هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هذه الدنيا

الشيوخ .. بداية قوية وإثراء للحياة السياسية

 

بدأ مجلس الشيوخ برئاسة القاضى الجليل المستشار عبد الوهاب عبد الرازق جلساته اعتبارًا من اليوم الإثنين 8 مارس 2021 وسط حماس كبير من الأعضاء – وهم كلهم جدد بالمجلس – على خدمة هذا الوطن وتقديم نموذج رفيع للعمل البرلمانى الراقى فى الغرفة الثانية للبرلمان التى تضم فى عضويتها نخبة من أبرز الشخصيات والكفاءات فى مختلف المجالات القانونية والفكرية والثقافية والإعلامية.

مجلس الشيوخ يعود إلى دوره الأصيل فى الحياة البرلمانية المصرية بعد أن تم تصحيح "غلطة" وقعت فيها لجنة دستور 2014 حين قررت إلغاء الغرفة الثانية، والاكتفاء بأن يتكون البرلمان من غرفة واحدة وهى "النواب"، استنادًا لانتقادات وجهت إلى دور مجلس الشورى ومحدودية وعدم فعالية دوره فى مرحلة ما قبل 2011. 

والحقيقة أن هذا التوجه انطوى على ظلم كبير لمجلس الشورى السابق الذى كان يضم فى عضويته عددًا من رؤساء الوزراء والوزراءالسابقين وأساتذة الجامعات ورجال القانون والصحافة، وتولى رئاسته عدد من أبرز رجال العلم والفكر تشرفت بمعرفتهم جميعا والتعامل معهم، وأبرزهم الدكتور محمد صبحى عبد الحكيم أول رئيس للمجلس، ثم الدكتور على لطفى رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور مصطفى كمال حلمى الأب والعالم الجليل، والسيد صفوت الشريف .. رحمهم الله جميعًا. والعيب لم يكن فى المجلس السابق، وإنما فى عدم إتاحة الفرصة له للقيام بدور فاعل فى العملية التشريعية.

وفات على من ألغوا الغرفة الثانية، أن وجود غرفتين للبرلمان هو الأصل فى الحياة السياسية بكل الأنظمة الديمقراطية العريقة، وقد أخذت مصر بهذا النظام منذ زمن بعيد يعود إلى عام 1829 حين تشكلت الغرفة الثانية تحت مسمى "مجلس المشورة" وتولى رئاستها إبراهيم باشا إبن محمد على.

وبعد دستور 1923 تكون البرلمان من غرفتى النواب والشيوخ، وتعاقب على رئاسة "الشيوخ" قامات سياسية عظيمة مثل الزعيم الخالد سعد زغلول الذى تولى رئاسة مجلس الشيوخ المصرى مرتين، الأولى: من 24 ديسمبر 1924 حتى 23 مارس 1925، والثانية: من 10 يونيه 1926 حتى 22 أغسطس 1927. والزعيم الوطنى مصطفى النحاس الذى ترأس المجلس خلال الفترة من 7 نوفمبر 1927 حتى 15 مارس 1928. ثم ويصا واصف باشا الزعيم الشهير بـ"محطم السلاسل" الذى تولى رئاسة هذا المجلس مرتين، الأولى: من 20 مارس 1928 حتى 18 يوليو 1928، والثانية: من 11 يناير 1930 حتى 21أكتوبر 1930. وقام هذا المجلس بدور عظيم فى خدمة القضية الوطنية.

وفى ضوء هذا العرض التاريخى المُبسط يتبين لنا أن وجود مجلس الشيوخ هو الأصل فى الحياة النيابية السليمة، لأنه ليس من المنطق أن يتم حرمان البلاد من مجلس يضم نخبة العقول المفكرة بها، فضلا عن أنه كان من الصعب أن يتم تجاهل هذا التاريخ السياسى الكبير الذى يحظى به مجلس الشيوخ.

وأعود إلى مجلس الشيوخ الحالى، وأرى بعيون الباحث فى التاريخ أن هذا المجلس هو امتداد لمسيرة سياسية عريقة جاء ليكملها ويضيف إليها الكثير فى خدمة هذا الوطن، وهو ما أثق فى أنه سيتحقق خاصة أنه يتولى قيادة العمل بهذا المجلس رجل فاضل وقاضى جليل وخبرة قانونية مُعتبرة وهو المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، يعاونه فى ذلك قامتان قانونية وفكرية لكل منهما رصيد طويل وباع كبير فى مجاله وهما المستشار بهاء أبوشقة وكيل المجلس ورجل القانون البارز، والدكتورة فيبى فوزى جرجس وكيلة المجلس والإعلامية المتميزة، والتى يأتى وصولها إلى هذا الموقع الرفيع تتويجًا لمسيرة المرأة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى فتح أبواب الأمل أمام جميع فئات الشعب للحصول على التمثيل المستحق لها.

أثق أن مجلس الشيوخ برئاسة المستشار الجليل عبد الوهاب عبد الرازق سيقدم أداءً سياسيًا راقيًا فى دور انعقاده الأول من الفصل التشريعى الأول.

أداء سياسى وبرلمانى احترافى يليق بحجم الدولة المصرية وطموحات شعبها.

[email protected]