هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ابيض واسود

الناقد الموهوب

كان زميلنا الناقد الراحل محمد صلاح الدين متعدد الاهتمامات ، رغم أنه بدأ كمحرر في القسم الفني بالجمهورية ولكنه اتجه الى الأدب وكتب القصة القصيرة ، وله أربع مجموعات قصصية ومجموعة قصصية للأطفال بعنوان "الأمير المسحور" ورواية وحيدة بعنوان "الجسد الواحد" ، بالاضافة الى كتابة النقد السينمائي سواء في عموده الاسبوعي الذي يحمل عنوان "ليل ونهار" أو من خلال دراساته في تاريخ السينما المصرية في سبعة كتب أهمها "كلاسيكيات رومانسية" الصادر عن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي و"دليل السينما المصرية" و"وحوش السينما الامريكية". 
كان محمد صلاح شخصية بسيطة مرحة رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بحياته ، ينظر الى السينما مثل المرايا التي تعكس الواقع وكما قال في أحد مقالاته : "السينما احدى صور الضمير الجمعي العام تعبر بصور واشكال فنية وجمالية مختلفة ، وانها تتأثر وتؤثر في جمهورها ومحبيها ومريديها بل انها تحل محل أبصارهم عن طريق عالم يطابق رغباتهم كما قال الناقد الفرنسي اندريه بازان" . 
كان الناقد الراحل يعشق السينما الجماهيرية التي تسعد الملايين ، لذلك جاءت كتاباته في معظمها تقديرا لهذا النوع مثل فيلم "الوردة البيضاء" عام 1933 ، وهو أول فيلم يحقق النجاح الجماهيري الساحق ويسافر للعرض في كل الاقطار العربية من العراق حتى المغرب ، ويدرك محمد صلاح باحساس الناقد أن الشخصية الفنية لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب هي التي جعلت الجماهير تذهب لمشاهدة "الوردة البيضاء" ، بدليل ان النجاح الثاني للسينما المصرية كان مع فيلم "وداد" للسيدة ام كلثوم عام 1935 وهي تتمتع ايضا بحب الجمهور ، وتخطو معها السينما المصرية خطوات الى الامام مهدت الطريق لاسمهان وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ .
 كما كان يهتم بالسينما التي يقدمها جيل الشباب وكان يعطي الاولوية دائما للترحيب بالتجارب الشابة ، مثل فيلم "ميكروفون" تأليف واخراج احمد عبد الله السيد ، وذلك قبل أن يحصل الفيلم على التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج التونسي ، كذلك رحب بفيلم "678" للمخرج محمد دياب لاختياره التصدي لظاهرة التحرش بشجاعة ، وكتب صلاح عن فيلم "بنتين من مصر" للمخرج محمد امين الذي يقول عنه : "المخرج الذي يسير باخلاص على درب سينما المؤلف ، والتي تحمل كافة افكار مبدعها من الكلمة للصورة للشريط النهائي الذي يعرض على الجمهور ، والحقيقة انهم قلة في مصر الذين يتبنون هذا الاتجاه مثل المخرج الكبير داود عبد السيد" 
وكان الناقد الراحل سمير فريد قد أشار في أحد مقالاته الى موهبة محمد صلاح ، بسبب قدرته على الكتابة عن جميع أنواع الافلام مهما كان المستوى الفني للفيلم ، فان صلاح كان قادرا على الاشارة الي نقاط ضعف الفيلم بنفس القدرة على الاشارة لنقاط القوة أيضا .. رحم الله ناقدنا الانسان محمد صلاح الدين .