رئيس تحرير بوابة "الجمهورية أون لاين"
ملامح خريطة سياسية جديدة لمصر تكاد تكون قد اكتملت مع الانتخابات البرلمانية المنتهية 2020 ، وما سبقها من انتخابات مجلس الشيوخ.. أغلبية.. معارضة .. ومستقلون ، أكثر من 13 حزبا سياسيا شاركت في العملية الانتخابية وحظيت بمقاعد داخل مجلس النواب ، واصبح لها هيئات برلمانية، بعد انتخابات شهد لها الجميع بالنزاهة والشفافية، ومن قبلها جاءت انتخابات مجلس الشيوخ بممثلي 17 حزبا أصبح لها مقاعد في الغرفة الثانية للبرلمان.
أغلبية مريحة فاز بها حزب مستقبل وطن الذي خاض المعركة مفضلا مبدأ "المشاركة" لا "المغالبة" رغم إمكانياته القاعدية في الشارع التي كانت تتيح له خوض المعركة منفردا إلا أن قيادات الحزب فضلت المشاركة في قائمة توافقية على أسس وثوابت وطنية تضم كافة أطياف الشارع السياسي المصري، فأسفرت المعركة عن برلمان جديد بتوليفة مميزة تضم رموزا سياسية من كافة الأطياف .. زادها قوة وانسجاما مجموعة شباب يمثلون كيانا رائعا هو "تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين".. بخلاف عشرات المقاعد التي فاز بها مستقلون بعيدا عن الأحزاب ليمثلوا هم الآخرون إضافة لبرلمان مصر الجديد 2021.
وبمقارنة بسيطة بين برلمان 2010 وبرلمان 2021 سوف نجد اختلافا واضحا ، فالأول جاء بانتخابات مشكوك في نزاهتها لصالح حزب واحد هو الحزب الوطني المنحل الذي لم يدع فرصة لأي مشاركة ولو محدودة ، أما الثاني فجاء بانتخابات شهد لها القاصي والداني بالنزاهة ، وجاء حزب مستقبل وطن ليشارك باقي الأحزاب في القائمة الوطنية التوافقية.. فيما كان برلمان 2013 هو الأكثر إثارة للشارع السياسي بعد أن قامت جماعة "الإخوان الإرهابية" بالاستحواذ و"التكويش" على مقاعده في محاولة للسيطرة على مفاصل الدولة ولم تدع أي فرصة لباقي القوى الوطنية فثار الشعب عليهم وكانت ثورة 30 يونيه 2013 لتعيد مصر لكل المصريين، ولم يمض عامان حتى جاء برلمان 2015 بمشاركة كل أطياف المجتمع .. برلمان الإخوان جاء بمبدأ "التكويش والمغالبة" لا "المشاركة" وشهد أبشع الممارسات النيابية في تاريخ مصر، حتى أطلق عليه حين ذاك "برلمان قندهار".
اليوم دارت عجلة الخريطة السياسية مع برلمان 2021 وعادت من قبله الغرفة الثانية مجلس الشيوخ الذي اكتمل بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيين 100 عضو من خيرة الرموز السياسية لمصر وفقا لنص الدستور.. وها هي الغرفة الأولى تكتمل لتتشكل الخريطة السياسية الجديدة لمصر 30 يونيه بعودة البرلمان لكل المصريين رغم جائحة كورونا التي اربكت العالم.