هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بالحسني

حديث الروح وما بعد الأذان

 

من العلامات التي كانت مميزة لنشرة التاسعة مساء في التلفزيون المصري أن يسبقها برنامج "حديث الروح" الذي هو موعظة مختصرة مركزة يلقيها أحد علماء مصر الكبار على مسامع الناس فى وقت مهم يتناول فيها دعوة أخلاقية يحث على التخلق بها أويذكرنا بقيمة تراجعت أو يمتدح سلوكا اخلاقيا اطبع النلس عليه فأصبح عادة في مجتمعاتنا.

وللأسف غاب حديث الروح الذي كان يحظي بمشاهدة كبيرة نظرا لحرص كثيرين من الناس على متابعة نشرة التاسعة التى تعقبه بعد ان يكونوا قد عادوا من أعمالهم واخذوا قسطا من الراحة وجلسوا يتابعون اخبار الدنيا فى نشرة التاسعة التى تمنحهم صورة عامة عن احداث اليوم

ارسل إليّ  كثير من القراء مندهشين من نقل حديث الروح الى ما قبل نشرة الساعة السادسة أي في وقت وصفوه بالميت بالنسبة للمشاهدة مثلما قال القارىء الدءوب المهموم بقضيا وطنه الاستاذ "سعيد عباس" المربي والمدير السابق في التعليم وصاحب الاقتراحات التىكثير ما يزودنا بها مطالبا لان يعود هذا البرنامج الى مكانه قبل التاسعة مساء لأهميته في توعية الجماهير وحماية وعي الامة.

ويعجب الاستاذ سعيد أيضا من اختفاء الحديث النبوي الذي كان يلقية مذيع ذو صوت جميل عقب كل آذان كما كان يتم اختياره بعناية شديدة . والحديث النبوي كما هو معلوم دعوة مركزة الى الخير سواء تمثل هذا الخير فى معلومة عقدية أوفقية تصحح شائعا أو فى دعوة الى خلق قويم كبر الوالدين أوصلة الارحام او التعاون بين الناس او الاحسان الى الجيران أو اتقان العمل .

ربما تصور من ألغاه عدم فائدته فى وجود برامج دينية أخري ولا يدري أن الجمل القصيرة فى الدعوة الى الخير قد تحقق ما لا تحققه كتبا كاملة أو ساعات طويلة من الوعظ والإرشاد ينسي فيها الكلام بعضه بعض لكثرته وطوله فيخرج المتابع وقد نسي الموضوع الاصلي للمتحدث فما بالنا والجمل القصيرة هذه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم كما قال عن نفسه فهو أبلغ من تحدث وأعظم من أوجز في كلامه وأفصح من تكلم، فإذا أضفنا البركة التى يضفيها على ما نطق به وقاله أدركنا 

مدى أثر حديثة على قلوب المتلقين وهو حديث يبدأ بالصلاة على رسول الله صلوات الله وسلامة عليه وينتهي بالصلاة عليه أيضا أى لا أثر للشيطان فى لحظة تلقي هذا الكلام فالشيطان يفر كلما سمع الصلاة على رسول الله صلوات الله سلامه عليه.

وإذا ضربنا أمثلة للأثر العظيم للكلام العابر السريع القصير فى النفوس اللاهية أو الغافلة أو التي طال عليها الامد في البعد عن الله سبحانه تعالى أو البعد عن قيم الخير فنجدها كثيرة لاتكاد تحصي فمما يروي عن الفضيل بن عياض  أحد كبار العلماء والزهاد  فى القرن الثاني الهجري أنه في مقتبل حياته كان قاطع طريق فينما يسير فى طريقه ليلا تناهى إلى سمعة فى سكون الليل وعتمته السابغة من يقرأ قوله تعالى: " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذمسكر الله وما نزل من الحق " فقال في نفسه آن يارب . وتحول من لحظتها الي الصالحات والتي منها العلم حتى صار من علماء عصره وزهاده .كما يذكر لنا التاريخ ما كان من أحد الخلفاء العباسيين حين سمع من يقرأ قوله تعالى : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرلاحامكم " فوقر فى قلبه كأن الله يقصده ويقصد بالأرحام الامويين والهاشميين فأعلن الامان لهؤلاء وهؤلاء وكانوا مطاردين مطلوبين .

إذن فإن خمسة أحاديث نبوية كانت تذاع كل يوم في موضوعات مختلفة من شأنها ان تشارك في تحقيق أهداف الدولة في نشر الوعي الديني فهل تعود الى مكانها ؟