هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الإعلام الهادف ودوره في تنمية القطاع السياحي:

كنا قد أشرنا في عدة مقالات الي أهمية الإعلام في دعم القطاع السياحي ومعالجة قضايا السياحة المصرية وطالبنا بأن يكون هناك ما يسمي بالإعلام السياحي مقارنة بما يطلق عليه الإعلام الرياضي والذي يحتل مساحة كبيرة في كل قنواتنا المصرية.
ولو عقدنا مقارنة بسيطة بين القطاع السياحي ونظيره الرياضي لوجدنا أن الإعلام الرياضي يستحوذ علي مساحة لا بأس بها ويجذب أعدادا غفيرة من الجماهير وهذا سببه شغف الناس بالرياضة وبكرة القدم علي وجه الخصوص.

الا أن السياحة لا تقل أهمية عن الرياضة ولا يجوز عقد مقارنة حول أفضلية أحدهما علي الاخر رغم إيماني الشخصي بأن السياحة قدمت وتقدم وستقدم الكثير لهذا الوطن لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل.

وبداية مع العام الجديد استشعرت روحا جديدة دبت في أوصال الإعلام المصري وزادت مساحة الحرية وتغيرت بعض الوجوه التي اعتدنا رؤيتها رغم أن بعض المحللين يطمعون في مزيد من الحريات مع اعتراضي الشديد علي عملية فتح الباب علي مصراعيه حتي لا يتحول الإعلام الي أبواق تستهدف استقرار الدولة لاننا رضينا ام لم نرضي مازلنا في سنة أولي سياسة ولا يمكن مقارنة أوضاعنا المحلية بأوضاع دول اخري استقرت أوضاعها منذ عشرات السنين.

اما عن دور الإعلام السياحي المنتظر خروجه للنور فمن الضروري التركيز علي وجود قنوات تلفزيونية خاصة تعالج مشكلات السياحة كما لابد من وجود فقرات ثابتة بالبرامج الحوارية التي لها شعبية كبيرة.

لقد انتهي زمن خمسة سياحة وتصوير بعض المناطق السياحية واستضافة بعض السياح لاحراجهم وتوجيه أسئلة ساذجة من نوعية هل أعجبتك مصر وهل ستعود مرة اخري.

السياحة أعمق من ذلك بكثير فهي صناعة توفر ملايين فرص العمل وتنشط كافة القطاعات المرتبطة بها وتحارب الأفكار الرجعية وتعلي من شأن قيم التسامح وقبول الآخر.

لو أنفقت ملايين الجنيهات لنشر الوعي بقبول الآخر فلن تحقق النتائج المباشرة لاحداث التغيير المرجو في فكر ووعي المجتمع بينما السياحة تفعل ذلك في يسر وسهولة مما يجعلها اقوي وسيلة لمحاربة الجهل والتخلف والرجعية.

ولكن كل ذلك يحتاج الي ذراع إعلامية تبسط المفاهيم السياحية وتنقل كل ما يتعلق بالصناعة الأكثر رواجا الي العامة وتناقش سبل التعاون بين القطاع السياحي وباقي قطاعات المجتمع.

السياحة وحدها لن تستطيع أن تحقق الآمال المرجوة ولا نريد أن نقع في فخ الإحصائيات والبيانات التي قد تختلف من موسم لآخر بل نريد صناعة ترتكز علي مفاهيم العصر الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة وقواعد البيانات الغير مغلوطة وكل ذلك يتم مشاركة مع الإعلام بكل أشكاله.
نعلم جميعا أنه مازال بيننا من ينظر الي السياحة نظرة متدنية بسبب انتشار العديد من الآراء الغير صحيحة عن هذه الصناعة وللاسف مازال يعيش بيننا من يراها قبحا وبهتانا يستحق من يعمل بها النصح والإرشاد.

إن كانت الدولة المصرية قد استطاعت التغلب علي عقبات كثيرة خلال السنوات الماضية فمن حق السياحة أن تتبوأ مكانة افضل مما هي عليه مع عدم انكار ما يتم من مجهودات كبيرة للنهوض بالقطاع السياحي ولكن كم من المجهودات تحتاج الي مساندة إعلامية.

لا يعقل أن تكون السياحة مجرد خبر عن اكتشاف اثري أو احتفالية ما ولا يعقل أن يكون كتاب السياسة هم من يتصدون للحديث عن السياحة وهذا ليس دورهم علي الاطلاق ومن يتصدي لذلك فهو بدافع وطني بحت دون الخوض في تفاصيل نقص المعلومة لانه غير متخصص.

المطلوب باختصار وجود كيان إعلامي ينتمي الي الصناعة ويعرف كل كبيرة وصغيرة عنها يناقش مشكلاتها ويساعد في تنشيطها ويستضيف أبناء المهنة لأنهم الأقدر علي توصيل أصوات اهل القطاع للمسؤولين.

مصر الحديثة تتقدم خطوات للأمام والإنجازات التي تمت تؤكد ذلك واتمني ان تكون السياحة والإعلام السياحي ضمن أولويات الحكومة خلال الفترة المقبلة.

حفظ الله مصر جيشا وشعبا