البكالوريا التى تؤدى الى طرح مناهج عصرية بشكلها المتكامل تربويا وعلميا وتفكيرية ونقدية وتغذى الروح والعقل والقلب وتسهم فى تخفيف الاعباء عن اولياء الامور فلا غبار عليها مع مراعاة اهمية الاستقرار فى انظمتنا التعليمية لاعداد اجيال قادرين على تحقيق المجتمع الآمن المغلف بعقول تحفظه وفكر يصونه وينتشر بين ابنائه ثقافة تتمسك بالعلم وترفض الجهل وتؤمن بالمناهج المستقرة
ولاننا نهرول نحو الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة مما يتطلب المزيد من الحذر والتمسك بالدرجة العالية من الوعى نظرا لخطورتها واستخدامها فى الحروب النفسية واللعب بالاعصاب خاصة عند استغلالها فى نشر الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى بهدف هدم الدول من الداخل دون حاجة لاستخدام الاسلحة النارية الفتاكة حيث انها تثير الفتن فى الامم وتفرق اهلها وتخلق حالة من الحيرة والتوتر وعدم الثقة بشكل يؤثر سلبا على الدول.. وتحولت منصات التواصل الاجتماعى الى احد الاسلحة المستخدمة فى الحروب الحالية باعتبارها حرب بديلة تمنع المواجهات المباشرة وتحقق الاهداف المرسومة لها بايسر السبل واقل التكاليف نظرا لانها الاكثر رواجا والابلغ تاثيرا خاصة فى حالات انخفاض نسبة الوعى بين المترددين عليهاوالمتعاملين معهاوالمندفعين بالرغبة المحمومة فى الشير والسبق والتعليق دون التاكد من مصدر الخبر وبيان مدى الخبر
ومن الاهمية لرواد منصات التواصل الاجتماعى التحقق من مدى صحة الخبر قبل تصديقه مع مراعاة مسارعةالاجهزة المختصة بالتصدى للشائعة فى وقتها حيث ان استغلال التاخر فى عرض المعلومات الصحيحة بشفافية او طرح المعلومات بطريقة غامضة يسهم فى الترويج للشائعة
ونظرا لقناعتى بدورنا التوعوى لم اتردد لحظة واحدة فى المشاركة بالحملة التنويرية للهيئة العامة للاستعلامات ومضمونها اتحقق قبل ما تصدق والتى تتصدى بدورها لحرب الشائعات وتنمية الوعى لدى مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى بضرورة التاكد من مصدر اى خبر او معلومة قبل التعامل معهما على انه حقيقة
اتصور ان الشائعات اشد خطورة بمجتمعاتنا العربية نظرا لسرعتها فى التنقل وتاثيرها على المواطنين البسطاء حيث يتم استخدامها بشكل ممنهج لتشويه الوعى وتزييفه والذى يستخدمه اعداء الدول العربية استنادا الى اكاذيب يتم اطلاقها لخلق حالة من الارتباك والتشتيت بهدف الوصول الى حالة من الغضب تؤدى الى غياب الاستقرار واستبداله بالدمار والخراب ومعه تضيع الاوطان
وحتى لا نترك مواطنينا فريسة للاوهام بالادعاءات الكاذبة والمعلومات السياسية الملفقة والاخبار الاقتصادية المفبركة لخلق مشكلات استنادا على التهويل فلا بد من تشديد الاجراءات القانونية ضد مروجى الشائعات وعلى كل مواطن التعامل مع الاخبار بمنطقية تشغيل العقل والتاكد من مصدر الخبر خاصة الاخبار الحساسة والمهمة كما ينبغى على الاجهزة المختصة اتخاذ الاجراءات السريعة لمحاربة الصفحات والمنتديات التى تنشر وتلصق وتنسخ الاخبار الكاذبة لضمان تضييق الخناق على مروجيها ومواجهة الافكار الهدامة والتى تمثل خطرا حقيقيا على المجتمعات لتاثيراتها السلبية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ونفسيا
بدون شك تعد الشائعات احدى اشكال الحروب النفسية والتى تستهدف التاثير السلبى على الروح المعنوية بالداخل لهدم المجتمعات وزعزعة استقراره بايدى ابنائه لذلك ينبغى تقديم المعلومات الصحيحة التى تفندها مع مراعاة الاسراع بطرح
استراتيجية تستهدف مواجهة الشائعات والتخلص منها للأبد.
[email protected]