هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بالحسنى

  أنس بن مالك وعبقرية أم


لم تجد شيئا في بيتها تهديه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصل إلى المدينة مهاجرًا هو وصاحبه فابت  إلا أن تعبر عن فرحها بمجيء من آمنت به قبل أن تراه فما كان منها إلا أن أخذت طفلها الصغير صاحب العشر سنوات، وذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له :"يا رسول الله:  ..لم يبق رجل ولا أمراة من الأنصار إلا أتحفك بتحفة ،وإني لا أجد ما أتحفك به غير ابني هذا ..فخذه فليخدمك ما شئت.." .
  لم تدر الغميصاء كما كانوا يصفونها أو أم سليم كما كانوا يكنونها  أي عمل عظيم أقدمت عليه وأي خدمة جليلة وهبتها لابنها انس بن مالك ، وهي تقدمه إلى سيد الخلق خادمًا له ،لأنها لم تجد ما تقدمه ،ولم تدر أي نعمة وخير حل عليها لأنها لم تجد ما تهديه إلى رسول الله الذي آمنت به قبل أن يصل المدينة المنورة مهاجرًا فاهدته ابنها الذي دعا له بالبركة في العمر والمال والولد.
كان إخلاص أم سليم فيما أقدمت عليه سر ما نالها من أجر وسر ما نال ابنها أنس من خير ومكانة وثواب حتى أصبح ثالث ثلاثة من صحابة رسول الله رواية لحديثه صلوات الله وسلامه عليه  بعد أبي هريرة وعبد الله بن عمر .
  فور أن رآه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ابتسم له ومسح على رأسه بيده الشريفة وضمه إلى أهله وعامله معاملة الابن وهو ما رأوه انس نفسه الذي
تأدب وتعلم وخدم سيد الخلق وصاحبه عشر سنوات يخدمه ويروي عنه ويتلقى وصاياه  والتي منها "يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس في قلبك غش لأحد فافعل..يا بني أن ذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ..يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك" 
 عشر سنوات عاشها سيدنا أنس بن مالك في خدمة رسول صلى الله عليه وسلم امتلأ عقله وقلبه علما ونورا ليعيش بعده ثلاثة وثمانين عامًا ملأ فيها الأرض علمًا مما أخذ عن سيد الخلق فصار مرجعا للمسلمين يرجعون إليه فروي عنه بعد أن أقام في البصرة مائة محدث نقلوا للأمة سنة رسول الله القولية والفعلية والتقريرية حتى قال عنه سيدنا أبي هريرة :"ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ صلاةً برسولِ اللَّهِ مِن هذا الغلامِ يعني عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ حرَّرْنا في رُكوعِهِ عشرَ تسبيحاتٍ وفي سجودِهِ عشرَ تسبيحاتٍ"