سؤال يتردد كثيرًا في ذهن كل من ذاق الألم، أو تعرض لظلم.. أو عانى من خيبة لم يكن يتوقعها... وقد يبدو هذا السؤال بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه يحمل في طياته صراعًا داخليًا عميقًا بين ما نأمله من الحياة، وما نعيشه فيها فعليًا.
في الحقيقة، الحياة ليست دائمًا عادلة.. لا توجد ضمانات بها ولا وعود مكتوبة بل كل مافيها يتغير..
وهذا بحد ذاته قد يكون مؤلمًا، لكنه ضروري كي نبدأ في رؤية الأمور كما هي لا كما نحب أن تكون.
نعم الحياة فيها معاناة، وصعوبات، وتحديات متكررة. فيها اختبارات لصبر الإنسان وقوته الداخلية لكنها ليست فقط النظرة التي نرى فيها الحياة كسلسلة لا تنتهي من الألم والمعاناة، وإن كانت نابعة من تجربة واقعية.. إلا أنها تفتقد إلى التوازن، فالحياة أيضًا مليئة بالجمال، بالحب، بالصدف الطيبة، بلحظات النجاح التي تأتي بعد التعب، وبالضحكات التي تسرقها الروح وسط الضجيج.
حتى الألم، حين يحتضن بوعي.. فالحياة ليست مسرحًا للمعاناة فقط، بل مدرسة نتعلم فيها وننضج، نتعثر ونقوم ونكتشف أنفسنا من جديد في كل محطة.
العدل المطلق،قد لا يكون من نصيب هذه الدنيا، لكنه ليس غائبًا تمامًا فهناك عدالة من نوع آخر عدالة في الحكمة، في النية الطيبة التي تثمر رغم قسوة الظروف. ومن يسعى بصدق، حتى وإن لم ينل كل ما يريد، فإنه يخرج من رحلته إنسانًا أعمق، أقوى، وأكثر رحمة.
نحن نعيش في عالم ناقص، لا يخلو من التناقض، ولا يقدم دائمًا الأجوبة التي نرجوها. لذلك لا ينبغي أن نطلب منه الكمال… بل نطلبه من الله
فحين لا نجد العدل في تفاصيل أيامنا، فلنرفع البصر إلى من لا يغيب عنه شيء.. ولكن ليس بالشكوى فقط، بل بالثقة، ثقة أن ما نمر به ليس عبثًا.. فنحن جزءًا من العدل، من الرحمة، من النور الذي نفتقده فبهذا فقط نصنع فرقًا ونمنح لحياتنا معنى، مهما كانت قاسية.