هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رأي

السلام مع مصر ليس في خطر.. لكن المشاعر العامة ضدنا..! والقاهرة بتاريخها.. بمكانتها. برجالاتها وحدها القادرة

 

ونبدأ اليوم بتصريحات مثيرة صدرت عن السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر أميرة أورون تتحدث فيها عن رؤيتها للأحداث الجارية وعن العلاقات بين مصر وإسرائيل في ظل التوترات الجارية منذ أحداث السابع من أكتوبر في العام الماضي.
وتقول السفيرة الإسرائيلية إنها لا تعتقد أن السلام بين مصر وإسرائيل في خطر.. ولكن من المستحيل تجاهل حقيقة أن المشاعر العامة في مصر ضدنا وتعادينا وسيستمر هذا طالما أن هدير المدافع لم يتوقف.
والتصريحات لخصت وأوجزت.. ونتفق أيضاً معها.. فنحن مع السلام.. نحن مع التنمية.. مع التعاون من أجل أمن وأمان الشعوب.. وكنا وسنظل نحترم اتفاقياتنا وتعهداتنا الدولية من منطق ومنطلق الدولة القوية التي تحمي وتصون ولا تهدد ولا تبدد.. وكنا دائماً نبحث ونسعي لإنهاء الحروب.. الحروب التي أضرت بالمنطقة والتي خلفت وراءها بحوراً من الدماء وضحايا لا يمكن حصر أعدادهم طيلة العقود الماضية وخلال عدة حروب.. ولهذا نقول إننا نتفق مع الرؤية التي تؤكد أن السلام ليس في خطر لأنه خيار استراتيجي ارتضيناه ودعمناه بعد حرب أكتوبر العظيمة التي قدمنا خلالها الدرس علي أننا لن نتهاون في الدفاع عن أراضينا واسترداد كل شبر فيها احتله العدو في أعقاب حرب يونيو .1967
وعندما نتحدث عن السلام. فإننا نشير إلي السلام العادل والشامل.. السلام المبني علي الحق والشرعية.. السلام القائم علي عودة الأراضي العربية المحتلة في الجولان والضفة.. السلام الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. والسلام الذي يمكن معه أن تتوقف طبول الحرب ودوي المدافع.

*

ووحدها القاهرة عاصمة الأمة العربية.. وحدها القاهرة بتاريخها.. بمكانتها. برجالاتها. بجيشها. بشعبها.. بتجاربها في الحرب وفي السلام وبدورها في قيادة الأمة العربية في أحلك الأوقات.. وحدها القاهرة القادرة علي أن تكون مركزاً وقاعدة لصناعة القرار العربي في التحديات الراهنة.. وحدها يمكن أن تكون وسيطاً وشريكاً أيضاً.. ووحدها يمكن أن تكون مؤهلة للمساهمة في إيجاد الحلول لأزمات طارئة تهدد استقرار وأمن وأمان بعض الدول العربية التي تعاني من صراعات وخلافات داخلية أضرت بشعوبها ودفعتها إلي الهجرة والرحيل والتشرد أيضاً.
وحين نكتب عن دور القاهرة فإنه الدور العربي المحوري القائم علي التنسيق والدعم العربي الكامل.. القائم علي الرؤية والمواقف الواضحة. والبعيد عن المصالح المؤقتة التي كانت سبباً في التباعد وفي إضعاف الموقف العربي الجماعي الموحد.
والقاهرة التي استضافت خلال الأيام الماضية قادة الجزائر والسودان والسلطة الفلسطينية ترسل وتبعث برسائل للجميع بأن القاهرة ستظل دائماً هي الضمان وهي السند وهي القوة التي يرتكن إليها العرب في الحفاظ علي كيانهم وعلي هويتهم وعلي قدرتهم التأثيرية في حل مشاكلهم وقضاياهم بعيداً عن التدخلات الأجنبية التي لا تستهدف إلا استمرار سياسات الهيمنة والوصاية علي العالم العربي.

*

ومن دورنا العروبي الذي لن نتخلي عنه أبداً حتي ونحن نواجه أزماتنا الاقتصادية والضغوط التي تمارس علينا لتحجيم الدور المصري إلي قضايا محلية لا نجد لها معني في ظل تقديم الدولة لكل التسهيلات والقوانين التي تشكل وتضع حلولاً نهائية لها.
ونتحدث في ذلك ونتساءل عن السبب في عدم تسجيل المواطنين لعقاراتهم ووحداتهم السكنية رغم كل الإجراءات والقوانين الميسرة لذلك.. وابحثوا في هذا عن التعقيدات "الروتينية" الغريبة والتي لا معني لها في مكاتب الشهر العقاري التي وضعت قائمة من الطلبات التي تحتاج إلي جيش من المحامين لتفسيرها وإعداد الأوراق المطلوبة بشأنها.. ونأمل في ذلك أن يفصح الشهر العقاري بوزارة العدل عن عدد المواطنين الذين نجحوا في التسجيل العقاري منذ صدور القوانين الجديدة وعن العائد الذي تحققه الدولة التي قدمت ولم تبخل بشيء من أجل التأكيد علي حقوق المواطن..!
ونتحدث أيضاً عن التسهيلات التي قدمتها الدولة في مجال التصالح في مخالفات البناء.. وحيث وصل الأمر إلي إمكانية التصالح في كل شيء ومع ذلك فإن أعداد الذين تقدموا للتصالح في مختلف المحافظات لا تتناسب مع الكم الهائل من مخالفات البناء الموجود علي أرض الواقع.

*

ونتحدث عن الجهود العظيمة للدولة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ونقولها بكل الاحترام والتقدير إنه لا توجد فترة في تاريخ مصر شهدت كل هذا الاهتمام بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ومحاولات لدمجهم في المجتمع أكثر من المرحلة الحالية.
ونشير في ذلك إلي تركيز البعض علي بعض السلبيات التي شابت قضية سيارات المعاقين دون التركيز علي البعد الاجتماعي الأهم في تقديم الدولة لبطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة التي تقدم لهم الكثير من الامتيازات والتي هي في حقيقتها أكبر دعم ومساندة للذين يستحقون كل الرعاية والتشجيع.
إن الدولة حاولت وتحاول.. ولكن يبدو أننا من نضع العراقيل أمام أنفسنا وأن الدولة العميقة من صغار الموظفين مازالت لديها أدواتها لتعطيل أي إنجاز وإفساد أي فرحة.. وهذه هي قضية القضايا المستمرة دائماً.

*

وفي موضوع آخر.. وفي ظاهرة من أغرب ظواهر المجتمع فإن حديث الملايين من الجنيهات أصبح عادياً وكأنهم يتحدثون عن ملاليم.. وصاحب مطعم سابق يقول إنه قد حصل علي مائتي مليون جنيه دفعة أولي من آخر نصب عليه في هذا المبلغ.. وباق له مائة مليون جنيه..!
والأرقام كبيرة ومذهلة وتصدر عن أشخاص عاديين جداً جداً من الذين ظهروا علي الساحة فقط.. ولا سؤال إلا السؤال.. من أين لهم كل هذه الملايين.. ومن أين حصلوا عليها.. وكيف..!! ولا توجد إجابة.. ولا أحد عنده تفسير.. ولا إحنا نعرف شيئاً..!

*

وأخيراً:
** مهما كانت نيتك صافية
لن تنجو من ظنون الناس السيئة.

*

** وعندما أرسل لك رسالة فهذا معناه
أنني أفتقدك. وعندما لا أرسل لك رسالة
فهذا معناه أنتظرك أن تفتقدني.

*

** والإنسان ليس ملزماً بأن يظهر لك
الضغط الذي يمر به من أجل أن تدعه وشأنه.

*

** وعش حياتك بعز وكرامة فأنت تعيش
بفضل الله وليس بفضل البشر.

*

** والسماء فيها من يجيب فلا تحزن ولا تخيب.