من الضروري توجيه التحية لمهرجان الاسكندرية السينمائي لاهتمامه بالفيلم الغنائي وحرصه على اختيار أفضل 100 فيلم غنائي مصري في دورته الجديدة في أكتوبر المقبل ، وقد ارتبط الفيلم الغنائى بصناعة السينما فى مصر بمجرد أن أصبحت ناطقة عام 1933 ، وكأن السينما المصرية نطقت من أجل أن تغنى ، ويستحق فيلم "انشودة الفؤاد" أن يحمل لقب الريادة لذلك النوع من الأفلام ، وهو من اخراج الايطالى ماريو فولبى وبطولة المطربة نادرة وجورج أبيض .
لكن البداية الحقيقية للأفلام الغنائية كانت بفيلم "الوردة البيضاء" اخراج محمد كريم وبطولة محمد عبد الوهاب وسميرة خلوصى ، وعرض فى ديسمبر عام 1933 وتم تصويره فى استوديوهات "توبيس" بباريس وكتب كلمات أغانيه الشاعر أحمد رامى وكلها ألحان وغناء محمد عبد الوهاب.
قدمت أم كلثوم أول أفلامها "وداد" عام 1936 اخراج فيرتز كرامب .. ثم أخرج أحمد بدرخان لأم كلثوم 5 أفلام هى : نشيد الأمل 1937 – دنانير 1940 – عايدة 1942 – فاطمة 1947 – بينما أخرج لها توجو مزراحى فيلم وحيدا هو "سلامة" عام 1945  
ظهرت المطربة ليلى مراد لأول مرة أمام عبد الوهاب فى فيلم "يحيا الحب" لتصبح بعد ذلك أعظم مطربة سينمائية على الشاشة المصرية خلال الفترة من 1938 وحتى اعتزالها عام 1955 وهى فى قمة نجاحها ، قدمت 26 فيلما حققت نجاحا هائلا وكانت تحمل الافلام اسمها مثل : ليلى بنت الريف – ليلى بنت مدارس – ليلى فى الظلام. 
ويأتى ظهور فريد الاطرش وشقيقته أسمهان ليحققا نقلة هائلة للفيلم الغنائى المصرى فى فيلمهما الوحيد الذى جمعهما "انتصار الشباب" 1941 ، والذى يؤرخ له بأنه أول فيلم استعراضى غنائى فى تاريخ السينما المصرية ، يتضمن الاوبريت الشهير " ليلة من الاندلس " أشعار أحمد رامى وأداء فريد الاطرش وأسمهان ، وكان صوت أسمهان قد ظهر لأول مرة فى فيلم "يوم سعيد" مع عبد الوهاب فى أغنية "محلاها عيشة الفلاح"  وأنطلق فريد الأطرش ليقدم 31 فيلما غنائيا حققت له نجومية كبيرة ، ونجاحا جماهيريا لم يهتز حتى بعد ظهور عبد الحليم حافظ عام 1955. 
ويستمر نجاح الفيلم الغنائى خلال الاربعينات ، وفى 3 سنوات متتالية يظهر 3 من نجوم الغناء السينمائى : محمد فوزى وصباح وشادية ، وأصبح لكل منهم أفلامه وعشاق أغانيه .. 
بعد ثورة يوليو 1952 استمر تيار الافلام الغنائية وقدم عبد الحليم حافظ أول أفلامه بعنوان "لحن الوفاء" اخراج ابراهيم عمارة ، وفى نفس العام قدم "أيام وليالى" اخراج بركات و"أيامنا الحلوة" اخراج حلمى حليم ، هذه الافلام الثلاثة وضعت عبد الحليم على قمة الغناء السينمائى فى مصر.
أما نجمة الستينات بلا منازع فهى سعاد حسنى ، وهى حالة فريدة قادرة على التمثيل والغناء والرقص الشرقى والاستعراضى ، وفي الستينات قدمت فرقة رضا للفنون الشعبية فيلمين من اجمل الافلام الغنائية الاستعراضية "أجازة نصف السنة" 1963 و"غرام في الكرنك " 1967 .
كما ظهرت وردة الجزائرية وقدمت 5 أفلام أولها "ألمظ وعبده الحامولى" عام 1962 اخراج حلمى رفلة ، وأشهرها "حكايتى مع الزمان" 1973 اخراج حسن الامام .. ويأتى فيلم "مولد يادنيا" 1975 اخراج حسين كمال وهو الفيلم الوحيد للمطربة عفاف راضى وقد حقق نجاحا جماهيريا كبيرا ولكن للأسف كان آخر فيلم غنائى فى تلك المرحلة.