أبطال الجيش المصرى .. نماذج فريدة لا مثيل لها فى اى من جيوش العالم .. سجل انتصار اكتوبر بطولاتهم .. باحرف بارزة من النور .. أتوقف هذه المرة .. امام العميد ابراهيم الرفاعى قائد المجموعة ٣٩ قتال المنبثقة من المخابرات الحربية .. أطلقت عليه إسرائيل الشبح .. ومنحه الجيش المصرى لقب الاسطورة .. عرفت العميد ابراهيم الرفاعى فى مدرسة المخابرات الحربية .. حيث كان شبه مقيم بها .. هو ومجموعته .. كنت اشاهده فى الصباح الباكر يخرج فى طابور لياقة بدنية من حلمية الزيتون الى مطار القاهرة .. جريا ذهابا وعودة .. ثم يبدأ التدريب على ضرب النار بطبنجته الخاصة جدا .. من احدث ما وصلت اليه صناعة المسدسات فى العالم .. كنت فى ذلك الوقت اتلقى فرقة مخابرات بالمدرسة .. قبل التحاقى بالصحافة .. فى هذه الأيام من عام ١٩٧١ .. بدأت اتابع العميد ابراهيم الرفاعى .. حتى استشهاده فى حرب اكتوبر .. ومن العجيب ان يستشهد البطل فوق ارض الإسماعيلية بلدى .. وبالتحديد فى منطقة ابو عطوة .. كلفه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .. بالقيام بعملية عسكرية كبرى انتقاما لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة .. نتيجة قذيفة مباشرة من موقع النقطة الإسرائيلية الحصينة ( التمساح ) بالمنطقة نمرة ٦ امام مدينة الإسماعيلية بلدى .. حيث كان عبد المنعم رياض يتفقد قوات الجيش على الجبهة امام نقطة العدو .. اصطحب ابراهيم الرفاعى ٦٤ فردا من المجموعة ٣٩ .. وعبر القناة ليلا فى ٦ قوارب مطاطية .. واقتحم النقطة الإسرائيلية الحصينة .. وقتل جميع افراد النقطة بالكامل وعددهم ٤٤ فردا .. اطلق هؤلاء الأعداء الاستغاثة .. لكن قوة ابراهيم الرفاعى منعت وصول الاستغاثات بواسطة الشوشرة .. وقاموا بإنزال العلم الإسرائيلى ورفعوا العلم المصرى .. وعادوا جميعا سالمين لأرض الوطن الغالية مصر .. تم تكليف ابراهيم الرفاعى بالتسلل داخل سيناء وإحضار سلاح جديد قدمته امريكا لإسرائيل .. وبالفعل انطلق ابراهيم الرفاعى الى احدى النقاط الحصينة .. وخطف المدفع وقبل ان يغادر النقطة الحصينة .. التفت الى المجموعة التى معه .. قائلا انتظرونى .. فقد لمح ضابط إسرائيلي يقف فوق الموقع .. صعد الرفاعى ومعه ٣ افراد من مجموعته .. الى حيث يقف الضابط الإسرائيلى .. وبسرعة البرق .. حملوه على اكتافهم بعد ان كمموه وقيدوه .. وعادوا به والمدافع .. واذا بهذا الضابط برتبة ملازم أول وهو بطل إسرائيل فى المصارعة .. وهو اول أسير إسرائيلى تحصل عليه مصر فى ذلك الوقت منذ حرب ١٩٦٧ .. لم يفكر ابراهيم الرفاعى فى خطورة هذه المجازفة .. ومن السهل ان يصيبه اى اسرائيلى برصاصة .. لكنه حمل روحه على كفه من اجل وطنه .. ما هذه الروح .. وهذه الشجاعة .. ما هذه القدرات البدنية التى تفوق الوصف والخيال .. وكأننا فى فيلم سينمائي من إبداع مخرج موهوب إسمه ابراهيم الرفاعى .. قصص بطولات الرفاعى لا تنتهى .. فى أحد الأيام .. وقف على الجبهة الغربية للقناة فى مواجهة نقطة حصينة للعدو .. وأخذ يراقب مواعيد النوبتجيات ومواعيد حضور وانصراف الورديات .. واختار التوقيت المناسب .. ليتسلل الى سيناء .. ويضع عدة ألغام على احدى الطرق .. وجلس على الضفة الأخرى .. انتظارا لوصول اول سيارة عسكرية .. وفجأة وصلت سيارة لكنها عبرت دون اى إصابة .. كان خلفها سيارة أخرى .. انفجرت فيها الألغام .. لتتطاير جثث كل من فيها .. وكان من بينهم رئيس أركان البحرية الإسرائيلية ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلى اللذين لقيا مصرعهما فى الحال .. وفى عام ١٩٦٧ .. كلفه الفريق محمد احمد صادق مدير المخابرات الحربية فى ذلك الوقت .. بتدمير مخلفات الجيش الذى تركها فى سيناء من مخازن ذخيرة وخلافه بالاضافة إلى تدمير تنكات البترول فى ابو رديس ورأس محمد .. وفى احدى العمليات .. قام ابراهيم الرفاعى بنسف الميناء الإسرائيلى .. عن طريق تلغيم رصيف الميناء وهى العملية التى اطلق عليها كارنتينا .. وعندما حدث الانفجار .. شاهد ابراهيم الرفاعى .. ان نصف رصيف الميناء لم ينفجر .. أوقف المجموعة قبل العودة .. وعاد بنفسه الى الميناء حيث قام بتلغيم نصف الرصيف الآخر .. وانتظر مع رجاله حتى يشاهدوا السنة اللهب تتصاعد من رصيف الميناء بالكامل .. هذا البطل من مواليد ٢٧ يونيو ١٩٣٧ من قرية خلالة مركز بلقاس دقهلية .. وله اربعة اخوات .. ثلاثة منهم بالجيش والرابع نظرا لضعف بصره لم يلتحق بالكلية الحربية .. كان دائما الرفاعى الأول على دفعته والأول على فرقة الصاعقة .. وقف ابراهيم الرفاعى ومجموعته .. على مدخل الإسماعيلية الجنوبى .. ليمنع دخول قوات شارون الإسماعيلية .. وضعوا عدة كمائن على طريق قرية نفيشة .. وهنا اجبر شارون على تغيير اتجاه دخول الإسماعيلية من ناحية الضبعية وجبل مريم .. وتسلل الرفاعى وجنوده أشجار المانجو بهذه المنطقة ودمروا ٣ دبابات للعدو فى منطقة ابو عطوة على مشارف الإسماعيلية بقواذف مضادة للدبابات .. توقف شارون بدباباته التى بلغ عددها ٣٠٠ دبابة .. وقبل ان يعودوا الى الدفرسوار .. رصدها موقع ابراهيم الرفاعى .. وضربه باصابة مباشرة فى قلبه .. ليستشهد البطل يوم ١٩ اكتوبر ١٩٧٣ .. صاحب اعظم سجل للبطولات العسكرية فى التاريخ .. رحم الله الشهيد البطل ابراهيم الرفاعى .. فإنه اغلى من الذهب .