هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عبد النبي الشحات

رئيس تحرير بوابة "الجمهورية أون لاين"

مساء الأمل

المحرضون يمتنعون.. مصر لن تتنازل عن قطرة مياه


نعم من حق المصريين أن يقلقوا على مستقبل النيل فهو شريان الحياة.. وهو لوطنهم الروح التي تسري من أقصى الجنوب إلى اقصى الشمال فيفيض فيها الخير والنماء .. نعم إنه قلق مشروع من سد كبير أقامه "الاحباش" على حدود السودان.. رأي فيه المصريون "مخبأ" عملاقا قد يؤثر على حصتهم التاريخية في مياه النيل والتي خصهم بها الخالق منذ آلاف السنين.

ومع إيماننا بمشروعية هذا القلق فإننا في الوقت نفسه يجب أن نتحدث بعقلانية و"تروٍ" بعيدا عن حكاوي القهاوي ودردشة الاصدقاء، لاسيما وأننا نتعامل مع ملف شائك يتشابك مع عشرات العوامل في محيط مصر الإقليمي والعالمي.

هنا نتحدث عن قرار حرب تدرك مسئوليته القيادة جيدا، وتعرف التوقيت والظروف المحيطة ومواقف المجتمع الدولي والاقليمي وأشياء أخرى كثيرة تعلمها الأجهزة المعنية دون غيرها .. ونحن أمام قيادة رشيدة وحكيمة وضعت خطُا أحمر بكل حسم، من هنا علينا أن ندرك أن من وضع الخط الأحمر لن يسمع لأحد بتجاوزه، وبالتالي مصر لن تقبل بنقصان قطرة واحدة من مياه النيل.. وفي الوقت نفسه كانت تحركات القيادة دوليا وإقليميا وعربيا حتى أصبح "الأحباش" محاصرين تماما وسط دائرة دبلوماسية ضيقة.. دخلت الجامعة العربية ومعها الدول الشقيقة على الخط ، وها هي قوى إقليمية ودولية عديدة بدأت تعيد النظر في مواقفها لصالح الحق التاريخي المصري.

إذن نحن أمام تحركات قيادة واعية وخطوات محسوبة بدقة في اتجاه حماية هذا الحق المصري والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.

المؤكد أن قضية سد النهضة واحدة من أخطر القضايا التي واجهت مصر طوال تاريخها.. لذلك يجب على المصريين أن يتحدوا لمواجهة الأزمة .. والاتحاد هنا يكون بدعم ومساندة القيادة في قراراتها الخاصة في هذا الشأن، بدلا من الانسياق وراء الدعوات المغرضة وفيديوهات السوشيال ميديا المضروبة والاستماع الى المحرضين  من جماعات الظلام، والذين يسعون للإيقاع بالوطن وتقليب الرأي العام.. ودفعنا نحو قرار متسرع غير مدروس قد لا يحمد عواقبه.. وعلينا أن نستفيد من أزمات تاريخية سابقة واجهناها بقرارات كانت نتائجها كارثية.

في النهاية تبقى كلمة: 
على مدار التاريخ أثبتت مصر الكبيرة أنها تتبنى دائما سياسة الحوار في أي قضية خلافية ونجحت في كسب الكثير من المعارك بحنكتها الدبلوماسية.