امرأة حديدية
اليوم نستكمل الحديث عن المرأة الحديدية بلغة عصرنا اليوم فهى تستحق ذلك اللقب بجدارة فقد شقت لنفسها ولاسمها نفقاً فى صخر البادية الذى كان لا يعترف للنساء بحق بل كان الوأد للانثى الوليدة نصرة لشرف الرجال
فخديجة رضى الله عنها اعرضت عن الزواج وشغلت حياتها باولادها واستثمار ثروتها وتنميتها التى ورثتها لتنافس سيدات اليوم على لقبهن "_سترونج اندبندنت وومن" _"strong independent woman" -امرأة قوية مستقلة _والاتى لن يجدوا معها درباً للفوز فهى من هى بحكمة جعلت هيبتها اقوى من هيبات الرجال التى جعلتها تصد عن رسول الله كثير من الصعاب والمواجهات
فكان لها شخصيتها التى يحترمها القريب والبعيد فكانت صاحبة العقل الراجح والبصيرة النافذة تدقق فيمن يتولى تجارتها الى بلاد الشام وكانت كذلك حتى سمعت عن امانة وصدق رسول الله "صل الله عليه وسلم " الذي اشتهرا بهما فى محيطه الذى اختلط به فلم تتوانى فى طلبه ليتولى شئون رحلتها التجارية
حذرها وحكمتها
_ومن المآسر عن شخصيتها حذرها وحكمتها فرغم ما تصدقه عن النبى صل الله عليه وسلم الى انها قد اوصت غلامها ميسرة على القيام بشئونه وتحرى امره والا يخالف له امراً وأن يرصد لها أحواله ومن بين تلك السطور نعلم مدى حكمة السيدة التى اكرمها الله تعالى بتولى المرحلة الصعبة فى الرسالة فالى جانب فطنتها كان الاحتياط والحذر والحكمة ما يجعلها تنجح فى ادارة اموالها والاختيار والابقاء على من يتولى العمل عليها
زواجها من النبى
بنظرة ثاقبة علمت السيدة خديجة رضى الله عنها محمد صل الله عليه وسلم_ صاحب امر جلل وعظيم وانه ممن لا يفرط فى صحبتهم فى الحياة _وذلك بما بلغها من غلامها ميسرة الذى رافق رسول الله صل الله عليه وسلم والذى اعلمها بأمر الغيمة التى كانت تظل نبينا الكريم من حرارة الشمس ومن نقله لقول الراهب الذى كانت صومعته بالقرب من شجرة استظل بها رسول الله صل الله عليه وسلم والذى قال انه "ما نزل تحت هذه الشجرة قطُّ إلا نبيّ" كما استشفت ذلك من امانته حتى انه صل الله عليه وسلم ربح اضعاف ماربح الاخرون القائمون على تجارتها
فما لبثت ان استقر لديها قرار الارتباط به والذى استحثت الموافقة عليه من خلال وسيط
والى هنا ننتظر الى الحلقة القادمة لنستعرض كيف لامرأة فى مجتمعاً مغلق تجترأ على تلك الخطوة وكيف على مثلها تحزن الرجال
ولنا فى ام المؤمنين خديجة الاسوة الحسنة
لماذا تزوج النبى بأكثر مما حدده الشرع
اترك تعليق