هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رأي

"من ذبح غزة"؟.. هل تتذكرون السادات ومينا هاوس..؟!! "وليلة بكت فيها الملايين"..! والندم.. ومأساة أسرة

 

في برنامج تليفزيوني عبر قناة فضائية عربية كان هناك حوار تحت عنوان "من ذبح غزة".. وخلال هذا الحوار تناول بعض ضيوف البرنامج دور الدول العربية وأشاروا إلي التطبيع بين مصر واسرائيل واتفاقية كامب ديفيد للسلام.
ولكل الذين يتحدثون عن مصر.. ولكل الذين يجهلون دور مصر.. ولكل الذين فقدوا ذاكرة التاريخ.. ولكل الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية.. ولكل دعاة الحرب من منازلهم التي تبعد آلاف الكيلو مترات عن ميادين المواجهة.. ولكل ببغاوات ترديد الشعارات والمزايدات.. لكل هؤلاء نذكرهم والذكري قد تنفعهم لقراءة أفضل للأوضاع ولفهم أدق للقضية وأبعادها.
لهؤلاء جميعا نقول ان سادات مصر محمد أنور السادات الذي كان حريصا علي استثمار العبور العظيم لقواتنا المسلحة في حرب أكتوبر 1973 وهو العبور الذي أثبت قدرتنا علي الحرب وقدرتنا علي الانتصار.. السادات استغل زخم تحريك الموقف سياسيا عالميا في الدعوة إلي السلام من منطلق القوة ووجه الدعوة إلي منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر يعقد بفندق مينا هاوس في منطقة الأهرامات في عام 1977 للبحث في حل نهائي لأوضاع القدس واللاجئين الفلسطينيين وإلي جانب دعوة الفلسطينيين للمشاركة تم توجيه الدعوة أيضاً للبنان وسوريا والأردن والاتحاد السوفيتي.
وكلهم.. خذلوا السادات.. كلهم تهربوا من الحضور لدوافع مختلفة وياسر عرفات ارتكب الخطأ القاتل وأهدر الفرصة التاريخية بعدم حضور المؤتمر خوفا من إغضاب الرئيس السوري حافظ الأسد والاتحاد السوفيتي كانت له مصالحه الخاصة في استمرار الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان والأردن وقعا ضحية جبهة الصمود والتصدي التي تفرغت منذ ذلك الحين لشعارات الحرب التي انتهت بمقاطعة مصر..!!
وليتهم حضروا.. ليت عرفات جلس إلي جوار السادات في كامب ديفيد ورفع علم فلسطين كما قال سعيد كمال سفير فلسطين السابق في القاهرة عندما أنصف السادات بعد سنوات وسنوات وقال ان السادات حاول اقناع عرفات والكرة كانت في الملعب الفلسطيني ولكننا "كنا تحت وطأة الاتحاد السوفيتي والأسد"!! وليتهم فعلوا وقبلوا بنصيحة السادات الذي كان يقرأ المستقبل.. ليتهم توصلوا لأي حل كان كفيلا بوقف نزيف الدماء وإنقاذ غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.. ليتهم قرأوا واستوعبوا التاريخ الذي قرأه السادات جيدا وأدرك من خلاله ان كل الحلول التي رفضها العرب تاريخيا ندموا عليها في مراحل لاحقة.. ليتهم انتهزوا ما قدمه السادات لهم في السلام الذي كان كفيلا بأن يحتوي كل الأحلام والأطماع الإسرائيلية.. ولكنهم لم يكونوا يبحثون عن الحلول.. ولا عن الأرض ولا عن الدولة الفلسطينية المستقلة.. كانوا يبحثون عن بقاء القضية لأنهم عاشوا ومازالوا ينعمون ويستمتعون بعائدات القضية.. انهم كانوا ومازالوا تجارا للقضية..!
*
ومن قضية العرب الأولي إلي قضية الجماهير الكروية التي مرت بليلة بكت فيها الملايين.. ليلة خروج النادي الأهلي بطل افريقيا في كرة القدم بالتعادل علي أرضه في القاهرة مع فريق من جنوب افريقيا.
ولم يكن ما أحزننا عدم وصول النادي الأهلي للمباراة النهائية.. أحزننا الأداء الباهت.. ألمنا غياب الروح القتالية.. لم يكن هناك ما يستحق أن نفوز.. وليس من حقنا أن نطالب بما لا نستحق.. والنادي الأهلي يتراجع في الأداء.. ويتراجع في القرارات الإدارية.. ويتراجع في المكانة والتأثير.. الأهلي في حاجة إلي وقفة مع النفس وإلي إدارة رياضية جديدة أيضاً.. وأخطاء الأهلي تتفاقم منذ قرار الانسحاب أمام الزمالك الذي كان قرارا عشوائيا أضاع الموسم الكروي كله علي الأهلي.. الرياضة علم وفن وإدارة وليست مجرد جماهير تهتف في التالتة شمال..!
*
وأحيانا كثيرة ما نشعر بالندم.. والندم لا يكون مقصورا علي تصرفات خاطئة قمنا بها أو قرارات خاطئة أقدمنا عليها واتخذناها لأننا في نهاية الأمر نتحمل عواقبها وتبعاتها.. الندم الأكبر هو علي تصرفات صحيحة فعلناها لمن لا يستحقها.. وما أكثر ما نقدم علي ذلك هذه الأيام..!
*
وفنانة لها قضية شهيرة من القضايا إياها.. خرجت علينا تدافع بضراوة عن "نمبر وان" الذي اعتاد أن يغني عاري الصدر وأخيرا ارتدي ملابس شبه نسائية في إحدي الحفلات الغنائية وقالت "لازم نفتخر به"..!
ولا رد علي الفنانة التي تتحدث وفقا لمفاهيمها وثقافتها "وان كنتم نسيتم اللي جري هاتوا الدفاتر تنقرا".. والدفاتر تقول كلام كثير يا فنانة.. والجماهير لم تهتف باسم فنانة مدرجات الملاعب إلا باسمك في القضية المعروفة التي كانت تعاير بها أحد المدربين..!! وكفاية كده..!
*
ومطرب المهرجانات الذي لا نعرف له شكلا ولا معني ولا حتي اسما.. ردد أغنية لا يدرك معناها ولا مغزاها وفيها يتعرض بالإساءة لمؤسسات الدولة ونقابة المهن الموسيقية استدعته للتحقيق وأوقفته مؤقتا عن الغناء.. ولا قيمة للتحقيق ولا الاستدعاء.. النقيب السابق هاني شاكر كان علي حق.. مثل هؤلاء ينشرون الفيروسات والعدوي.. والحل في أن يتوقفوا عن الغناء.. نقصد عدم الازعاج.. استئصلوهم فقد حان أوان البتر والتخلص من السموم..!
*
وأتحدث عن مأساة أسرة.. أدعو وزارة التضامن إلي الإسراع في الاتصال بأسرة الطبيب الذي ذهب وزوجته مع أطفاله الخمسة لقضاء اجازة في منطقة فايد بالإسماعيلية فانقلبت السيارة ومات الأب والأم وبقي الأطفال الخمسة يصارعون الحياة في أحد المستشفيات.. ادعو إلي رعايتهم وتوفير الأمان لهم وأدعو أصحاب القلوب الرحيمة للوقوف إلي جانب هؤلاء الأطفال وتقديم الدعم لهم.. ربنا معهم.. ونحن جميعا معهم.
*
وأخيراً..
الكل يولد إنساناً..
لكن القليل من يحافظ علي هذه الصفة.
*
وأحيانا لا تقدر اللحظات
إلا عندما تصبح ذكري.
*
وأقدارنا مكتوبة.. فلنعش بهدوء.
*
وبعض الكلمات لها وقع جميل.. حتي وإن صعبت.
*