هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

قـال يا مـقال

وعى المصريين.. الحصن المنيع


في ظل التحديات التي تمر بها دول المنطقة والعالم أجمع, والذي بات قاب قوسين أو أدني من الدخول في حرب عالمية ثالثة مقرها الشرق الأوسط، ومع سقوط الدول والأنظمة وتفكيك الجيوش تحت مسمي التحرير وثورات الربيع العبري, يبقى الشعب المصري نموذجاً للوعي الوطني الذي استطاع أن يحبط مخططات عديدة تستهدف زعزعة استقراره تحت ستار ثورات التحرير, بعد محاولات مستميتة من أجهزة استخبارات غربية لإثارة الفوضى من خلال استخدام مفاهيم " الإصلاح والفوضي الخلاقة"، إلا أن التاريخ أثبت أن المصريين يتمتعون بقدرة استثنائية على التمييز بين ما يخدم وطنهم وما يستهدف هدمه وتخريبه وبات الرهان الأكبر علي وعي الشعب ووقوفه خلف قيادته وجيشه لحماية المقدرات والمكتسبات.
 
ويعد استخدام الغرب لمصطلح "الثورة" بهدف جذب الشباب وتحريضهم على التظاهر، ليس إلا خدعة مكررة تهدف لإسقاط الدول من الداخل, فالتجارب السابقة والتي كان آخرها سقوط سوريا علي يد ما يسمي بالمعارضة السورية المسلحة بقيادة أحمد الشرع أو الجولاني, علمت المصريين أن تلك الدعوات تحمل بين طياتها الهدم والخراب والتقسيم، تحركها أياد خفية لخدمة أجندات خارجية, ولنا في تدمير الجيش السوري وضرب الطائرات والمطارات والأسلحة الثقيلة ومنظومات الدفاع الجوي عبرة, الأن سوريا بلا جيش بلا وطن, اسرائيل تحتل قري بأكملها وتوغلت لعشرات الكيلو مترات داخل العمق السوري حتي باتت بالقرب من العاصمة دمشق وأستولت علي قمة جبل الشيخ, والأكراد تسعي لإعلان دولة كردستان وتركيا عيونها علي البترول والغاز السوري.
 
وبات الوضع الأن وبما لا يدعم مجالاً للشك أن المؤامرات التي تحاك باسم "الحرية" و"العدالة الاجتماعية" ما هي إلا وسيلة لجعل المجتمعات فريسة للانقسام والفراغ الأمني، وهو ما شهدته دول عدة في المنطقة بعدما انزلقت في فوضى عارمة قضت على مقدراتها واستقرارها, وبات الرهان علي وعي الشعب المصري وقوة مؤسساتها في الحفاظ علي القوة الوحيدة الباقية في الشرق الأوسط بجيشها الأقوي وشعبها الأبي
 
وبالفعل أظهر المصريون في محطات تاريخية حاسمة أن وعيهم السياسي والاجتماعي هو درع الوطن ضد كل محاولات التخريب, ولعل أكبر مثال على ذلك هو الموقف الشعبي الموحد الذي أفشل دعوات التظاهر والتخريب التي حاولت بعض القوى دفعها في أكثر من مناسبة, المصري بفطرته يدرك أن الحفاظ على الوطن فوق أي اعتبار، وكانت ولا زالت قدرة الشعب المصري على رفض دعوات التخريب والاستماع إلى لغة العقل، دائماً هي صمام الأمان الذي يقي البلاد من السقوط في فخ الفوضى, والأن يأتي الدور علي الإعلام الوطني، الذي كان ولا يزال ركيزة أساسية في رفع مستوى الوعي, ببذل مجهودات مضاعفة للتصدي للشائعات وتعزيز ثقة المواطن في دولته، وافشال مخططات التقسيم, من خلال نشر الحقائق بشفافية, علينا جميعا أن نعي الدرس جيداً والتكاتف لحماية مصر التي كتب عليها أن تكون رمانة الميزان في محيط مشتعل علي كافة الجبهات، ويبقي وعي الشعب هو خط الدفاع الأول عن وطنه والحصن المنيع الذي تفشل به المؤامرات، هو السلاح الذي يحمي ويصون, فمصر باقية في رباط الي يوم الدين.
بقلم: محمد إمام
[email protected]