هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عيون الشعب

طه حسين وجارودى والحقيقة المؤلمة !!

 

اتذكر دائما كلمات موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي فى حرب اكتوبر ١٩٧٣ .. عقب هزيمة إسرائيل .. حيث قال : ان العرب لن تقوم لهم قائمة .. لأنهم لا يقرؤون .. كما قال عميد الأدب العربى د. طه حسين .. ان الأجيال الجديدة لا تقرأ .. وان عدم القراءة يجعلهم غير قادرين على التفكير الصحيح .. وان الازمة الحقيقية لدى كثير من المثقفين والمفكرين والادباء .. هى عدم القراءة .. وقال الكاتب الصحفى الكبير محسن محمد .. ان ازمة الصحافة الحقيقية .. هى ان الكثير من رؤساء التحرير .. لم يقرأ كتابا واحدا فى حياته .. اقول هذا الكلام وانا ابحث عن تفسير لما تقوم به إسرائيل من ابادة جماعية للشعب الفلسطيني بلا رحمة .. وتهدم مدنهم وقراهم .. وجدت الإجابة عند المفكر والفليسوف الفرنسى الكبير روجيه جارودى .. فى كتابه محاكمة الصهيونية الإسرائيلية .. وجارودى لمن لا يعرف .. هو الذى اثبت بالمستندات والبراهين .. ان عدد اليهود الذين حرقهم هتلر ٢ مليون فقط .. وليس ٦ ملايين كما تدعى إسرائيل .. كنوع من الابتزاز لألمانيا .. التى مازالت تحصل منها إسرائيل على تعويضات .. حتى اليوم .. وقد حاكمته فرنسا بتهمة معاداة السامية .. وحكم عليه بتعويض والسجن مع إيقاف التنفيذ .. وهى المحاكمة اللغز فى فرنسا بلد الحريات .. كما وصفها جارودى نفسه .. لكنه الضغط الإسرائيلى .. المتغلغل داخل صفوف اصحاب القرار .. ليس فقط فى فرنسا .. إنما فى مختلف الدول الأوروبية وايضا الأمريكية طبعا .. يقول جارودى ان كل زعماء الحركة الصهيونية الأقوياء من المتواجدين فى الولايات المتحدة الأمريكية .. والذين يؤثرون بقوة فى الانتخابات الأمريكية يريدون امتلاك إسرائيل .. لكل الاراضى التى ذكرتها التوراه من النيل للفرات .. ويقول جارودى .. انه فى كل المراكز الاستراتيجية الخاصة بسياسات بعض الدول تمتلك الحركة الصهيونية عملاءها السريين .. ويوما بعد يوم تظهر عنصرية وامبريالية فكرهم تجاه الفلسطينين .. هذا الكلام كتبه جارودى فى صفحة ٢٣ من كتابه محاكمة الصهيونية الإسرائيلية .. هذا الكتاب صدرت طبعته الأولى سنة ١٩٩٩ عن دار الشروق المصرية .. باللغة الغربية .. فى هذا الكتاب يحاكم جارودى صهيونية إسرائيل .. نازيتها وعنصريتها امام التاريخ .. لحساب الحق .. ولحساب الأمة العربية .. التى تتكون من بضع وعشرين دولة وأكثر من ربع مليار انسان .. انظروا .. ماذا كتبت مجلة كيفونيم .. القدس .. العدد ١٤ .. فبراير ١٩٨٢ ( ص ٢٦ .. ٥٩ ) .. العراق بلد غنى بموارده النفطية والذى تتنازعه الصراعات الداخلية .. فهو يقع على خط المواجهة مع إسرائيل .. وتفكيكه أمرا مهما بالنسبة لإسرائيل .. بل انه اكثر أهمية من تفكيك سوريا .. لأن العراق يمثل على المدى القريب اخطر تهديد لإسرائيل .. ولكى نفهم اكثر سر ما تقوم به إسرائيل .. نتوقف امام ما جاء بكتاب جارودى : انه جاء فى سفر التثنية الاصحاح العشرين تحت عنوان : شرائع حصار وفتح المدن البعيدة : وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا .. فإن اجابتكم الى الصلح واستسلمت لكم .. فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم .. وان أبت الصلح وحاربتكم .. فحاصروها .. فإذا اسقطها الرب الهكم فى ايديكم .. فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف .. واما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة .. غنائم لأنفسكم .. وتمتعوا بغنائم اعدائكم التى وهبها الرب الهكم لكم .. اما مدن الشعب التى يهبها الرب الهكم .. لكم ميراثا .. فلا تستبقوا فيها نسمة حية .. بل دمروها عن بكرة ابيها .. كما أمركم الرب الهكم .. لكى لا يعلموكم نجاساتهم التى مارسوها فى عبادة الهتهم .. اما المدن التى انتم ماضون اليها لترثوها ..وهزمتموهم .. فإنكم تحرمونهم .. لا تقطعوا لهم عهدا .. ولا ترفقوا بهم .. اهدموا مذابحهم وحطموا اصنامهم .. لأنكم شعب مقدس للرب .. الهكم .. وتستأصلون جميع الشعوب الذين يسلمهم الرب اليكم .. فلا تشفقوا عليهم ولا تعبدوا الهتهم .. لأن ذلك شرك لكم ويقول جارودى فى صفحة ١٧٤ .. ان إسرائيل تريد ضم فلسطين كلها اليها كمرحلة أولى .. اما المرحلة الثانية فهى ضم كل الدول المجاورة ( لبنان وسوريا والعراق والاردن ومصر ) .. من هنا حصلت إسرائيل من عام ١٩٤٨ الى عام ١٩٥٢ .. على مساعدات تماثل كل المساعدات التى حصلت عليها خمس دول ( مصر ولبنان والاردن وسوريا والعراق ) والتى تضم عدد سكان يماثل عشرين مرة سكان إسرائيل .. ويقول جارودى فى صفحة ١٧٥ .. وهكذا بدأ تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى وإقامة إمبراطورية حقيقية فى الشرق الأوسط .. التى كان شارون يخطط لها منذ ديسمبر ١٩٨١ .. وقد أوضح موشى ديان الحقيقة المؤلمة بقوله : نحن مثل اعلان الاستقلال الأمريكي ( التى طردت الهنود دون وضع اى حدود لتوسعها ) .. نحن لسنا مضطرين لتحديد حدود لدولة إسرائيل .. بقى ان اقول : ان القراءة تجعلنا نستوعب اسرار ودوافع ما يجرى حولنا وتكشف الحقيقة المؤلمة .. كما أوضح طه حسين وجارودى .