هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أقول لكم

«اتفاق تاريخي لإنهاء حرب غزة»..« ترامب: طوبى لصانعي السلام»



تحول منتجع شرم الشيخ إلى خلية نحل وأصبحت المدينة الهادئة بؤرة اهتمام العالم بعد أن إنطلقت مفاوضات غيرمباشرة بين إسرائيل وحركة حماس لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام لإنهاء الحرب في غزة، ولم تمض سوى ساعات حتى أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان رسمي على منصة تروث سوشيال، أن إسرائيل وحركة حماس وافقتا على اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في غزة التي طرحتها الإدارة الأمريكية، وقال ترامب: «أنا فخور جداً بأن أعلن أن إسرائيل وحماس قد وافقتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا، هذا يعني أن جميع الأسرى سيتم إطلاق سراحهم قريباً جداً، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط تم الاتفاق عليه، كخطوة أولى نحو سلام قوي، دائم وأبدي، وسيتم معاملة جميع الأطراف بعدالة، هذا يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي ولإسرائيل وجميع الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأمريكية»، وتوجه الرئيس الأمريكي بالشكرإلى الوسطاء من قطر ومصروتركيا، الذين عملوا مع الولايات المتحدة لإنجاح ما وصفه بالحدث التاريخي وغير المسبوق، وختم ترامب بيانه بالقول «طوبى لصانعي السلام»، وأرى أن هذا الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب يعني نهاية الحرب في غزة، بعد أن تعهدت الولايات المتحدة بذلك، إذ ستتسلم إسرائيل الرهائن الأحياء العشرين خلال 72 ساعة، فيما يسابق الرئيس ترامب الزمن للفوز بجائزة نوبل للسلام التي ستعلن عن اسم الفائز في العاشر من ديسمبر المقبل، وستتحول الإبادة الجماعية للفلسطينيين بعد عامين من القتل والتجويع إلى وصمة عار في تاريخ نتنياهو الأسود، وجاء التوقيع على الاتفاق بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها على الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين الأموات بناء على خطة ترامب، فيما انضمت وفود من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى وفد حركة حماس المشارك في مفاوضات شرم الشيخ، في محاولة لوضع آليات لتنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وجاء كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق ليؤكد صعوبة العودة للحرب مرة أخرى، مشيراً إلى أن «الاتفاق كان مطلوباَ على وجه السرعة، وأنه سيذهب إلى مصرعلى الأرجح في نهاية الأسبوع ربما الأحد».                                                                                                                        
تطورت المباحثات سريعاً بشرم الشيخ، وشهدت تقدماً في ملفات عدة منها كشوفات تبادل الأسرى وضمانات عدم العودة للحرب بعد الإفراج عن أسرى الاحتلال، ووافقت حماس على الإفراج عن أسرى الاحتلال دفعة واحدة وتأجيل الإفراج عن الجثامين حتى تتوفرالظروف الميدانية المناسبة، رغم طلب الوسطاء من الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي أن يكون غداً الجمعة السقف الزمني النهائي للمفاوضات بعد أن عقدت جلسات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بحضورالوسطاء المصريين والقطريين الذين بذلواً جهوداً مع الجانبين للتوصل إلى حلول للنقاط الخلافية ووضع آلية للإفراج عن جميع المحتجزين مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين، فيما طالب الوفد الفلسطيني بوقف إطلاق النار تمهيداً لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائليين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، ونجح الوسطاء في إنهاء العديد من الخلافات فيما اشترط الوسطاء ضمانات أمريكية مكتوبة لعدم استئناف الحرب، وقالت حماس إنها تبادلت كشوفات الأسرى مع الجانب الآخر، وإن وفدها المشارك في مفاوضات شرم الشيخ بشأن غزة أبدى الإيجابية والمسؤولية اللازمة لحل الخلافات العالقة، ومن المتوقع أن يتم تبادل إطلاق الأسرى الإثنين المقبل، وسط محاولات لتبكيرتسليم الرهائن الإسرائليين يومي السبت أوالأحد.
شارك وفد حماس في عدة جولات حاسمة من المفاوضات برئاسة خليل الحية، فى أول ظهور له بعد محاولة تل أبيب اغتياله وعدد من قيادات الحركة فى الدوحة، فيما تطالب إسرائيل بتسليم الأسرى الإسرائيليين الأحياء دفعة واحدة وفق خطة ترامب بإشراف مصروقطر، كما أن واشنطن ستوافق على تمديد فترة تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين إلى 7 أيام بدلاً من 3 لأسباب لوجستية، ورغم الخلافات الجوهرية في المفاوضات إلا أن الجميع شعروا بتفاؤل بعد وصول ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات الجارية حول إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب في غزة،عقب اجتماع عقده ترامب مع فريقه للأمن القومي في واشنطن، دفعة كبيرة لتقدّم المفاوضات، كما وصل رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في المباحثات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة مع ضمان وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ عملية تبادل المحتجزين والأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية والتي تعتبرفي مقدمة الملفات المطروحة على جدول المباحثات، وأجرى قالن اتصالات ثنائية مع مسؤولين من الولايات المتحدة ومصروقطر وحركة حماس، لدفع المفاوضات بعد أن نشرالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 29 سبتمبر 2025، خطة من 21 بنداً تضمنت رؤيته لإنهاء الحرب في غزة وإعادة ترتيب الأوضاع الإنسانية والسياسية في القطاع، فيما أكدت حماس في بيان استعدادها للانخراط على الفورفي مفاوضات عبرالوسطاء لبحث تفاصيل الخطة، مؤكدة تقدّيرها للجهود العربية والإسلامية والدولية وكذا جهود الرئيس ترامب، كما أكدت موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً للدعم العربي والإسلامي.
 هكذا تعاملت الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس مع خطة السلام بمسؤولية كبيرة لوقف الناروإنهاء المجازراليومية حفاظاً على حياة الشعب الفلسطيني ومستقبله على أرضه دون تهجيرإلى خارج القطاع، وبذلك فوتت حماس الفرصة على نتنياهو وأعوانه من المتطرفين لمواصلة الحرب والاستيلاء على القطاع وضم الضفة الغربية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، ونشرالرئيس الأمريكى دونالد ترامب على حسابه في منصة "تروث سوشيال" نص بيان حركة حماس المتعلق بموقفها من خطته بشأن وقف الحرب في قطاع غزة، معرباً عن اعتقاده بأن حركة حماس مستعدة لسلام دائم عقب ردها على خطته للسلام، وحث إسرائيل على "التوقف فوراً" عن قصف قطاع غزة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، لكن هل يمتثل نتنياهو وحكومته لمطلب الرئيس ترامب بوقف الحرب تمهيداً لتسليم الرهائن بأمان وسرعة؟ نحن الاَن أمام ساعات حاسمة ويبدوأن ترامب وضع نتنياهو أمام الأمرالواقع، إذ فوجئ الأخيرباحتفاء الرئيس الأمريكي ببيان حماس وإعلانه أن مفاوضات تجرى حالياً لبلورة الاتفاق بشكل كامل ووضع اللمسات الأخيرة لكثير من خطة الـ 21 نقطة التي تحتاج إلى إعادة صياغة وتوضيح خصوصاً فيما يتعلق بخطة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع ونزع سلاح حماس، واعتبر الوسطاء في مصروقطر أن موقف حماس إيجابي ويستحق الدعم للتوصل إلى صيغة نهائية للتنفيذ بعد أن أعطت الخطة الفلسطينيين حق العيش على أرضهم دون تهجير وهو ما طالبت به مصر مراراً وتكراراً لأنه يحترم مستقبل الشعب الفلسطيني على أرضه في سلام دون حرب أبادت 66 ألفاً من الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن إضافة إلى ما يزيد على 150 ألف مصاب، وتالياً لا يستطيع أحد أن ينكرأن الموقف المصري الصلب الذي حطم خطة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، وتنفيذ حلمه في إقامة إسرائيل الكبرى.
سيذكر التاريخ هذا الموقف البطولي للقيادة المصرية التي وضعت كل مقدراتها على الطاولة حماية للقضية الفلسطينية في وقت لم تقدم الكثيرمن الدول الدعم لهذه القضية المحورية، رغم أن نهاية فلسطين تعني سقوط  دول المنطقة بأكملها، بعد إعلان «حماس» قبولها مقترح الرئيس الأمريكي بشأن غزة، نشر دونالد ترامب رد الحركة الفلسطينية على صفحته بمنصة « تروث سوشيال» وموقع البيت الأبيض في سابقة هي الأولى من نوعها، ما قطع الطريق على نتنياهو لرفض بيان حماس الذي طالب بمفاوضات من أجل صياغة واضحة لخطة ترامب، فيما وافقت المعارضة الإسرائيلية على بيان حماس، بعد أن أبدت حماس موافقتها على تسليم الرهائن بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأرجأت مناقشة مستقبل القطاع لحين طرح القضية من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه، وأرى أن موافقة حماس على الخطة وترحيب ترامب بذلك جزء من خطة أوسع لإقرارالسلام بالشرق الأوسط ودخول المزيد من الدول العربية وغير العربية في الاتفاقات الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل، فيما قال موسى أبو مرزوق القيادي في «حماس» في تصريحات تليفزيونية إن الحركة لن تُلقي السلاح قبل انتهاء «الاحتلال» الإسرائيلي، وأن «حماس» ستدخل في مفاوضات على كل القضايا المتعلقة بالحركة وسلاحها.
 أننا أمام أيام صعبة من المفاوضات، وأرى أن ترامب سيضغط على نتنياهو لوقف الحرب والقبول بالخطة خصوصاً أن إسرائيل ستتسلم كل الرهائن وهو ما يهم ترامب والشعب الإسرائيلي أكثر من أي شئ اًخرخصوصاً تسليم سلاح حماس أو مغادرة قيادات الحركة للقطاع، رغم أنهما نقطتان مهمتان لنتنياهو الذي يرغب في تحقيق النصرالكامل من خلال خطة ترامب، لكن ما كان من الممكن أن يتحقق ذلك لولا التنسيق العربي مع الدول الإسلامية الكبرى خصوصاً باكستان وتركيا وأندونيسيا والحديث عن تشكيل ناتو عربي إسلامي ليحقق شعار قوتنا في وحدتنا الغرض المطلوب منه ويوقف حرب إبادة للشعب الفلسطيني، من أجل تحقيق طموحات نتنياهو التوسعية وسط توقعات بسقوط حكومته في حال تنفيذ هذه الخطة وقد يدعو إلى انتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد لها في أكتوبر 2026، ووجه الرئيس ترامب الشكر لعدد من الدول التي أسهمت في هذا الإنجاز ومن بينها مصرالتي تحملت عبْ الوساطة طوال عامين مع قطر، ويسعى ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام ولذا يسعى لانتهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، فهل حان وقت السلام؟.
في الوقت الذي تشهد إسرائيل احتجاجات لا تتوقف من أجل استعادة الرهائن، لم يكن أحد في إسرائيل يتصوربعد مرور كل هذه السنوات أن أشرف مروان صهرالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أحد أبناء مصرالمخلصين وأنه تعاون مع الموساد من أجل خدمة وطنه وليس عميلاً لدولة الكيان، ما يؤكد أن المخابرات المصرية تتسم بالعبقرية والقدرة على التلاعب بالموساد وهو ما حدث في مرحلة تاريخية من الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم تخمد نيرانه حتى الاّن، إذ عادت قضية مروان إلى الأضواء مجدداً بعد تحقيق نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن دوره في حرب أكتوبر 1973، الذي أكد السردية المصرية بشأن تلاعبه وتضليله لجهازالاستخبارات الإسرائيلي في تلك الفترة، بالمخالفة لما كان يدعيه الموساد أن مروان كنز استخباراتي قدم لتل أبيب معلومات مصيرية، ما يؤكد السردية المصرية بشأن دورأشرف مروان الوطني في العمل لصالح مصر، إذ كشفت الصحيفة وفق تقاريراستخباراتية أن مروان أرسل إنذارات كاذبة إلى إسرائيل قبل حرب أكتوبر 1973، ونفذ عملية خداع مصرية متطورة رسمتها له المخابرات المصرية أربكت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأفقدتها توازنها قبل الحرب.
أشرف مروان الذي ولد في الثاني من فبراير 1944 ومات في ظروف غامضة يوم 27 يونيو 2007 في لندن تزوج من منى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشغل عدداً من المناصب السياسية قبل أن يصبح رجل أعمال، أظهرت الوثائق التي نشرتها الصحيفة أنه شارك في اجتماعات جمعت الرئيسين المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد قبل حرب أكتوبر، جرى خلالها تحديد كيفية خوض الحرب وتثبيت السادس من أكتوبر موعداً للهجوم، وبدلاً من تمريرهذه المعلومات المصيرية إلى الإسرائيليين، قدم تقارير مضللة أشارت إلى تواريخ مختلفة وتقييمات مفادها أن الحرب لن تندلع، كما أن التحذيرالأخير الذي نقله عشية الحرب جاء غامضاً ومتأخراً جداً، والسؤال الاّن إكيف اعتقد الموساد أن صهر الرئيس عبدالناصر من الممكن أن يخون وطنه من أجل حفنة من الدولارات لم يكن في حاجة إليها، بعد أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية الخدعة الكبرى التي تعرضت لها تل أبيب من جاسوسها الأشهر المصري أشرف مروان والذي كانت تطلق عليه لقب «الملاك» ، إذ أسهم في تضليل الاستخبارات الإسرائيلية، وكان جزءاً من خطة خداع مصرية مُحكمة التخطيط، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2400 جندي إسرائيلي أثناء حرب أكتوبر، وقد حولت إسرائيل قصة الملاك angel) (The  أوالعميل بابل إلى فيلم تجسس إسرائيلي-أمريكيى من إخراج أرييل فرومين وبطولة مروان كنزاري وتوبي كيبيل ومبني علي الكتاب المؤلف عن أحداث واقعية، بحسب رؤية المؤلف بالاسم نفسه لقصة مروان الذي وصفه مؤلف الكتاب والفيلم أوري بار يوسف، بأنه مسؤول مصري رفيع أصبح جاسوساً لإسرائيل وساعد في تحقيق السلام بين البلدين، لكن الاَن ظهرت الحقيقة للجميع.
لم يعد خافياً على أحد الاَن أن مروان أوهم الإسرائيليين أن الهجوم المصري يوم السادس من أكتوبر سيبدأ عند آخر ضوء، بينما وقعت الحرب في الثانية ظهراً وهو ما أدى إلى حالة ارتباك قصوى داخل القيادة الإسرائيلية، لدرجة أن رئيسة الوزراء غولدا مائير كانت تعقد اجتماعاً وزارياً في تل أبيب لحظة انطلاق صافرات الإنذارما يؤكد أن مروان لم يكن سوى رجل زرعته مصر ببراعة وأوقع بالموساد في أكبرعملية خداع استراتيجي، وكان ولاءه الكامل لمصر دون غيرها ولم تحصل إسرائيل منه سوى التضليل والخداع في لحظة فارقة أثناء حرب أكتوبر التي انتصرت فيها الإراداة المصرية بفضل رجالها الأوفياء، إذ نجح في تضليل القيادة الإسرائيلية بشأن موعد الهجوم، ما منح مصر القدرة على الحركة والهجوم في لحظة غير متوقعة بالنسبة لإسرائيل ما أسهم في حرمانها من الاستعداد والقدرة على استدعاء الاحتياطي في الوقت المناسب، وحاولت خلال السنوات الماضية تصويره على أنه عميل مزدوج في محاولة لتشويه دوره ومواقفه الداعمة لمصر.
وأقول لكم، إن مروان تم تكريمه مثل الملوك في مصر، وأُقيمت له جنازة مهيبة لم يُكرم بمثلها إلا قلة من المصريين بعد وفاته الغامضة في لندن ولم يُعامل كخائن بل بطل قومي رغم السردية الإسرائيلية عن أنه كان عميلاً لهم، ونشرت الصحيفة تصرح اللواء شلوموغازيت، الذي كان يُعتبرمن أفضل رؤساء جهاز المخابرات في إسرائيل، والذي أعاد تأهيل الجهاز بعد حرب أكتوبر والذي ورد في محادثة لم يُسمح بنشرها إلا بعد وفاته إذ قال فيها: " تم زرع مروان في مؤخرة وعمق جهاز المخابرات الإسرائيلي، وجنّد رئيس الموساد تسفي زامير ببراعة، وتلاعب به كما يشاء، وكان عملياً بمثابة المحرك الرئيس في خطة الخداع المصرية"، وتالياً شاهد شاهد من أهلها وأكد أن الملاك لم يكن سوى كابوساً لم تستيظ منه إسرائيل إلا بعد فوات الاّوان، لكنها الحقيقة المرة التي ترفض تصديقها حتى الاَن، رغم أن الرئيس الراحل حسني مبارك أعلن بنفسه أن مروان قدم خدمات جليلة للوطن، لكن إسرائيل لا تريد أن تصدق الحقيقة ولازالت تصر على الادعاء أن مروان عميلاً للموساد وأمدها بمعلومات مهمة بصفته صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان مطلعاً على الكثير من المعلومات المهمة، فهل تستوعب إسرائيل الدرس؟.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00. Com