هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لوجه الله:

المصريون ينتصرون على الشائعات والأكاذيب


                     
كل يوم يؤكد الشعب المصرى أنه يمتلك من الوعى والوطنية ما يجعله قادرا على مواجهة الشائعات والأكاذيب والالتفاف حول الوطن، حيث لم تفلح الشائعات فى النيل من توجهات المصريين تجاه الوطن وقضاياه الأساسية.
 لقد تعرض العقل المصرى لشائعات خلال السنوات الماضية - ولا يزال- لم يتعرض لها شعب فى العالم، وخاصة فى عالمنا العربى، وهى تستهدف كل شىء فى مصر: سياسة، واقتصاد، وصحة، وأمن، وغير ذلك.. وهذه الشائعات لم تترك شيئا إلا وطالته.. كما لم تنج شخصية عامة من الشائعات التى تستهدف تشويه صورتها وفقدان الثقة فيها.. ومع ذلك لا يزال النسيج الاجتماعى المصرى قويا ومستعدا لتقديم المزيد من التضحيات من أجل الوطن مهما كانت المشكلات والأزمات التى نواجهها فى حياتنا اليومية.
ما أكثر الشائعات والأكاذيب التى استهدفت أمن مصر واستقرارها وانطلقت من خلال وسائل اعلامية معادية، أو رددها أشخاص مأجورين ومغرضين من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ورددها بعض الناس خلفهم دون التحقق منها لكنها رغم انتشارها عن طريق بعض البسطاء أو أصحاب الهوى السياسى لم تحقق أهدافها.. ولم تترك التأثير السلبى المستهدف فى نفوس الناس، ولم تدفعهم الى السلوك المطلوب، وهو فى الغالب سلوك عدوانى يستهدف الاضرار بمؤسسات الوطن الأمنية والاقتصادية والسياسية.. بل تستهدف نسيج الوطن وبث الفرقة والخلاف بين أبنائه.
ومع أن كم الشائعات والأكاذيب الضخم التى روجت ضد الوطن لم تحقق أهدافها وما يطمح إليه هؤلاء الذين أدمنوا نشر الأكاذيب وتضخيم الأحداث الصغيرة واختلاق الوقائع أو تفسيرها وفق هواهم، إلا أن أعداء الوطن لا يكفون عن نشر المزيد من الشائعات والأكاذيب كل يوم، وهو ما يتطلب مزيدا من وعى المصريين لدحض هذه الشائعات فى مهدها وعدم التجاوب معها لحماية وطنه وتحقيق أمنه واستقراره حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحته الشخصية ومعاناته المعيشية.
**
خبراء الإعلام يؤكدون دائما أن الشائعات وسيلة الضعفاء والعاجزين، ولذلك تستخدمها وتعتمد عليها جماعات الضلال الدينى والنصب السياسى، كما تعتمد عليها الدول المعادية كوسيلة لتحقيق أهدافها.. ومن الطبيعى أن الشائعات تنتشر وتحقق أهدافها الخبيثة فى المجتمعات التى يقل فيها الوعى الشعبى.. ومن هنا فشلت تلك الوسيلة فى دفع المصريين الى تحقيق أهداف الجماعات المعادية لمصر، فالشعب المصرى يعرف جيدا حجم الأكاذيب التى تستهدف وطنه، وحجم ما تروج له فضائيات مأجورة وعناصر هاربة تعمل لصالح جماعات تستهدف عرقلة مصر ومنعها من تحقيق طموحات شعبها.
صمود الشعب المصرى فى مواجهة الشائعات يؤكد ارتفاع وعيه السياسى والوطنى وهناك بسطاء يعانون من شظف العيش هنا وهناك، ومن الصعب أو من المستحيل اختراق وعيهم الوطنى ودفعهم الى سلوك معاد للوطن، وهو الأمر الذى أصاب أعداء استقرار مصر باليأس والاحباط، فقد راهنوا على نجاح أكاذيبهم فى دفع بعض المصريين الى ارتكاب سلوكيات معادية وفشلوا، وراهنوا على قدرة أكاذيبهم فى تشويه صورة مصر عالميا واقليميا وعربيا وفشلوا، وراهنوا على شغل الحكومة المصرية بالشائعات عن تحقيق أهدافها التنموية وفشلوا.    
والواقع أن رد فعل المصريين تجاه الإشاعات يكشف مدى وعيهم السياسى والوطنى، ومستوى ارتباطهم بقيم وأخلاقيات دينهم، ولذلك كلما قلبت فى مواقع التواصل الاجتماعى وجدت منشورات وطنية تؤكد ضرورة الالتفاف حول الوطن والفخر بقواته المسلحة والدعاء له بالحفظ من مكائد ومخططات الأعداء الذين يحيطون بمصر من كل جانب.
**
لكن.. رغم الرهان الدائم على وعى المصريين فى مواجهة الأكاذيب لا ينبغى أن نتهاون فى مواجهة الشائعات التى تستهدف استقرار مجتمعنا سياسيا واقتصاديا خاصة وأن الانفتاح الاعلامى وفاعلية مواقع التواصل الاجتماعى واتاحتها لكل المصريين جعل منها ساحة مفتوحة لكل أشكال الشائعات المغرضة والمعلومات المضللة، ونفى الشائعات أمر مهم يجب أن تقوم به كل مؤسسات الدولة وفى مقدمتها مجلس الوزراء.. لكن ما ينبغى أن نحرص عليه هو كشف الحقائق أولا بأول فمن شأن الشفافية والتداول الحر للأخبار والمعلومات والحقائق لا يعطى فرصة لشائعة أو أكذوبة أن تنطلق من الأساس ولو انطلقت فعوامل دحضها وفشلها موجودة أصلا قبل انطلاقها.
المواجهة الشعبية للإشاعات والأكاذيب مهمة للغاية، لأننا شعب متدين وتشكل تعاليم الدين الجزء الأكبر من ثقافته ووعيه، خاصة وأن الموقف الشرعى من ترويج الإشاعات وما لها من آثار مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا واضح فى نفوس قطاع كبير من المصريين.
يجب أن يدرك الجميع وخاصة هؤلاء الذين نعدهم فى قوائم المثقفين أن المتربصين بالوطن لا يتوقفون عن محاولاتهم اليائسة لالقاء الغبار على كل ما يحدث فى مصر حتى ولو كان مشرفا أو يضيف جديدا لإسم مصر ومكانتها.. ولذلك لا ينبغى لهؤلاء أن ينساقوا خلف أكاذيب ويتناقلونها على صفحاتهم الشخصية، فهم بعقولهم الواعية حماة للوطن وحراسا دائمين عليه..وليسوا أداة لكتائب نشر الشائعات والأكاذيب.
بل يجب أن يكون لهؤلاء المثقفين دور واضح فى دحض الشائعات والأكاذيب وتحذير الجماهير من مخاطرها، وأعتقد أن بعض المثقفين يفعلون ذلك.
وهنا نوجه عتابا لهؤلاء الذين يعتبرون تبنى شائعات وأكاذيب على صفحاتهم الشخصية "شجاعة" وخلاف هؤلاء أو عدم رضاهم عن بعض الشخصيات العامة فى مواقع المسئولية يدفعهم الى الخلط بين المسئول وهو أولا وأخيرا إنسان يجتهد فيخطىء ويصيب.. وبين الوطن الذى ينبغى أن يكون بعيدا عن خلافاتنا وصراعاتنا واجتهاداتنا الشخصية.
اختلف مع المسئول كيفما تشاء.. وانتقده بموضوعية وأمانة ونزاهة.. لكن لا تخلط بين سلوك المسئول وقضايا الوطن، ولا تشوه صورة وطنك بمنشور أو صورة صنعتها الكتائب الالكترونية التى تعمل لصالح أعدائه.
 ليس هناك أى قدر من الشجاعة فى تبنى منشورات كاذبة أو معلومات مشوهة أو أكاذيب تستهدف الوطن كما يعتقد أو يتصور البعض.. بل ينبغى أن تكون موضوعيا ومتوازنا وأمينا على وطنك حتى ولو اختلفت مع كل المسئولين عنه والقائمين على تسيير أموره الآن.. فالأشخاص زائلون والباقى هو الوطن الذى نحتمى به جميعا.


                                                       [email protected]