هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الثروة السياحية المهدرة:

 

الأمم والحكومات تعمل علي تعزيز قدراتها بعدة طرق مختلفة وتسعي للاستفادة من كل المقومات المتاحة،بل يحاول بعضها إبتكار مقومات النجاح وتفعيلها بما يتناسب مع قدرات كل دولة وظروفها المحيطة.

والسياحة لا تنفصل عما يدور حولها فهي أكثر الصناعات تأثرا بما يدور حولها،تتأثر سلبا وايجابا بكل ما يحدث في العالم،فتارة نراها تنشط وتنهض لتنعش الإقتصاد العالمي وتارة أخري نراها تنخفض إلي أدني الدرجات فتصيب العالم كله بالركود والكساد.
ولكي تتحقق الإستفادة القصوى من السياحة لابد من توفر عدة عوامل قد يكون من الصعب علي المنتمين لغير مهنة السياحة فهمها إلا ان ذلك لا يمنع كون هذه العوامل أساسا وحجر زاوية لنهوضها.

وقبل الخوض في واحدة من أهم عوامل نهوض السياحة لابد من التذكير بأن السياحة ليست مجرد مهنة توفر فرص العمل وتساعد الحكومات في القضاء علي البطالة بل يمتد أثرها لتشمل كافة مناحي الحياة.

ومن أهم مقومات نهضة السياحة يبرز لنا دور العامل البشري الذي بدونه لن تتقدم السياحة فهي من المهن التي تعتمد اعتمادا كليا علي العنصر البشري لذلك كانت من الصناعات الأكثر استخداما له،فاعداد العاملين بها تفوق أية مهنة أخري تعتمد علي العامل البشري.

اذن يمكننا التأكيد علي ان العامل البشري هو عامود الخيمة وأساس قيام الصناعة وبدونه لا يمكن للسياحة ان تستمر.

وهنا يمكن أن يتفرع الحديث الي عدة أوجه سأختار منها العامل البشري المدرب صاحب الخبرات والتجارب الطويلة في ميدان السياحة.

تلك الخبرات والتجارب هي بحق كنز مهمل وثروة لا تقدر بثمن واهمالها يعني ظلما شديدا وعدوانا علي المهنة التي تحتاج إلي وجوه تحمل علي ظهورها تراكم خبرات وسنوات عمل مضنية.

الأصوات التي تنادي بتمكين الشباب تنفيذا لرؤية الدولة يجب أن تلفت الي خبرات الشباب في القطاع السياحي فهناك الآلاف ممن هجروا السياحة وتحولوا الي مهن اخري لأسباب يطول شرحها ولا نعلم حقا ماهو مصير تلك الخبرات التي ان تم تمكينها سوف تكون استفادة القطاع كبيرة.

وبقليل من التفصيل نستطيع فهم الطبيعة الخاصة للسياحة فهي تعتمد علي تراكم الخبرات وبدون هذه الخبرات لا يمكن أن تتقدم السياحة،فكل يوم يمضي وكل حادثة تمر تضيف إلي العنصر البشري ثقلا يجعله يقف موقف المدقق المستوعب للاحداث بما تحويه من مفاجآت.

وبتعبير دقيق لاحظ أولئك الذين بدأوا العمل في القطاع السياحي منذ عشر سنوات وقارن بين وعيهم المهني آنذاك وبين ما اكتسبوه من مهارات وقدرات خاصة لا تتاح لغيرهم،يحدث ذلك نتيجة الاحتكاك المباشر مع الثقافات والحضارات المختلفة بالإضافة إلي القوانين الصارمة التي يتميز بها القطاع السياحي.

هناك مقولة تتردد بين أبناء الوسط السياحي مفادها أن موظفوا القطاع الحكومي لو قاموا بنصف المجهود الذي يبذله أبناء القطاع السياحي لتغير وضع المجتمع الي الافضل.

وهي حقيقة لا يدركها إلا من هم علي تماس بكل ظروف العمل الخاصة بالقطاع السياحي.

لا مجال للاستهتار ولا مكان للفاشلين ومن لا ينمي من مهاراته يتم تجاوزه.

التحديات التي تواجه اهل القطاع كثيرة ومتعددة ولكن الخبرة تفرض رأيها وتمد القطاع بالحلول المبتكرة للنهوض به.

تحدثت كثيرا عن ضرورة الاستفادة من هذه العقول والخبرات واعتقد ان الوقت قد حان للمناداة بضرورة مراجعة كافة سبل النهوض السياحي.

الكورونا يجب ألا تكون عائقا فالقطاع يخسر يوميا الكثير والإستثمار يتوقف،لذلك العودة إلي الخبرات واستطلاع آراء ذوي الخبرة ضرورة وامل قد يتحقق عما قريب.

حفظ الله مصر جيشا وشعبا