هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فى حب مصر

13 أكتوبر .. انتصار مصرى عالمى جديد

 

من حقنا أن نفخر بوطننا .. وأنظار شعوب الأرض تتجه إلى شرم الشيخ 

الرئيس السيسى نجح بقوة وثبات طوال أكثر من عامين فى فرض الموقف المصرى الشريف تجاه القضية الفلسطينية فكانت هذه النتيجة المبهرة

جهود مضنية للدبلوماسية المصرية والأجهزة السيادية فى الدولة حتى وصلنا إلى هذا المشهد التاريخى أمام العالم كله

القاهرة تكمل المهمة بتخصيص 100 شاحنة لإعادة النازحين من غزة إلى منازلهم حتى ولو كانت حطاماً .. والإسراع فى الإعداد لمؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار

هل تنجح مصر فى تعجيل قرار الولايات المتحدة "إعلان الإخوان جماعة إرهابية"؟


كم من الصعوبة عانتها مصر وكم من الجهود بذلها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وكل الأجهزة السيادية فى الدولة حتى نصل إلى هذه المرحلة المهمة من تاريخ القضية الفلسطينية، وكم من ضغوط مورست على مصر حتى تحيد عن موقفها الشريف الذى أعلنته منذ اليوم الأول من حرب الإبادة الجماعية التى عاشها أهل غزة الفلسطينية إلا ان الموقف المصرى ظل ثابتا دون تغيير، ونجح السيد الرئيس السيسى بقوة وثبات طوال أكثر من عامين فى فرض الموقف المصرى الشريف تجاه القضية الفلسطينية فكانت هذه النتيجة المبهرة.

 

غداً يوم 13 أكتوبر تتجه أنظار كل شعوب الأرض تجاه مدينة السلام المصرية شرم الشيخ التى يجتمع فيها قادة مصر والولايات المتحدة وعدد كبير من قادة الدول الأوروبية والعربية لحضور مراسم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار فى غزة وانسحاب فوات الاحتلال وتبادل الرهائن والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإعادة نازحيه إلى منازلهم فى أسرع وقت.


إنه حدث فريد وانتصار مصرى عالمى جديد، يؤكد أن مصر بلد الأمن والأمان والسلام ترعى كل جهد يؤدى فى النهاية إلى تحقيق السلام وإعادة الاستقرار والهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط التى شهدت قلاقل وحروبا ونزاعات أكثر مما شهدت استقراراً.


سيضاف يوم 13 أكتوبر إلى أيام الانتصارات المصرية سواء العسكرية أو السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية والرياضية التى نحتفل بها فى هذا الشهر، شهر الانتصارات المصرية فى جميع المحافل، ومن حقنا كمصريين أن نفخر ببلدنا ووطننا وقيادتنا السياسية التى جذبت انتباه العالمين قادة وحكومات وشعوباً خلال الأعوام العشرة الماضية بالمواقف المصرية الرشيدة والحكيمة والعادلة والحرة، التى تتوافق مع القوانين والشرعية الدولية وحقوق الإنسان.


فمنذ السادس من أكتوبر 2025 واثناء احتفالاتنا بذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة فاز الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق فوزاً كاسحاً بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو بعدد أصوات 55 صوتاً من 57 صوتاً وهو نجاح عير عن ثقل مصر على الساحة العالمية ووزنها الثقافى والحضارى بين شعوب العالم ، ثم بعدها بساعات قليلة نجح منتخبنا الوطنى لكرة القدم فى التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 التى ستقام بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ومنذ يومين رفعت وكالة "ستاندرد أند بورز للتصنيف الائتماني" تصنيف مصر إلى "B" بعد أن كان "B-" ، مشيرة إلى الإصلاحات المستمرة التي أدت إلى انتعاش حاد في نمو الناتج المحلي الإجمالي، في حين أكدت وكالة "فيتش" تصنيفها الائتماني في ضوء إمكانيات النمو المرتفعة إلى حد ما في البلاد والدعم القوى من الشركاء.


من حقنا أن نفخر بأن مصر نجحت وبامتياز فى فرض إرادتها على كل دول العالم، واستطاعت مصر أن تكون سبباً فى تغيير مواقف دول كان من المستحيل تغيير قناعاتها ومواقفها من القضية الفلسطينية.


هل نتذكر الزيارة المهمة التى قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دول الدنمارك والنرويج وايرلندا ، تلك الزيارة التى تم خلالها وبعدها مباشرة اعلان النرويج والدنمارك الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ثم جاءت الزيارة التاريخية للسيد الرئيس إلى إسبانيا التى تم خلالها اعلان تؤقيع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ووقتها أعلنت أسبانيا أنها سوف تعترف خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة فى دورتها الثمانين بالدولة الفلسطينية، هذا بخلاف استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لقادة دول وحكومات العالم وفى كل مرة يؤكد على الموقف المصرى الداعى إلى ضرورة وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وضرورة إنفاذ المساعدات الانسانية وامسحاب قوات الاحتلال من غزة، وسرعة اعادة إعمار القطاع بعد عمليات التدمير التى طالته، ثم أعقبتها دول أوروبية ولاتينية وآسيوية وافريقية فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.


أضف لذلك الجهود المصرية الضخمة التى منعت تهجير الفلسطينيين من أرضهم ليس إلى سيناء فقط ولكن إلى اية دولة أخرى، فبمجرد الاعلان عن أن هناك دولة كذا ودولة كذا أعلنت عن رغبتها استضافة لاجئين فلسطينيين من ابناء قطاع غزة حتى تسارع مصر بالتواصل مع هذه الدول التى تعلن بعد التواصل مع الجانب المصرى رفضها استقبال أى فلسطينى وتاييدها للموقف المصرى بمنع تهجير الفلسطينيين.


ثم تأتى الجهود الحثيثة والمضنية للدبلوماسية المصرية والأجهزة السيادية فى الدولة التى أوصلتنا إلى هذا المشهد التاريخى أمام العالم كله، فالدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج قام بجولات مكوكية زار خلال اشهر قليلة عددا كبيرا من الدول ذات التأثير الكبير على الرأى العام العالمى وذات الثقل السياسى على الساحة الدولية، فكانت النتيجة التى ظهرت خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعلان عدد  كبير من الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو ما ظهر خلال الصور التى تناقلتها وسائل الاعلام العالمية والتى أظهرت فرحة كبيرة لرئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى الذى حضر الاجتماعات نيابة عن السيد الرئيس، وايضاً فرحة وزير خارجيتنا ، وعبرت هذه الصور فى حينها عن نجاح الموقف المصرى فى فرض نفسه على الساحة العالمية وبين دول العالم التى رأت فى الموقف المصرى عدلاً ورفضا للظلم وإصرارا على إحقاق الحق وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وهو ما أيدته شعوب العالم التى خرجت فى معظم عواصم العالم لتأييد القضية الفلسطينية والموقف المصرى منها.


إن وصولنا إلى هذه النتيجة المبهرة بإقامة مؤتمر عالمى للسلام فى أرض السلام احتفاء بنجاح الجهود المصرية فى الاساس ومعها جهود بقية الشركاء سواء أكانت الولايات المتحدة أو دولة قطر الشقيقة أو دول أخرى يؤكد أنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، خاصة أن العالم أجمع بدا يلفظ حكومة الاحتلال ويرفض ممارساتها وغطرستها ورفضها الامتثال للقوانين الدولية وحقوق الانسان، فكانت الوقفة العالمية التى قال عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن إسرائيل لن تستطيع مواجهة العالم كله، والولايات المتحدة لن تساعدها فى ذلك. ....ومنذ يومين استقبل السيد الرئيس بقصر الاتحادية كلا من ستيفن ويتكوف المبعوث الخاص الأمريكي للشرق الأوسط، وجاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكى موفدى الرئيس ترامب المشاركين في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بحضور السيد اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة هيرو مصطفى، سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة.


المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوى قال إن المبعوثين وجها الشكر للسيد الرئيس وللأجهزة المصرية المعنية على ما تم القيام به من جهود كبيرة في سبيل التوصل إلى الاتفاق، وأشارا إلى قوة واستراتيجية العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وأكدا أن الرئيس ترامب يقدر دور الرئيس السيسي في تسوية تلك الأزمة، وفي المنطقة بصفة عامة، كما يقدر الصداقة التي تجمعه بالرئيس السيسي، وأكدا على تقدير الولايات المتحدة الأمريكية للدور المحوري الذي قامت به مصر لإنهاء الحرب ولاستعادة الاستقرار في المنطقة.


هذه هى مصر ، وهذه هى نظرة الولايات المتحدة لها ولرئيسها وشعبها وأجهزتها الرسمية.


ساعات قليلة تفصلنا عن الحدث العالمى الأبرز والأهم فى مدينة شرم الشيخ التى تزينت لاستضافة هذا الحدث العالمى، وأعتقد أن مصر تركز كل جهودها الآن على عدة نقاط أساسية ياـى فى مقدمتها التأكيد على أن تضمن الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وعدم خرقه تحت أى ذريعة ، وأن تبدأ وبشكل عاجل الإعداد لإقامة مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة بأسرع ما يمكن لحماية أهل غزة من برد وأمطار الشتاء.


وأعلنت مصر عن توفير مائة شاحنة لنقل أهل غزة الذين نزحوا باتجاه الجنوب لإعادتهم إلى شمال قطاع غزة والبقاء فى منازلهم حتى ولو كانت حطاماً، لحين إعادة البناء والإعمار ، وتأتى فى الوقت نفسه الاتفاق على آلية وشكل حكم قطاع غزة بعد أن أعلنت حماس التخلى عنه.


وحتى اللحظات الأخيرة يجرى السيد الرئيس اتصالات ويتلقى اتصالات من قادة دول العالم للتشاور بشأن هذه القمة العالمية وهذا الحدث التاريخى الأهم فى هذا التوقيت، والذى ربما يفضى إلى تطبيق حل الدولتين وهو الحلم الذى طال انتظاره لعشرات السنين، فقد تلقى السيد الرئيس أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس نيكوس كريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص، وأكد السيد الرئيس خلال هذا الاتصال ـ كما ذكر السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ـ على ضرورة نشر قوات دولية في قطاع غزة، وعلى أهمية إعطاء شرعية دولية للاتفاق الذي تم التوصل إليه، وذلك من خلال مجلس الأمن، وأشار السيد الرئيس إلى اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار، وهو ما لقى ترحيباً من الرئيس القبرصى.


وبعيداً عن قمة شرم الشيخ التى تستحوذ على الاهتمام العالمى فإننا نتمنى أن تنجح مصر وتستغل الفرصة لتعجيل صدور قرار الولايات المتحدة باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية بعد أن تأكدت الإدارة الأمريكية من خطورة هذه الجماعة الإرهابية على الأمن والسلم العالميين، فإذا صدر مثل هذا القرار فإنه سيكون له اكبر الأثر فى تضييق الخناق على هؤلاء الخونة وتابعيهم ومنعهم من ممارسة أنشطتهم الإجرامية فى حق مصر والمصريين، فهم جماعة تسعى بشتى الطرق لشق الصف المصرى وهدم الدولة وبث الشائعات لتشويه أى إنجاز يحدث على أرض مصر وتشكيك المصريين فى كل ما يصدر عن الدولة، وهو مالم يحدث ولن يحدث بإذن الله، بسبب وعى المصريين بما يحاك ضدهم وضد الدولة المصرية.


وبالمثل فإن مصر تسعى لمحاسبة كل من تجاوز فى حقها رئيساً وحكومة وجيشاً وشرطة وشعباً من ابواق الجماعة الإرهابية الذين يتخذون من بعض الدول ملاذا آمناً لهم لمهاجمة الدولة المصرية ونشر أكاذيبهم التى يفضحها الواقع والمؤسسات الاقتصادية الدولية، عن طريق الاتفاق مع قادة الدول التى تؤوى هؤلاء الارهابيين ومناصريهم وداعميهم على تسليمهم للسلطات المصرية.
[email protected]