هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

محو الأمية السياحية :

 

 

لابد أن نعترف أن السياحة لم تلقي الترويج الملائم لها علي مدار سنوات طويلة.

الترويج هنا لا يقصد به التسويق السياحي الذي يستهدف السائح بل نقصد به تعريف المواطن البسيط بكل شيء مرتبط بالسياحة.

نحن في مجتمع عاطفي تسللت بين جوانبه في فترة من الفترات جماعات الظلام ومعتنقي الفكر الوهابي واستطاعوا استقطاب أعدادا كبيرة من أصحاب الفكر الضحل.

هذه الجماعات صورت السياحة علي انها شيطان لعين وظل هذا الفكر سائدا الي يومنا هذا.

ورغم قسوة الحكم علي السياحة وتعرضها لهجمات متتالية سواء داخلية أو خارجية إلا أن أصحاب الشأن لم يحركوا ساكنا ولم ينتبهوا الي خطورة الموقف وظنوا أن الإرهاب وحده هو ألد أعداء المهنة.

لم ينتبه كثير من أصحاب القرار الي خطورة الفكر والثقافة وقدرة الأفكار الظلامية علي السيطرة علي عقول الشباب مما جعلنا نري شبابا يعمل بالمهنة ولكنه يحتقرها في تناقض واضح مستغلا مبدأ الضرورات تبيح المحظورات.

بشكل عام فهناك فكرة خاطئة سائدة بين قطاع كبير من المصريين عن السياحة رغم عدم التصريح العلني بها إلا انك تستمع إليها في النقاشات الخاصة والعائلية مما يجعلك في ذهول من المستوي الفكري الذي وصل إليه المجتمع.

وأعود لأوجه اللوم الي أهل القطاع بالمشاركة مع وسائل الإعلام حيث تم إهمال التثفيف السياحي وتركنا الساحة للطرف الآخر ليبث أفكاره المسمومة بين المواطنين.

الأمر أشبه بالمهزلة فمن يأكل الميراث وينافق ويتلون ويمشي في الأرض فسادا بين الناس هو نفس الشخص الذي يحكم علي المهنة بالفساد.

كما أن الشح الإعلامي المتعلق بالسياحة ساهم بدون قصد في عدم معرفة المواطن البسيط بحقيقة السياحة.فإذا نظرنا الي كل القنوات التلفزيونية سنجد أن هناك نقصا ملحوظا في عدد البرامج الموجهة الي صناعة السياحة مما يترك المجال للآخرين لبث أفكارهم المبنية علي أوهام وخزعبلات لا علاقة لها بجوهر السياحة.

الغرض من التثقيف السياحي هو نشر القيم السامية التي تنادي بها السياحة بل وتطبقها كل لحظة،فالمهنة تعلمك كيفية تقبل الآخر مهما اختلف معك عقائديا أو ثقافيا وتعلمك إحترام الوقت وتعلمك الاهتمام بالنظافة العامة والشخصية وتعلمك الحرص علي الإتقان في العمل وتزرع بداخلك فضيلة الانتماء والفخر بالوطن.

لكن كل ذلك غير معروف عند العوام من الناس للاسباب التي طرحناها مسبقا ويبقي السؤال الأهم هل نحن بحاجة إلى تشجيع التثقيف السياحي ومحو أمية المواطنين أم سنظل ندور في حلقة مفرغة بين معارض لمجرد المعارضة وبين جاهل يردد ما يسمعه من مشايخه؟

الحقيقة أننا نشهد طفرة في معظم المجالات ومشروعات تنموية تضيف الي ثقل مصر الاقتصادي الكثير وتخلق فرص عمل واتمني ان تمتد هذه الطفرة  لتشمل القطاع السياحي من الناحية الفكرية والثقافية والاجتماعية حتي نستطيع تغيير رؤية المواطن للمهنة ولمن يعملون بها.

حفظ الله مصر جيشا وشعبا