عندما تُشَّرف بزيارة الكلية الحربية، أو مصنع الرجال وعرين الأبطال كما نعهدها دائماً، فإنك فى زيارة لتاريخ مجيد وعظيم لهذا عبير الأمجاد والبطولات والانتصارات.. والرموز الوطنية الخالدة التى كتبت بحروف من نور أسماؤها فى سجل الوطنية المصرية، ساهموا بقدر وافر غير محدود فى مسيرتها، كانوا على استعداد دائم للتضحية والفداء من أجل أن تبقى وتحيا مصر.
وأنت تجلس فى الكلية الحربية، وسط أجيال الحاضر والمستقبل من خير أجناد الأرض، يأخذك الفخر والشرف، فهم رصيد الأمة وصمام أمانها وسندها ودرعها وسيفها، هم الظهر الذى يستند عليه الوطن فى أوقات المحن والشدائد عندما تشتد العواصف، عندما ينادى الوطن حى على البناء، إنهم رجال من ذهب أصحاب معادن نفيسة يكفيهم فخراً أنهم خير أجناد الأرض.
لم يكن شرف الزيارة بالأمس قاصراً على استحضار الأمجاد والبطولات والانتصارات والرموز لرجال المؤسسة العسكرية الشريفة، قلعة وبيت الوطنية المصرية، ليس لمجرد أن تسترجع ذاكرة هذا الوطن، وعطاء قادة وأبطال عظام ولكن من أجل التعرف عن كثب على جيل جديد من خير أجناد الأرض أتم فترة التدريب والتأهيل وفق أعلى المعايير البدنية والذهنية والعلمية، والقدرة والجدارة بالانتماء إلى مصر وجيشها العظيم، صانع الأمجاد والبطولات فخر كل المصريين.
لا يخفى على أحد المكانة شديدة الخصوصية التى يحظى بها جيش مصر العظيم فى نفوس ووجدان هذا الشعب من احترام وإجلال وتقدير، جاءت من مواقف وطنية خالدة ومازال نهر العطاء والفداء والتضحيات يتدفق لذلك يحرص المصريون دائماً على الاطمئنان على جيشهم فهو ثروتهم الحقيقية، ومصدر فخرهم واطمئنانهم، فى أتون التحديات والتهديدات والمخاطر.. لذلك حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة على تطوير وتحديث قدرات الجيش المصرى فى ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات وصراعات وعالم يموج بالمتغيرات الحادة، وأطماع وأوهام لا حصر لها، وما يستهدف وما يحاك لمصر من مخططات وما لديها من ثروات وحقوق مشروعة تحتاج الحماية وردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات المصريين.
الجيل الجديد الذى أنهى فترة الإعداد العسكرى بالأمس والتحول من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية هو امتداد لأجيال من الأبطال الأفذاذ والرموز من القادة العسكريين الذين صنعوا لمصر أمجاداً وتاريخاً حافلاً بالعطاء والمواقف الوطنية وساهموا فى بناء هذا الوطن وتركوا من خلفهم رصيداً زاخراً من الدروس، والخبرات تتوارثها الأجيال، جيلاً بعد جيل، رسخوا عقيدة الفداء والتضحية من أجل الوطن، النصر أو الشهادة، رجال لا يهابون الموت، هم من رسموا ملامح الجيش الأسطورة الذى دائماً عند حسن ظن وثقة هذا الشعب.
من فرط الاحترام والفخر بهذا الجيش العظيم، فإن كل أب وأم، وكل شاب يتمنى الانضمام ونيل شرف الالتحاق بالقوات المسلحة، فهو جيش المصريين، ويتكون ويتشكل من أبناء المصريين، لذلك ترى الفرحة والسعادة ترتسم على وجوه الآباء والأمهات والأسر والعائلات.
ولكن ولأن شروط الالتحاق ومتطلبات العمل فى الجيش تقتضى مواصفات بدنية وذهنية وعلمية وصحية قياسية، فإن الاختيار للأكثر جدارة واستحقاقاً ومن تنطبق عليهم هذه المعايير.. الأجيال الحديثة كفى بإعداد وتأهيل عصرى يتواكب مع حجم التطور والتحديات والتهديدات ليكون الإعداد والتأهيل يركز على المعرفة والعلم والاطلاع، والتعرف على كل ما هو جديد فى العالم، والإلمام بكل ما يدور حولنا إقليمياً ودولياً، ولعل حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على زيارة الدفعات الجديدة والاطمئنان على المستوى البدنى والذهنى والعلمى وبناء الوعى الحقيقى.
يكفينا شرفاً وفخراً بهذا الجيش العظيم أنه صاحب أعظم الانتصارات فى العصر الحديث فى حرب أكتوبر المجيدة التى تكمل عامها الخمسين فى أكتوبر القادم وأيضاً يحسب لأبطال القوات المسلحة حماية مصر من السقوط ودحر الإرهاب وتطهير سيناء من دنسه وآثامه وإجرامه، وهذا انتصار عظيم وتاريخى حققه الجيش المصرى سواء فى هزيمة جيوش الإرهاب المدعومة أو تنمية وتعمير سيناء بالكامل وفق رؤية قائد عظيم هو الرئيس السيسى لحمايتها بقوة الرجال، وقوة البناء وإعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية لأهالينا فى سيناء، لذلك عندما يعلن الرئيس السيسى أن الإرهاب انتهى وأصبح من التاريخ هو إعلان للنصر على هذا التهديد وتأكيد على قوة وقدرة الجيش المصرى على حماية مصر وأرضها وحدودها وسيادتها فى البر والبحر والجو.
لا ينسى المصريون أيضاً وقفة الجيش المصرى وحمايته لإرادة المصريين بقيادة قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما لبى نداء شعبه لحماية إرادته فى 30 يونيو 2013 وافتدى أبطال الجيش المصرى هذا الشعب وتصدى بشجاعة لإجرام الجماعة الإرهابية التى سعت للتنكيل بهذا الشعب وواجهت ببسالة جرائمه فطرد أشرس تنظيم إرهابى عرفه التاريخ وانتصر وحمى إرادة شعب مصر.
لن ينسى التاريخ أن هذا الجيش هو من أعاد التوازن فى المنطقة، فالجيش المصرى هو الأقوى فى المنطقة وأفريقيا .. جيش يحمى ويصون ويدافع ولا يعتدى، يسهر على حماية الأمن القومى المصرى بأعلى درجات الكفاءة والجاهزية والاحترافية فى أداء المهام.
إن الجيل الجديد الذى أنهى فترة الإعداد والتأهيل بطبيعة الحال لديه سجل زاخر ومضيئ من المواقف الوطنية والأمجاد الخالدة والانتصارات والبطولات المحفورة فى وجدان المصريين وفى ذاكرة الوطن، وخبرات متراكمة تدفع فيهم القوة والطاقة والقدرة على مواصلة الطريق، يتعلمون من قادة أفذاذ، فى أعلى درجات الوطنية والإخلاص والشرف، وأمامهم قائد عظيم هو القدوة فى العطاء لهذا الوطن، حقق لمصر الكثير وقادها لإنجازات فريدة من الانقاذ والإنجاز، وبنى قلاع التنمية فى كافة ربوعها ويسهر على تحقيق آمال وتطلعات شعبها فى مستقبل أكثر إشراقاً بفضل رؤية ثاقبة.
الجيش المصرى العظيم نموذج فريد للعطاء والتضحية والوفاء من أجل الوطن، قدم ملاحم وبطولات من أجل أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار والوفاء وسيظل شهداء الوطن من شرفاء القوات المسلحة هم أساس الحفاظ على مصر وأبنائها ولولا تضحياتهم ما كانت لتنعم بالبناء والتنمية والأمن والأمان والاستقرار والمستقبل الواعد لأبنائها.
هذه الأجيال الجديدة تتعلم فى مؤسسة الشرف والوطنية المعنى الحقيقى لكلمة التضحية من أجل مصر والتفانى من أجل رفعتها وكرامة شعبها والحفاظ على أمن مصر القومى ومقدراتها وثرواتها وحقوقها المشروعة و«خطوطها الحمراء» التى وضعها قائد عظيم هو الرئيس السيسى لذلك فنحن أمام جيش وطنى شديد الخصوصية فى أمجاده وبطولاته وانتصاراته، وعلاقته بشعبه.
تحية لجيش مصر العظيم صانع الأمجاد والبطولات والانتصارات، وصمام الأمان والحصن والسند، تحية لأرواح الشهداء الأبرار، الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن ننعم بالحياة الكريمة.
تحيا مصر