذا وافق ذكرُ اللسان حضورَ القلب، وهذا هو الذي عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا؛ حتى جرى مجرى الإجماع، وليس من البدعة في شيء، بل البدعة في وصفه بالبدعة بعد ظهور الأدلة من الكتاب والسنة وعمل السلف على جوازه.
اترك تعليق