هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الدول الكبرى والمصالح المشتركة

بدأ الرئيس الأمريكى جو بايدن فى تنفيذ تعهداته خلال حملته الانتخابية، حيث وقع في أول يوم له في البيت الأبيض، أمراً علّق بموجبه بناء جدار المكسيك عند الحدود بين البلدين، إضافة إلى انضمامه لاتفاق باريس، كما أعاد الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة الصحة العالمية، واعتبر الاتحاد الأوروبى وصول بايدن للسلطة لحظة لإحياء العلاقة مع الولايات المتحدة حيث اكدت رئيسة المفوضية الاوروبية ان اوروبا لديها صديق فى البيت الأبيض.

كما تحرك حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي واكدا على أنهما يتطلعان إلى العمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا والولايات المتحدة على اعتبار ان بايدن من ابناء اوروبا، وهذا دليل على مرحلة قوية للعلاقات الامريكية الاوروبية خلال المرحلة القادمة، ولم تقتصر علاقة الولايات المتحدة وتوجهات بايدن على اعادة جسور العلاقات مع الدول الصديقة وانما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، أول محادثات هاتفية بينهما، حيث أكدا ارتياحهما بالتوصل لاتفاق حول تمديد معاهدة "ستارت 3"، كما اكد على أن تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة سيخدم مصالح كلا البلدين والمجتمع الدولى برمته، علما بمسئوليتهما الخاصة عن دعم الأمن والاستقرار فى العالم.

كما أعرب كلا الرئيسين عن ارتياحهما من تبادل المذكرتين الدبلوماسيتين والتوصل إلى اتفاق حول تمديد معاهدة نزع الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، وقالت الرئاسة الروسية إن فلاديمير بوتين وجو بايدن ناقشا كذلك القضايا الملحة للأجندتين الثنائية والدولية، حيث تم التطرق إلى فرص التعاون في مكافحة المشكلة الحادة التي تمثلها جائحة فيروس كورونا، إضافة إلى مجالات أخرى بما في ذلك القطاع التجاري الاقتصادي، مشيرة إلى أن المحادثات تناولت الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من اتفاق السماوات المفتوحة، وقضية الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، والتسوية في أوكرانيا، وكذلك المبادرة الروسية بشأن عقد قمة لدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، ولم تقتصر المباحثات على التعاون الثنائى بل تطرقت للخلافات بين البلدين حيث قام جو بايدن بحض بوتين على وقف القرصنة الإلكترونية ضد الوكالات الأمريكية، كما أعرب بايدن عن قلقه لبوتين من قضية تسميم نافالني، وأعرب له عن قلقه بشأن قضية دفع مكافآت لاستهداف جنود أمريكيين بأفغانستان.

تجدر الإشارة إلى ان روسيا لاعب اساسى فى المنطقة فيما يتعلق بالنواحى السياسية والعسكرية وخصوصاً فى سوريا والعلاقة مع ايران، ولذلك تدعم الادارة الروسية ايران فى مواقفها وتحركاتها حيث أوضح وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف، أنه من أكثر المواضيع إلحاحا، إنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة والتسوية حول البرنامج النووي الإيراني، متابعا: نحن وإيران مهتمون بصدق بالعودة إلى الوفاء الكامل من قبل جميع الأطراف التي وقعت على خطة العمل الشاملة المشتركة بالتزاماتها.

كما أن موسكو وطهران مهتمتان بتعميق الحوار حول قضايا مثل الأمن في الخليج العربي، ومشكلة التسوية الأفغانية، موضحا أن روسيا تأمل عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني وهذا شرط لتنفيذ إيران للصفقة، وقال لافروف: لدينا موقف واحد، ونحن مهتمون بالحفاظ عليها بشكل كامل ونحن مقتنعون بأن الطريق إلى ذلك يكمن حصريًا من خلال التنفيذ المنسق والشامل لأحكام هذه الوثيقة الهامة من قبل جميع الأطراف المعنية بما يتفق بدقة مع قرار مجلس الأمن رقم 2231، وهكذا تدفع المصالح والقضايا الدول الكبرى للتعاون والمناقشة للوصول إلى اهدافها بالرغم مما يعتريها من خلافات وصراعات.