ما اجمل ان تصلك هدية قيمة كنت في اشد الاحتياج اليها .. هذه الهدية هي دعوة من الاعلامية الكبيرة شافكي المنيري تدعوني لحضور حفل توقيع كتابها عن زوجها الفنان الراحل العظيم ممدوح عبد العليم .. فهي خير من يتحدث ويكتب عن رفيع بيه كريم الخلق المحترم الذي ترك لنا تاريخ حافل من احترامه لنفسه ولفنه ولبلده ، اشعر بالالم لوصفي اياه بالراحل فممدوح لم يلرحل عايش بيننا بكل ما قدم من فن راقي وبافعاله واقواله فدائما افعاله تسبق اقواله اضيف الي كل هذا " ايام في بيت المحترم " كتبتها شافكي بعيون الحبيبة والصديقة والزوجة ورفيقة الحياة ، لم تكتب بالقلم بقدر انها كتبت بقلب عاش كنف المعني الحقيقي للرجولة والادب واحترام الذات الذي كان من اهم نتائجة احترام الغير ، فهو صاحب المبادئ والقيم المحافظ علي العادات والتقاليد ، الاب الحنون الذي راي في ابنته الدنيا كلها ، تفاصيل كثيرة نقترب منها اكثر عبر صفحات كتبت بمداد من القلب يحمل لنا تفاصيل كثيرة عن ممدوح عبد العليم الانسان وكما قالت شافكي لي كان فنانا في قلب انسان ، كما ان الكتاب صدقة جارية الريع لصالح مؤسسة مجدي يعقوب ، وياتي حفل التوقيع في نفس يوم عيد ميلاده في الحادي عشر من نوفمبر ، واكثر ما اسعدني في هذه الدعوة انها تاتي بعد عودتي لارض الوطن ، فانا محتاج اعرف اكثر عن انسان عرفته عن قرب قبل رحيله عن عالمنا لعالم افضل ، محتاج اري الحبيبة والصديقة والزوجة عندما تكتب عن شريك حياتها ماذا ستقول ؟ وكيف كانت تراه وهي الاقرب له ؟ نعرف ممدوح الذي لا نعرفه ونحن اصدقاءه من شافكي الاعلامية التي حظيت وتحظي باحترام الجميع .
اعرف ممدوح عبد العليم من برامج الاطفال التي كان يشارك فيها وعرفته اكثر عندما كنت احرص علي مشاهدة مسلسله مغامرات وليد ورندا في الفضاء عام 1973 وهو العمل الذي انطلقنا معه جميعا للفضاء مع تتر المقدمة بصوت الفنان الكبير الراحل عبد المنعم ابراهيم وهو بيغني تتر المسلسل انا فاكر كان بيقول " تعالوا بينا انت وهي يا كل صبي وياه صبيه " وباقي الكلمات لم اتذكرها ولم افكر بالبحث عنها علشان تفضل في ذهني مثلما كنت اسمعها وانا انتظر لكي اشاهد مغامرة كل حلقة وشدني اداء ممدوح خاصة وان فارق السن بيننا ليس كبيرا ، ورايت فيه نموذج الفنان الطفل الذي اري نفسي فيه ، وعندما عملت في بلاط صاحبة الجلالة شاهدته عن قرب في اثناء تصوير مسلسل الضوء الشارد وعرفني به ملك الدراما مخرجنا الكبير مجدي ابوعميرة ، رايت فنانا كبيرا يمتلك ادواته قادر علي ركوب الشخصية باقتدار ، لم يكن هناك انفصال بين رفيع بيه وممدوح فهما شخصا واحد وكأن كاتبنا الراحل محمد صفاء عامر نقل اخلاقيات ممدوح وركبها علي رفيع فلم نجد هناك انفصالا في الشخصية ، وهذا احد اهم الاسباب وراء نجاح الشخصية والعمل واصبح هناك ارتباط وثيق بين اسم ممدوح ورفيع بيه ، ارتباط اساسه اخلاقيات ابن الاصول وابن البلد ، وتوالت اللقاءات بيننا في المناسبات والاعمال علاقة صحفي بفنان ، وتحدثت اليه بعد حلقته مع عمرو الليثي التي بكي فيها في برنامج بوضوح وسالته عن جملته التي لم يتمالك نفسه فيها وهي " مصر كانت موجوعة " ودار بيننا حوار طويل عن التليفزيون ومدينة الانتاج ولا انسي قوله انا متربي في التليفزيون ، كتلة صدق لا تتكرر لم اراي لها مثيل في حياتي ، كل هذا علاقتي بممدوح علاقة عمل الي ان قام العزيز شيخ عرب ماسبيرو اللواء سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة في ذلك الوقت ودعاني لزيارته في استوديو الجيب ورايت تجديدات وبعث من جديد لهذا الاستوديو صاحب التاريخ والمطل علي نيل القاهرة وتحدث معي عن احلامه وامنياته في استغلال هذا الصرح واعادته للحياة مرة اخري واستغلال امكانياته التي لم تتاح ولم تستغل ولم ندرك قيمتها ودورها ، واثناء جولتنا وانا اري جهد عظيم يقوم به سعد عباس والعاملين معه ، واثناء جولتنا وصلنا لسطح الاستوديو وقال لي نفسي اعمل كام استوديو هوا بانوراما خلفيتها نيلنا العظيم يتم تاجيرها للقنوات واخد استوديو اعمل منه برنامج توك شو يكسر الدنيا ، وقعدنا نحلم انا وهو ونتخيل شكل البرنامج ومن يقدمه ، واقترحت عليه اسم الفنان ممدوح عبد العليم وكان ترشيحي له علي اساس مصداقيته واحترامه لنفسه وانه غير متلون واشياء كثيرة يتصف بها ولا اجدها في غيره واثني علي كلامي اللواء سعد عباس وقال لي كلمه ، فاتصلت بممدوح اكثر من مره وللاسف لم يرد ، وفكرت ان اصل اليه عن طريق زوجته الاعلامية الكبيرة شافكي المنيري ، وبالفعل اتصلت بها وطلبت منها ان تخبره اني اريد مقابلته واني سوف اتصل به من رقمي واعطيتها اياه وهذه الفترة كان ممدوح موجوع للظروف التي تمر بها مصر ، وان تكون داعم لي لكي يقيل ويوافق علي البرنامج ، وبالفعل اتصلت به ورد علي واتفقنا علي اللقاء في احد مكتبات الزمالك وذهبت في الموعد وجلسنا نتكلم لم نعشر بالوقت وكان طلبه الوحيد قبل الاجر ، ان تتاح له الفرصة وان يتحدث دون رقابة وهو المعروف عنه انه صريح لابعد الحدود وجدع ولا يخشي في الحق لؤمة لائم ، وانه موافق بشكل مبدئي ، ولكن للاسف كل شئ جميل لا يكتمل ، فلم تتاح الفرصة لسعد عباس لتحقيق احلامه ولم ينتج البرنامج الذي يحلم به علي خلفية النيل العظيم من الاستوديو البانوراما ، ولكن الفائدة التي اعتبرها كانت مكسب لي هي ان ممدوح عبد العليم اصبح صديقا لي نتقابل علي فترات نتحدث ، ولم احزن لشئ الا لفراقه اخ وصديق شرفت بمعرفته ، رحم الله ممدوح عبد العليم وغفر له وادخله فسيح جناته .