حقا لقد اقشعر بدني وتساقطت أنهار الدموع علي وجنتيي في لحظة اختلطت فيها المشاعر الفياضة وكاد قلبي يتوقف من شدة الخفقان تزامنا مع هذه الحالة التي أصابتني وانا أشعر بسعادة غامرة وبهجة تملأ وجداني وانا اشاهد هذا الحدث الفريد الذي أثبت للعالم ان بلادي قادرة علي صناعة التاريخ وصياغته لتكون اولي عباراته التي خلدها الدهر (مصر تصنع التاريخ).
هذا الإبهار وهذه الدقة والإحترافية المطلقة والجمال الذي كان عنوانا لكل تفاصيل الملحمة الكبرى التي واكبت نقل مومياوات اجدادنا الي متحف الحضارة إنما يدل قدرة مصر ورجالها وريادة الأجداد ومن وراءهم الأحفاد.
كانت تفاصيل الحدث مذهلة ومعبرة عن رغبة مصر ان ترسل رسالة محبة وسلام لكل بقاع الأرض.
أثبتنا أننا أصحاب تاريخ حافل يمتد عبر دروب الدهر ويخترق أسوار الحياة معلنا عن وجود شعب وإرادة ودولة تريد أن تنبني مجدا جديدا يضاف الي مجد الأجداد.
كانت لحظات بث تحرك الموكب الملكي مهيبة،جعلت العالم كله يلتف حول شاشات التلفزيون ليشاهد أحفاد الفراعنة وهم يسطرون سطرا جديدا في سجل البطولات والانجازات.
لطالما مرت مصر بظروف قاسية ولكنها كانت دوما أقوي من كل الظروف وأقدر علي تخطي المحن والصعاب لتنير عقول وقلوب العالم بالنور الذي يسع العالم كله.
تفوق مصر في هذا الحدث العظيم دلالة علي ان الإنسان المصري كان ولا يزال عاصيا علي الإنهيار ولن تستطيع قوة ما مهما علا شأنها أن تنل من عزيمة هذا الإنسان.
المصريون علي كافة اختلافاتهم صفقوا بشدة لهذا الحدث البديع وتحركت أفئدتهم نحو مصر التاريخ والحضارة.
تحدثت مرارا عن صناعة الحدث وضرورة ان نكون صانعيه حتي تتحول أنظار العالم إلينا وكم كانت السعادة غامرة عندما شاهدت تجربة فريدة من نوعها وتصميما مصريا علي ان يكون حدث نقل مومياوات اجدادنا حدثا فنيا كبيرا يحتل المرتبة الأولى علي الشاشات العالمية.
مصر نجحت فى تحويل أنظار العالم إليها،وجمال الصورة وروعة الإخراج جعلنا نكتم الأنفاس معلنين تأييدا أكيدا لهذا الإنجاز الضخم.
مصر أنت عشقنا وحبنا الكبير وكم نحن بحاجة الي مزيد من هذا الإنجازات الرائعة التي تسعد القلوب وتعيد إلينا الثقة في بلادنا الحبيبة.
كل الكلمات والعبارات لن تستطيع وصف مشاعر المصريين وهم يتابعون أحداث الحفل الكبير فكل دقيقة تمر كانت بمثابة لحظة فرح وحب وإنتماء لوطن يعشق التحدي ويقفز فوق الأهوال ليعلن أن راية الأمل ستظل خفاقة في سماء العالم.
شكرا لكل من ساهم في انجاح هذا العمل وشكرا للقيادة السياسية التي سمحت لأهل الإختصاص بالعمل ودعمت كل الجهود لينجح ويصبح ذكري عزيزة علي نفوسنا.
شكرا لكل من ساهم في هذه السيمفونية الوطنية الخالدة.
شكرا للاوركسترا ورجال الشرطة والجيش والمهندسين والمصورين وشباب الجامعات الذين شاركوا في هذا العمل الضخم.
نرومُ لمصرَ عزًّا لا يرامُ
يَرِفُّ على جَوانِبهِ السَّلامُ
وينعَمُ فيه جيِرانٌ كِرامُ
فلنْ تَجدَ النَّزيلَ بنا شَقيَّا
نَقومُ على البنايةِ محسنينا
ونعهَدُ بالتَّمامِ إلى بَنينا
إليْكِ نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَيينا
ويَبقى وجهُكِ المفديُّ حيَّا
حفظ الله مصر جيشا وشعبا