تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن السبيل الوحيد لرفعة وكرامة الامة العربية هي الوحده الحقيقية والتكامل الاقتصادي والعسكري حتى نمتلك قرارنا و غذائنا واستقلالنا.. مما يتطلب رؤية واضحة ومشتركة لنبذ الخلافات والانقسامات وتحقيق الوحدة الشاملة أو تكتلات يجمعها الحدود.
لا يخفى على أحد المشكلات والأزمات الداخلية في العديد من الدول العربية الشقيقة والتي اضعفت من الأمة العربية.. فما زالت سوريا تعاني.. والسودان لم تقف عند انفصال الجنوب فقط انما تصارعت القوى الداخلية غير مبالين بمستقبل الشعب السوداني الشقيق واستقراره.. انظروا الى اليمن التي تبدل حالها من السعادة الى التعاسة والفتن الطائفيه.. وتبدل الحال في دولة ليبيا الشقيقة الغنية بالبترول والثروات بعد أن عاش شعبها في رفاهية واستقرار .. العراق الشقيق والذي يعاني حتى الآن من اثار الاحتلال الامريكي.. وقبل كل ذلك ما يعيشه شعبنا الفلسطيني الشقيق من احتلال ودمار و ابادة جماعيه على ايدي الصهاينة اعداء الله و الانسانية.. ولا ننسى لبنان ايضا وازماتها... وحتى الاشقاء في الخليج في حاجه اكبر للتعاون والقوة .
مصر الشقيقه الكبرى تحمل على عاتقها محاولة نبذ الخلافات الداخلية داخل الوطن العربي.. ولولا وقوفها شامخه لانهارت الأمه العربية لكنها محروسة بمشيئة الله وستظل سندا وظهرا وداعما للوطن العربي الى ابد الدهر.
على الدول العربية نبذ الخلافات والتي لا تثمر الا مزيدا من الضعف والانشقاق.. لذلك لا زلت احلم بتحقيق التكامل بين الدول العربية .. هذه الوحدة التي لو تحققت ستتكامل الثروات من اراضي شاسعة وزراعة وصناعة وثروات نفطية ومعدنية وقوة عسكرية وبشرية هائلة اضافة الى استثمار العقول والمفكرين والعلماء وبالتالي تقوى الامه لدرجة تفوق كل التوقعات وعلى كل المستويات اقتصادية وعسكرية واجتماعية وثقافية ..وستزداد الثروات وسنحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء .
عندما بدأت الدول العربية في ارساء مبادئ الوحدة العربية في القرون الماضية سرعان ما تبددت وفشلت بسبب مكائد الدول الكبرى والغربية وايضا الخلافات بين القادة العرب ..لكنها الان في ظل القيادة الجديدة ما زال الحلم لكل العرب .
ولو أعطينا مثال مصر والمملكة العربية السعودية.. باعتبارهما طرفين فاعلين في منطقة الشرق الأوسط ومن الأكثر استقرارا في الدول العربية وامكاناتهم الكبيرة وبموقعها الجغرافي الفريد.. سنحقق تكامل وقوة جبارة تستطيع مجابهة التحديات وقيادة الوطن العربي نحو الاستقرار والتنمية.. نمتلك الثروة البشرية والمواقع الفريدة والاراضي والثروات الطبيعية.. ومن الممكن أن تكون نواة لاضافة مزيد من التكتلات لمواجهة الخطر المستمر والتحديات الكبيرة.. ستتحقق التنمية والقوة اذا توافرت الارادة.
أرى أن الفترة القادمة إن لم تحدث وحدة حقيقية نواتها مصر والسعودية وينضم لها من يرغب من العرب.. لن تستطيع الأمة العربية النهوض مرة أخرى.
ورغم الاضطرابات التي تشهدها المنطقة في السنوات الماضية الا أن الوقت الحالي هو الأنسب للتفكير وتحقيق الوحدة بين الاشقاء.. فان تواجدت الروح والعزيمة سنستطيع مواجهة الفتن وأي تدخل خارجي سيكون مصيره الفشل فالنجاح بأيدينا وليس بأيدي الاخرين.
الجميع أيقن مؤخرا اننا في حاجة الى التكامل والتقارب وتفعيل كل المبادرات والاتفاقيات التي لم تكتمل مثل السوق العربية المشتركة والوحدة العسكرية وعدم خروج الاستثمارات العربية الضخمة خارج اطارنا العربي.. كما تتوافر كافة الامكانات والفرص الاستثمارية الواعدة والبيئة الخصبة للتقدم والتنمية.