شهد الأسبوع الماضى على مدار الساعة أحداثًا اقتصادية ساخنة ومتلاحقة جميعها تمس الشارع المصرى بشكل مباشر، وتهم حياة المواطن اليومية، بدأت هذه الأحداث بتوصيات المؤتمر الاقتصادى التى جاءت بحزمة من برامج الحماية الاجتماعية وحوافز ومزايا لتشجيع الاستثمار مرورًا بقرارات البنك المركزى للتعويم وتحرير سعر الصرف، حتى انتهت هذه الأحداث بالمؤتمر والملتقى الأول للصناعة الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى السبت الماضى بمركز المنارة للمؤتمرات والذى نظمه اتحاد الصناعات المصرية بمناسبة مرور ١٠٠ سنة على تأسيسه.
فى الحقيقة إذا تطرقنا لهذه الأحداث عن قرب نجد أنها بالفعل أحداثًا مؤثرة جدًا فى وقت قياسى لايتحملها أي اقتصاد فى العالم إلا إذا كان لديه مقومات حقيقية تمكنه من امتصاص الصدمات فى سهولة ويسر، هذا ماتم بالفعل حيث تمكن اقتصادنا من إحتواء كل القرارت والإجراءات التى تم اتخاذها على مدار الأسبوع الماضى، بعد أن فرضها علينا واقع الاقتصاد العالمى الذى يعانى من أزمات واضطربات عديدة خلفتها جائحة كورونا من قبل والحرب الروسية الاوكرانية التى مازالت تضرب بقوة كل أرجاء المعمورة، من هنا لابد أن نُدرك جيدًا أن مايدور حول الاقتصاد القومى هو خارج عن إرادتنا وليس لنا علاقة به من قريب أو بعيد فالأمر متعلق بسياسات السوق المفتوح والاقتصاد الحر الذى تشرف عليه منظمة التجارة العالمية، ونحن كأعضاء فى هذه المنظمة لابد أن نتاثر بالأحداث العالمية، هذا ما يجب أن يعلمه الجميع ويتأكد أنه لولا الإنجازات التى تمت خلال الثمانى سنوات الماضية لكنا فعلًا الآن فى مشكلة حقيقة لا يمكن علاجها على الإطلاق فبفضل الاصلاح الاقتصادى الذى تحقق فى السنوات الماضية تمكنا والحمد لله من علاج مشاكل كثيرة جدًا ولو استمرت إلى وقتنا هذا لداهمتنا دون رحمة أو شفقة.
استطاعت الاصلاحات عمل بنية تحتية قوية للاستثمار وإقامة لوجستيات متعددة وفرت امكانيات كبيرة لتشغيل خطوط الانتاج بمعدلات تنافسية تخاطب المعدلات العالمية، نجحت هذه الإصلاحات بلا فخر فى توفير خدمات بأسعار مناسبة خففت الأعباء المالية عن كاهل الانتاج، ساهمت أيضًا فى إقامة مشروعات قومية مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والصرف الصحى والصوامع وغيرها من المشروعات التى ساهمت فى زيادة القدرة التنافسية للصناعة الوطنية.
حقًا نحن أمام اقتصاد مرن قادر على إحتواء الأزمات وعلينا أن نثق فيه بقوة ولا نترك أنفسنا سلعة رائجة للمشككين الحاقدين الذين يسعون دائمًا لتشوية الصورة الجميلة وتحويل النجاحات إلى اخفاقات، لابد أن ندرك أن مصر مستهدفة من دول وافراد بعينها فهناك جماعات لا يشغلها إلا هدم مصر وانهيارها، لايشغلها إلا التشكيك فى اقتصادها وقيادتها وجيشها وشرطتها، هؤلاء يفضلون لنا التفكك والتشرذم والانقسامات والصراعات والاقتتال حتى ننهار من الداخل وبأيدينا.
لا بد أن نستيقظ جميعًا قبل فوات الأوان، علينا التصدى بكل ما نملك لهولاء الخونة، نعم لقد استوعبنا الدرس تمامًا لكن لا بد أن نعي جيدًا أن هناك من يتربص لنا ويحاول تغيير الحيل واستخدام الاساليب الملتوية لكى ينال من تماسكنا والتفافنا حول قيادتنا وجيشنا وشرطتنا، أعلم أن المصريين أكبر من كل هذه المحاولات، فهم شعب عظيم يقدس تراب الوطن ويستنشق هواء مصر، وتحيا مصر مليار مرة.