هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أقول لكم

«حماس منفتحة على السلام»: « نتنياهو يوافق.. ترامب يُهدد.. مصر تدعم»



في الأوقات الصعبة التي تمر بها الشعوب على الجميع أن يرفع رايات التضحيات من أجل إنقاذ الأمة، بعد أن حان وقت إتخاذ القرارات المصيرية، ويرى فلاسفة أن القرارات الحاسمة تأتي في لحظات فارقة تُشكل حياة الأمم والشعوب في حاضرها ومستقبلها، ويقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، إن الإنسان حر في اختياراته ولكنه لا يستطيع الهروب من عواقبها، إذ إن القرارات الصحيحة تكون نابعة من العقل وتعتمد على المبادئ حتى لو كانت مؤلمة على المدى القصير، وأن الخاطئة المتسرعة تؤدي إلى الندم مدى الحياة، بينما القرارات التي نتخذها بأنفسنا من أجل المصلحة العامة تكون مفيدة للجميع، ولذا آن الأوان بعد عامين من الحرب واستشهاد 65 ألفاً من أبناء فلسطين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن أن تتحلى حركة حماس وكافة الفصائل بالشجاعة والمسئولية التاريخية وتتفاعل بإيجابية مع خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتثبت للجميع أنها تضع مصلحة فلسطين فوق كل إعتبار ومصالحها التنظيمية لإتخاذ قرار حاسم لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع المدمر، ولابد أن يعلم قيادات الحركة أن مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن مجرد القضاء على حماس فقط في يوم من الأيام بل إنهاء القضية الفلسطينية وضم غزة والضفة الغربية لدولة الاحتلال من أجل تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، إذ أكد قريبون من مفاوضات الدوحة أن حماس منفتحة على خطة ترامب للسلام وتتجه للموافقة عليها رغم الايضاحات والتعديلات التي طلبتها من الوسطاء على خطة ترامب.
 نعم الشيطان يكمن في التفاصيل وينحاز الرئيس ترامب للمصالح الأمريكية والإسرائيلية وجاءت خطته المكونة من 21 نقطة لتحقيق المصالح الصهيونية الأمريكية، لكن على الحركة أن تضع في اعتبارها أن مليوني فلسطيني يعتبرون الاَن في عداد الرهائن لدى الاحتلال الذي لن يجد صعوبة في تحقيق مخططه بقتل غالبيتهم وتهجيرمن يتبقى منهم لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى في حال رفضت حماس هذه الخطة التي تحتوي على بعض البنود غيرالمقبولة لكنها في الوقت نفسه ستنهي مأساة الشعب الفلسطيني من خلال إنهاء الحرب ونفاذ المساعدات وبدء الاعمار، ولذا وافقت عليها مصر وتدعمها مع عدد من الدول العربية والإسلامية، والتي كشف عن تفاصيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بواشنطن، وتتضمن انسحاباً مرحلياً للقوات الإسرائيلية وتشكيل سلطة انتقالية، وتلقت الحركة نسخة منها عن طريق الوسطاء مصر وقطرلدراستها، فيما صرّح الرئيس الأمريكي بأنه سيمنح حماس مهلة من ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على خطته الخاصة بغزة التي طرحها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلاً: «نحن ننتظر رد حماس فقط إما ستوافق أو لا، وإذا لم توافق فستكون نهاية حزينة للغاية، نهاية الحرب في غزة أصبحت أقرب من أي وقت مضى بعد موافقة نتنياهو على الخطة المكونة من 21 نقطة».                                                  
وأرى أن تخوف ترامب وعدد من القادة العرب والمسلمين الذين أصدروا بياناً أعلنوا فيه موافقتهم على خطة الـ 21 نقطة، يأتي من إحتواء المقترح على عدد من البنود التي رفضتها الحركة سابقاً خلال خطط أخرى للسلام خصوصاً تسليم سلاح حماس ومغادرة قيادتها للقطاع، فضلاً عن إدخال نتنياهو تعديلات جوهرية على خطة ترامب بعد أن تسلمها قادة عرب ومسلمين في البيت الأبيض عقب لقاء ترامب وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يقول خلال كلمته خلال اجتماع لكبارجنرالات القادة العسكريين في الجيش الأمريكي إن «على الولايات المتحدة إنهاء الحرب، واشنطن ستسوي الوضع في الشرق الأوسط وهو في الواقع أمرصعب كثيراً، سنقوم بتأسيس مجلس للسلام بشأن قطاع غزة، وسنراقب الجزء المتقلب من العالم وسنعمل على إبقائه هادئاً حتى لا يضطرالجيش الأمريكي للتدخل، نريد أن نبقي جيشنا لأمورأخرى غير التدخل في الشرق الأوسط، لا أريد أن يخوض الجيش الأمريكي حروباً لكن إذا اضطر لذلك فسيصبح القوة القتالية الأكثر فتكاً في العالم»، هكذا بات التهديد واضحاً للجميع من رئيس أمريكا الذي يسعى لإنقاذ إسرائيل من عزلتها ويمنحها راية النصرمن خلال خطته، وهو ما يعني أنه وضع الجميع أمام الأمر الواقع إما قبول خطته أوالحرب.
وفق التسريبات التي صدرت عن الخطة والتي أشارت إلى أن ترامب عين نفسه رئيساً لمجلس السلام في غزة بينما يكون توني بليررئيس وزراء بريطانيا الأسبق نائباً له ويتكون من سبعة إلى عشرة أشخاص، ووفقاً للوثيقة المكونة من 21 صفحة فإن من بين الأسماء المرشحة لتكون ضمن مجلس إدارة القطاع الملياردير ورجل الأعمال المصري نجيب ساويريس، إضافة إلى سيغريد كاج من الأمم المتحدة، ورجل الأعمال الأمريكي مارك روان واَريه لايتستون، على أن ينضم إليهم أحد الفلسطينيين واَخرين، ويبدو أن ترامب الذي قدم دعماً غير مسبوق لنتنياهو مالياً وعسكرياً وسياسياً، جاء الوقت ليرد له نتنياهوالجميل من خلال ترشيحه رئيساً لمجلس السلام في القطاع بعد الحرب، ولذا على قيادات الحركة الفلسطينية وهي شخصيات وازنة وصاحبة تاريخ في النضال ضد الاحتلال، قبول الخطة التي تحتوي على العديد من النقاط الإيجابية في مقدمتها إنهاء الحرب ونفاذ المساعدات والإعمار وعدم التهجيرقبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة في حال رفضها، وعليها أن تتخذ قراراً تاريخياً بالتخلي عن سلطة حكم غزة، إذ ستتولى مجموعة من التكنوقراط الفلسطينيين الإدارة لتنفيذ قرارات مجلس السلام بقيادة ترامب، من أجل الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني تحت قيادة السلطة الفلسطينية للتوصل إلى حل الدولتين بعيداً عن الانقسام الفلسطيني الذي يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي فيما يدفع سكان غزة الثمن من أرواحهم وتدميربيوتهم وحصارهم وتجويعهم حتى الموت، ولذا على حماس أن تستمع لصوت العقل رغم أنها تعتبر وجودها جزءاً من القضية الفلسطينية، وترى أن التخلي عن سلطتها وسلاحها يعني إنهاء دورها بالكامل، لكن ما يحدث الاَن يؤكد أن فلسطين في مفترق طرق إما البقاء أو النهاية ما يتطلب التفكيرالعميق في قبول خطة السلام لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.                                                                                                                  
جاءت موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوعلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة بعد أن أدخل عليها تعديلات تتوافق مع المبادئ الخمسة التي أعلن عنها سابقاً وفي مقدمتها تسليم سلاح حماس وتخليها عن إدارة القطاع ومغادرة قيادتها خارج غزة، عقد نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، اجتماعا مطولا استمر 6 ساعات في واشنطن مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، إلى جانب مستشاره رون ديرمر، تمكن خلاله من تعديل البنود الأساسية المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، وبات المقترح الجديد يربط الانسحاب الإسرائيلي بتقدّم عملية نزع سلاح حماس، ويمنح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على العملية، وحتى إذا تمّ استيفاء جميع الشروط واستُكملت المراحل الثلاث للانسحاب، فإن القوات الإسرائيلية ستبقى في نطاق أمني داخل غزة إلى أن تصبح غزة مؤمّنة بشكل كامل ضد أي تهديد متجدد، وهذا قد يعني إلى أجل غير مسمّى، وقال نتنياهو في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: الآن، يضغط العالم أجمع، بما في ذلك العالم العربي والإسلامي، على حماس لقبول الشروط التي وضعناها مع ترامب، لإعادة جميع المختطفين  الأحياء منهم والأموات بينما يبقى جيش الاحتلال في معظم أنحاء القطاع وصرخ نتنياهو بالعبرية، مستمتعاً بشروط خطة ترامب: من كان ليصدق، ويقيني أن ما قاله ترامب أن الخطة التي أعلن عنها ترامب رسمت بأيادي صهيونية وعرضت بأيادي أمريكية، إذ حاول نتنياهو استمالة الرافضين للموافقة على الخطة محاولاً تصويررحلته إلى قاعدة داعميه في البلاد بشكل إيجابي وسط عناوين رئيسية صدرت في وقت سابق من اليوم ركزت على اعتذاره لرئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني عن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في الدوحة، لكن ما جعل نتنياهو سعيداً أكثرنجاحه في إدخال تعديلات جوهرية في اللحظات الأخيرة على المقترح المتعلق بنطاق وطبيعة انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إلى جانب نزع سلاح حماس، وهما القضيتان الأكثر حساسية في المفاوضات وسبق أن رفضتهما الحركة، إذ كان مطلب حماس الرئيس منذ بداية الحرب هو انسحاب إسرائيل الكامل من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن ورغم استعدادها للتخلي عن سيطرتها على غزة، إلا أن تسليم أسلحتها كان خطًا أحمر، إذ تُقرّ بضرورته للحفاظ على نفوذها في القطاع، فيما سعت الولايات المتحدة إلى معالجة هاتين المسألتين، لكنها تناولت ذلك بشكل مبهم نوعاً ما في نسخة مقترحها للسلام في غزة الذي قدمته لشركائها العرب والمسلمين في البيت الأبيض، إذ نصّ البند الثالث من خطة الـ 21 نقطة أن الجيش الإسرائيلي سينسحب إلى خطوط القتال اعتباراً من تاريخ تقديم مقترح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف للتحضير لإطلاق سراح الرهائن، ولم تُحدّد الخطة أيّ من مقترحات ويتكوف، على الرغم من وجود عدة مقترحات، لكن النسخة المُحدّثة التي نشرها البيت الأبيض المعدلة إسرائيلياً نصّت على أن القوات الإسرائيلية ستنسحب إلى الخطوط المتفق عليها، رغم عدم الاتفاق على أي خطوط في المقترح حتى الاَن.
لكن يبدو أن نتنياهو يشير إلى خريطة جديدة أُدرجت في النسخة المُحدَّثة التي حددت ثلاث مراحل للانسحابات الإسرائيلية من غزة، كما ذكر في مقطع الفيديو، تُظهرالخريطة أن القوات الإسرائيلية ستتمكن من البقاء في معظم أنحاء قطاع غزة حتى بعد الانسحاب الأول لقوات الجيش الإسرائيلي استعداداً لإطلاق سراح جميع الرهائن، وبعد ذلك، سيتمكنون من البقاء في تلك المواقع حتى تصبح قوة الاستقرار الدولية التابعة للدول العربية والإسلامية مستعدة للانتشاروالعمل بشكل كامل لنزع سلاح حماس، وفقاً للخطة، حتى بعد المرحلة الثانية من الانسحاب، سيبقى الجيش الإسرائيلي في أكثر من ثلث القطاع، كما تُشير الخريطة، فيما سيُخلي الانسحاب الثالث آخر القوات من غزة، لكن الخريطة تُظهر أنه سيتم إنشاء منطقة أمنية عازلة على طول محيط القطاع بأكمله، فيما جاء في النقطة 16 من الخطة الأميركية الأصلية أن الجيش الإسرائيلي سيسلم تدريجياً أراضي غزة التي يحتلها، ونشر البيت الأبيض خريطة للانسحاب المقترح لقوات الجيش الإسرائيلي كجزء من صفقة لإنهاء الحرب في غزة، لكن النسخة المُحدّثة المعدلة من جانب نتنياهو تُضيف سطرين يُحسّنان طبيعة الانسحاب لصالح إسرائيل، حيث تنص على أن الجيش الإسرائيلي سينسحب بناءً على معايير ومعالم وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح، يتم الاتفاق عليها بين الجيش الإسرائيلي وقوة الاستقرار الدولية والجهات الضامنة والولايات المتحدة، وتالياً ربطت إسرائيل الإنسحاب بتسليم حماس لسلاحها، فيما طالبت طلبت حركة حماس من الوسطاء إجراء بعض التعديلات في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تتعلق ببندي السلاح والإبعاد، وضمانات الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وعقد وفد حماس المفاوض بمشاركة كبار قادة الحركة 4 لقاءات في الدوحة مع مسؤولين قطريين ومصريين وبحضورمسؤولين أتراك، الذين حثوا الحركة على الموافقة، وتفويت فرصة على الاحتلال لتدمير غزة وتهجير أهلها إذ تركزت مطالب حماس في تعديل بعض البنود الخاصة بنزع السلاح وإبعاد كوادر من الحركة والفصائل وحرية إسرائيل بملاحقة المقاومة، وأبلغت قيادة الحركة الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وضمانات بعدم اختراق الاحتلال لوقف النار كما يحدث في لبنان، ورغبة قيادات الحركة والفصائل بعدم مغادرة القطاع وأن يكون تسليم السلاح بعد انسحاب إسرائيل من القطاع.
وذكرت الخطة المُحدّثة من جانب نتنياهوعملياً، أن جيش الاحتلال سيُسلّم تدريجياً أراضي غزة التي يحتلها إلى قوات الاستقرار الدولية (ISF) وفقًا لاتفاق سيُبرم مع الهيئة الدولية الانتقالية لإدارة غزة والذي أطلق عليه ترامب مجلس السلام، والذي يدير لجنة التكنوقراط الفلسطينية التي ستدير القطاع من الداخل، حتى يتم انسحابه بالكامل من غزة، باستثناء وجود محيط أمني سيبقى حتى يتم تأمين غزة بشكل صحيح من أي تهديد إرهابي مُتجدد، وفيما يتعلق بمسألة نزع السلاح، نجح نتنياهو أيضاً في تحقيق تغييرات ملحوظة بعد اجتماعين استمرا لساعات مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في فندقه بنيويورك قبل لقاء ترامب وبعد تسليم بنود الخطة للمسؤولين العرب والإسرائليين بينما تمنح نسخة الأسبوع الماضي العفولأعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي، تُضيف الخطة المعدلة أنه يتعين على هؤلاء الأعضاء أيضًا نزع أسلحتهم، فيما نصّت النقطة 13 من الخطة في الأصل على أنه سيكون هناك التزام كامل بتدمير أي جيش هجومي ووقف بناءه، ورصدت وسائل إعلام وصْف ترامب ليوم الـ 29 من سبتمبر بأنه أحد أعظم الأيام على الإطلاق في تاريخ الحضارة كونه قد يؤدي إلى سلام أبدي، معتبرة أن المنطقة إزاء خطوة فارقة ونقطة تحوّل على صعيد إنهاء الحرب في غزة بعد عامين من اشتعالها، لكن المشكلة الاَن في موقف حركة حماس من جهة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه في الحكومة من جهة أخرى، إزاء تلك الخطة، هذا فضلاً عن سؤالٍ يتعلق بالرئيس ترامب، الذي سيرأس مجلس إعادة إعمار غزة، وما إذا كان مستعداً بالفعل للالتزام باتخاذ أصعب خطوة فارقة في العالم؟ إذ لا تزال خطة ترامب، التي تتألف من 21 نقطة تنقصها التفاصيل والخرائط والجداول الزمنية، وهو ما سيجري العمل عليه من قبل الأطراف المعنية، ورغم ذلك، فإن النقاط الأساسية للخطة تبدو واضحة المعالم بما يكفي، ففي المرحلة الأولى يجري إطلاق سراح كل الأسرى المتبقّين في غزة في غضون 72 ساعة من سريان وقفٍ لإطلاق النار، على أنْ تطلق إسرائيل في المقابل سراح 1950 سجيناً فلسطينياً، وفي مرحلة لاحقة، تبدأ عملية نزع سلاح حركة حماس، بالتزامن مع بدء إسرائيل في انسحاب تدريجي، على أن تتولى مهمة حفظ الأمن في غزة قوة تحقيق استقرار دولية، فيما تضطلع لجنة تكنوقراط فلسطينية غير مُسيّسة بإدارة الحكومة المدنية في القطاع.
تتضمن خطة ترامب الجديدة، نزولًا على مطلب دول عربية، عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع تمهيدًا لعملية سلام مستقبلية تؤدي في النهاية إلى قيام دولة فلسطينية، وهو ما يصرّ نتنياهو على رفضه، وقد تؤدي خطة ترامب للسلام في النهاية إلى صفقة القرن التي تحدّث عنها ترامب لأوّل مرة في 2016، لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكن لا يزال الطريق إليها طويلاً وقد تجد معارضة من جانب الفلسطينيين ودول عربية، لكنّ الرئيس الأمريكي وضع قواعد قوية لهذه الصفقة بإعلان خطته التي تضع نهاية لكابوس الحرب في غزة وبداية للانتقال لما بعد هذه الحرب،بعد أن أصبحت الخطة الجديدة نقطة تحوّل فالخطة في واقع الأمر يعتبرها نتنياهوبمثابة تصديق على الانتصارالشامل الذي طالما ظل ينشده على مدار العامين الماضيين، لكن السؤال الاَن هل في وسع خطة ترامب للسلام أن تمحو من ذاكرة التاريخ وحشية إسرائيل غير المسبوقة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين؟،خصوصاً أنها تعتبرمنصّة لإطلاق السلام ولتحويل حرب مريعة في غزة ليس فقط إلى أساس جديد لحلّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وإنما أيضاً للتطبيع بين إسرائيل من جهة ودول عربية أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق من جهة أخرى، وربما تحسن الخطة إذا نجحت بعمل تحوّل في العلاقات مع إيران ثمة حاجة ماسّة إليه، إذ إنه في ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي وتداوُل مقاطع الفيديو للإبادة في غزة باتت إسرائيل تعلم جيداً أنّ الطريق الوحيد لإنزال الهزيمة بحماس ثمنُه أنْ تصبح دولة مارقة بين الأمم تعاني النبذ على مختلف الأصعدة الرياضية والأكاديمية والسياسية، وتعتبر الخطة ضرورية كذلك من أجل حلّ الدولتين الذي لا يزال يمثل المخرَج الوحيد والمعقول من هذا الصراع.
وأقول لكم، إن البعض قد يرى أن حرب غزة حملت في طياتها محنة كبرى للفلسطينيين وقضيتهم وهذا صحيح إلى حد كبير، خصوصاً أنها أسفرت منذ السابع من أكتوبر 2023 عن استشهاد 66 ألفاً و502 أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 167 ألفاً و367 آخرين، في حصيلة غير نهائية إذ لا يزال الكثير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، لكنها تسببت في احتجاجات شعبية غير مسبوقة في الغرب، إذ رفرف في عواصم أوروبا وأمريكا والعديد من دول العالم، علم فلسطين الذي لم يكن ليُرفع بهذا الزخم إلا في سماء الشرق، وهتف فيها الآلاف باسم دولة لم تكن يعترف بها الكثيرمن الأنظمة الغربية المهمة خصوصاً إنجلترا وفرنسا وأسبانيا وكندا واستراليا، إذ يحمل قراربريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين ثقلاً رمزياً بالنظر للدورالرئيس الذي اضطلعت به لندن في قيام إسرائيل في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تنفيذاً لوَعْدُ بَلفُورذلك البيانٌ العلنيّ الذي أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية محتلة ذات أقليّة يهوديّة (حوالي 3-5% من إجماليّ السكان)، ولذا يظل احتمال التوصل إلى حل الدولتين عبر التفاوض مرفوض من جانب الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية الذي وصف الاعترافات بأنها مكافأة هائلة للإرهاب، فضلاً عن أن أي حكومة إسرائيلية مقبلة حتى بعد انتخابات 2026 ستكون يمينية أيضاً ما يرجح استمرارهذا الرفض، ولذا فالضغط الأمريكي والغربي والعربي والدولي على إسرائيل مطلوب لقبول حل الدولتين.
أحمد الشامي 
Aalshamy6610@ yah00.com