هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الإسراء والمعراج.. نقطة تحول في تاريخ البشرية

علماء الأمة يتحدثون عن الحدث العظيم :
رحلة الرسول الكريم.. أسست لعالمية الإسلام
تسرية ومنحة ربانية بعد عام الحزن والشدائد
الرحلة كنت بالروح والجسد معاً.. رغم أنف المشككين
من يتحدثون بلا علم خطر على الأمن القومي ولابد من محاسبتهم
المعجزة العظيمة تدعونا إلي جمع الكلمة ووحدة الصف

يحتفل المسلمون في شتي بقاع الأرض بذكري الإسراء والمعراج والتي تعد بالنسبة لهم مناسبة غير عادية كون الرحلة تحمل الكثير من المعجزات التي أخبرنا بها القرآن الكريم ورسول الله صلي الله عليه وسلم والتي مازال يستفيد المسلمون من نبعها ودروسها الفياضة رغم مرور أكثر من ألف وأربعمائة عام والتي ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه الحكيم.


حول هذه الذكري العطرة يقول الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن معجزة الإسراء والمعراج ثابتة راسخة خصها القرآن الكريم بسورة من سوره الكريمة وهي سورة الإسراء، وآية من سورة النجم وعدد من الأحاديث النبوية الصحيحة.

وأضاف أن معجزة الإسراء والمعراج كانت تخفيفا عن رسول الله، وقد استقرت في يقين الأمة، وهي آية من آيات الله الكبري، ومعجزة لها في قلوبنا الكثير.. مشددا على ضرورة عدم التحدث في أي أمور دون اختصاص..مشيرًا إلي أن من يتحدثون بلا علم فهم خطر علي الأمن القومي ولابد من محاسبتهم.

قطعية الدلالة

أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه من المقرر شرعًا أن النص الشرعي ويعني به القرآن الكريم الآيات المحكمات والسنة النبوية وأعلاها المتواتر، هذه كلها قطعية الورود وقطعية الدلالة فيجب على المسلم أن يؤمن ويصدق بها وما تدل عليه من أحكام.. ومعجزة الإسراء والمعراج يجب الإيمان والتصديق بها لأن المعجزة في تعريف العلماء أمر خارق للعادة يظهره الله تعالي على يد رسول تصديقًا له في دعواه.

والإسراء هو انتقال النبي محمد من مكة وهي المعنية بالمسجد الحرام.. لأنه كان نائمًا في بيت أم هانئ رضي الله عنها إلي القدس وهي المعنية بالمسجد الأقصي وهذا ثابت بمحكم القرآن الكريم، قال الله تعالي: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

والمعراج صعوده صلي الله عليه وسلم من القدس بفلسطين المحتلة إلي سدرة المنتهي وهي في السماء السابعة وذلك ثابت بالقرآن الكريم في سورة النجم قال الله تعالي: "ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي".

وجه الدلالة من الآيات أن سدرة المنتهي في السماء السابعة والرائي هو سيدنا رسول الله سواء كان المرئي الله عز وجل أو جبريل عليه السلام ومما يعنينا أن الرؤية كانت في السماء فدلت على ثبوت المعراج بالقرآن الكريم، وجاءت أخبار وأحاديث وآثار من طرق يُقوّي بعضها بعضًا في المعراج وتلقت الأمة المسلمة في كل زمان ومكان هذا بالقبول فصار إجماعًا.

عالمية الإسلام

يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الرسول صلي الله عليه وسلم رأي في هذه المناسبة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتحققت المعجزة الإلهية التي أثبتت مكانته العظيمة عند ربه عندما قام بإمامة جميع الرسل وهو ما يعد إعلانا لعالمية الإسلام وأن النبي محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل.

دعا د. هاشم الأئمة والخطباء بتذكير المسلمين بهذه المناسبة حتي تظل محفورة في قلوبهم وعقول الأجيال القادمة كما أنه على وسائل الإعلام بأنواعها المسموعة والمقروءة والمرئية أن تسلط الضوء على حق المسلمين في المسجد الأقصي وأنه أمانة في عنق كل مسلم وفضح ما يفعله اليهود من طمس للمعالم الإسلامية في القدس الشريف.

أضاف أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت رابطًا بين مرحلتين مهمتين في عمر الدعوة الإسلامية.. إعلاءً لكلمة الحق، وضيافة إلهية لنبينا العظيم، كما جاءت تلك المعجزة حديثًا قرآنيا واضحًا صريحًا يفند كل الأحاديث التي أثارها البعض بغرض التشكيك فيها، فقد كان وراء هذه المعجزة العظيمة حِكَمًا عالية.. مصداقًا لقوله تعالي: "لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا"، فكانت أجلَّ ما يُري الحبيبُ حبيبَه مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. مشيرًا إلي أن الوحيد الذي رأي ثواب الطائعين وعقاب العاصين وسدرة المنتهي وغيرها من الأمور الغيبية هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. لأنه خاتم المرسلين، ولكي يكون حديثه عنها حديث من رأي ومن سمع، وحتي لا تتطرق إليها تلك الأوهام، ولتكن اختبارًا لأتباعه، يظهر به الصّادقون المخلصون، وكذلك المنافقون المُكذّبون.. مصداقًا لقوله تعالي: "وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ" أي اختبار لهم.

پمؤكدًا أن تلك المعجزة العظيمة تدعونا إلي جمع كلمتنا ووحدة صفنا، وأن يكون المسلمون على قلب رجل واحد.. متدبرين عطاءها وما تمليه من عبر ودروس كثيرة.

منحة ربانية

تقول الدكتورة آمال عبد الغني أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنيا، إن معجزة الإسراء والمعراج آيتان عظيمتان من دلائل النبوة كانتا تسرية ومنحة ربانيةپبعد عام الحزن، والشدائد التي تعرض لها رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما ذهب يدعو إلي الطائف فضاقت الأرض وتفتحت أبواب السماء فمهما اختلفت الروايات والتواريخ والنصوص في السيرة إلا أنها ثابتة ثبوتا يقينا متواترا وإن أنكر ذلك المنكرون الجاحدون.. فالإسراء هو السير ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي فلكل منكر نتساءل هل تنكر سرعة الطائرات التي هي من صنع البشر فكيف برب البشر سبحانه، ونتساءل هل تنكر سرعة الصوت والضوء فكيف بخالقهما عز وجل، وهل تنكر اختراق الإنسان البشري للحواجز الأرضية فكيف بخالق الكون ومنظمه إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ؟.. كيف تنكر المعراج إلي السماء السابعة بتسخير دابة البراق لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأنت أيها الإنسان الضعيف اخترعت هاتفا خلويا يطوي لك الأرض طيا.. وقد روي مسلمپعنپأنس بن مالكپرضي الله عنه. أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ. وَهُوَ دَابَّةى أَبْيَضُ طَوِيلى فَوْقَ الْحِمَارِ. وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَي طَرْفِهِ". قَالَ: "فَرَكِبْتُهُ حَتَّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ" ولذا ذهب العلماء إلي أن من أنكر الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي خرج من الإيمان لأنه ثبت بدليل قطعي. وأما منكر المعراج مبتدع فاسق.
ومن الوقفات مع رحلة الإيمان والآمال أنها كانت بالروح والجسد والاختيار والإمامة فالإسراء والمعراج كانت روحا وجسدا ارتقاء للروح وتشريف لعبودية الجسد وعاء الروح وحينما كانت الإمامة بالإنبياء اصطفاء لرسول الله صلي الله عليه وسلم بالبدن والروح حسيا ومعنويا واصطفاء لرسالته وللدين الخاتم ولأمة رسول الله.. والاصطفاء بين الرؤية والتشريف ومقابلة الأنبياء بالسماء.. واصطفاء رب العزة لرسوله صلي الله عليه وسلم بالعبودية وبرؤية جبريل عليه السلام قال تعالي: "ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي"پثم التشريف والتعظيم والحب لرسول الله بالاستفتاح لكل سماء يرتقيها إعلاما وتشريفا وحبا لتفتح له أبواب السماء فيقول الملك إن هذا الباب لم يفتح لأحد من قبل وأنت أول من يدخل منه مما يدلل على علو شأنه صلي الله عليه وسلم وتتعاظم درجة الترقي بمقابلة الأنبياء حتي يصل إلي مقام لم يصل إليه إنس ولا جان ولا ملك مقرب ويبرز ذلك فيما ثبت من قول جبريل لرسول الله "تقدم يا محمد فإن تقدمت احترقت" ثم تفرض الصلاة في السماء السابعة فتكون معراج المؤمن إلي السماء فتكون خمس في العمل وخمسون في الأجر فيكون التجلي من رب العباد كما يليق بالحضرة الإلهية النور الرباني وسدرة المنتهي.

والوقفة الأخيرة العبرة والعظة بدلا من الخلاف والاختلاف.. فخذ العبرة والعظة من الإسراء والمعراج والأخذ بالأسباب مع اليقين في رحمة الله.. اجتهد في دقائق حياتك أيها الإنسان كلما اشتد الأمر فإن رسول الله هو الأسوة الحسنة واعلم أن بعد العسر يسرا وأن الأمل في قمة الألم وأن الله غالب علي أمره.. خذ العظة بأن الصلاة معراجك إلي رب العباد فأحسن إقامتها وخذ العبرة في التدرب على الصبر والمرابطة على طاعة الله.

استلهام العبر

أكد الدكتور دياب فتحي دياب من علماء الأزهر الشريف وخبير التنمية البشرية، أننا في أمس الحاجة إلي استلهام العبر من رحلة الإسراء والمعراج وإسقاطها على واقعنا، وأن نخرج من السرد القصصي إلي فلسفة القصص، فهناك سيرة وفقه السيرة، وهناك فقه وفقه الفقه، وهناك فهم وفهم الفهم.

قال إن رحلة الإسراء والمعراج معجزة إلهية لا يمكن للعقل البشري أن يعرف كيفيتها، لذا كان أصحاب النبي يصدقون الخبر وقد يكذبون النظر، فنظر البشر يزيغ وخبر الصادق الأمين أصدق من البصر، حتي قال قائلهم: "والله لقد رأيت الجنة بعيني رأسي"  قيل كيف؟  قال رأيتها بعيني رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عينا رسول الله لا تزيغ وعيناي تزيغ "لذا تري صديق الأمة الأكبر أبا بكر - رضي الله عنه - يعبر عن هذا المعني حينما حدثه بعض المشركين بما أخبر به نبينا من أمر الإسراء" رجاء أن يستعظمه أبو بكر فلا يصدقه فقال أبو بكر: "إن كان قال ذلك فقد صدق إني لأصدقه في أبعد من هذا"، فأطلق عليه من يومها لقب "الصديق" وهذا درس في الإيمان والتصديق والثبات على المبدأ، وهو أيضا درس في الصداقة الحقيقية المبنية على المبادئ والمواقف.

هذه الرحلة المباركة وثقت الرباط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي، فلماذا لم يعرج برسول الله مباشرة من المسجد الحرام إلي السموات العلا، بل كان المرور بهذه المحطة القدسية؟ كان ذلك للربط بين المسجدين.. إشعارا بأن التهديد للمسجد الأقصي وأهله إنما هو تهديد للمسجد الحرام وأهله، وأن النيل من المسجد الأقصي إنما هو توطئة للنيل من المسجد الحرام، ولبيان واجب أمتنا المسلمة ومسئوليتها تجاه مسري نبيها، فلم تكن معجزة الإسراء والمعراج مجرد تشريف وتطييب لقلب النبي - صلي الله عليه وسلم - فحسب، إنما دلت هذه الرحلة العظيمة كذلك علي أنه نبي القبلتين ووارث الأنبياء قبله وإمام الأجيال بعده, فقد التقت في شخصه الكريم وفي إسرائه مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصي، وصلي بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذاناً بعموم رسالته وخلود إمامته، وإنسانية تعاليمه وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان، فهنا ربط للأمة المحمدية بكل أصولها وأسلافها من الأنبياء والصديقين.. ليصل بها إلي أنها أمة الإمامة والقيادة..أمة الواجب والمسئولية "كنتم خير أمة أخرجت للناس".

إن اصطفاف الأنبياء خلف نبينا - صلي الله عليه وسلم - يعلمنا قيمة الاصطفاف حول الأهداف المشتركة والاتحاد والتخلي عن "الأنا" البغيضة التي فرقت بلداننا، وزرعت الأحقاد بين شعوبنا، فهل نتعلم الدرس ونتخذ من إمامة نبينا للأنبياء نبراس هداية، ومنهج رشد، ومسلك نجاة ؟.

لقد تحمل النبي - صلي الله عليه وسلم - وأصحابه الكثير من أذي قومه بصبر جميل وعزم طويل، استمر سنوات والرسول يحتشد وأصحابه لعظائم الأمور، ويستحثهم على مواجهة ظلم المتكبرين بمزيد من الصبر الجميل، ثم جاءه الفرج من السماء فقد استضافة ربه في الملأ الأعلي.. تشريفاً وتكليفاً له بأعباء هذه الدعوة وكأن الله يقول لنبيه: إذا كان أهل الأرض قد رفضوا دعوتك ووقفوا في طريقها فإن السماء وما فيها في شوق لرؤيتك، والترحيب بك، ليعلم علم اليقين أن الله عز وجل يكلؤه بعنايته فهنا درس في الفرج بعد الشدة، وفي صناعة الأمل يستفيد المسلم منه أنه مهما أصابه من ضر ومهما وقع به من بلاء ومهما اشتدت به المحن فإن الفرج آت بإذن الله تعالي.

الطريق الصحيح

دكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، تري أنه عندما تأتي أيام شهر رجب وما فيها من ضوء الإسراء والمعراج ينير للإنسان المسلم الكثير من الاتجاهات وشحذ العزيمة وتعطيه الأمل بأنه مهما طال الإنسان من حالة التردي أو الضعف لابد أن ينظر إلي الأمام.. بمعني أننا نعيد حساب النفس ونرتب قواعد الضعف ثم الصدق مع النفس ومع الله بالاتجاه إليه سبحانه في مثل هذه المواقف لكي تخرج الأمة من أزمتها ولعلنا في تقليب ذكري الإسراء والمعراج أن تكون حافزا لنا في الاتجاه إلي الطريق الصحيح سواء في أداء العمل أو في حسن الدعاء إلي الله بنية خالصة لوجهه الكريم.

أكدت د. آمنة أنه في ليلة الإسراء كان فيها من المعجزات الكثير بدءا من مكة إلي بيت المقدس ولعل عند ذكرنا لبيت المقدس أن نبحث عن الطريق الصحيح لاستعادة ثالث الحرمين وأولي القبلتين ومسراه صلي الله عليه وسلم لأن تحرير الأقصي مسئولية المسلمين جميعا وليس الفلسطينيون وحدهم.. وهذا أول درس لابد لنا أن نقف أمامه كثيرا.

قالت إن إسراءه صلي الله عليه وسلم في السماوات العلا وما شاهده إلي أن انتهي بوصوله إلي سدرة المنتهي يعد أفضل تكريم للرسول.. ولعل أمتنا تدرك في تكريم نبيها كيف ترقي وتسمو بفكرها وبتوحدها فالاحتفال بهذه المناسبات الهدف منه أن نقتدي بها ونستفيد منها.

تعويض للرسول

يري الدكتور حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر، أن رحلة الإسراء والمعراج أنعم الله بها على نبيه محمد صلي الله عليه وسلم كي يعوضه عما لاقاه من اضطهاد من قبل أهل الطائف ليعلمنا جل شأنه أنه حتما سيأتي الفرج مهما اشتدت المحن طالما نيتنا خالصة له وحده ومتوكلين عليه حق التوكل.. مضيفا أن الغرض الحقيقي من أعظم آية في الإسراء والمعراج ليس المسري برسول الله من المسجد الحرام إلي الأقصي للفسحة والنزهة وليس المعراج للترفيه وإنما كان القصد من هذه الرحلة الأرضية السماوية هو تثبيت قلب رسول الله نتيجة ما لاقاه من أهل الطائف ولذلك أراد الله أن يثبت قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم "لنثبت فؤادك" وهي إشارة وعلامة من الله سبحانه وتعالي لتلك الأمة أنها إذا نزلت بها المحن وضاقت عليها السبل واشتد عليها الكرب فيجب أن تسري وتعرج بنفوسها إلي الخالق الأعظم وفيها إشارة ودلالة من الله سبحانه وتعالي لشباب الأمة أنهم يجب عليهم ألا يصبهم الكدر والضيق واليأس فإن مع العسر يسرا.. ويجب عليهم أن يتحركوا ونيتهم متعلقة بالله سبحانه وتعالي مصداقا للحديث القدسي "عبدي حرك يديك ينزل إليك رزقي" وكما قال سيدنا عمر وهو يرشد الأمة إلي عدم اليأس والقنوط ويجب عليهم العمل إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وإنما الذهب والفضة يأتي بالعمل والتوكل علي الله "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ترضوا خماصا وتعوودوا بطانة.. فالنبي صلي الله عليه وسلم في تلك الليلة خرج من مكة وهو في حالة ضيق وعاد إليها بعد أن رأي من آياته الكبري مسرورا سعيدا ثابتا على الحق داعيا إلي الله بجد ونشاط ولذلك قال الله سبحانه وتعالي القصد من هذه الرحلة "لنريه من آياتنا" والآيات هي التي تثبت قلب الإنسان وتشد من عزيمته وتوثق الصلة بيته وبين الخالق الأعظم "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق