هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الخبراء يحددون 3 حلول: لفوضي.. ميدان رمسيس!!

ميدان رمسيس من الأشهر والأهم بوسط البلد والذي أطلق عليه مسميات عديدة منها قرية "أم دينين" و"ميدان باب الحديد" و"ميدان النهضة" خلال حقب تاريخية مختلفة. والذي يتميز بقيمة تراثية رائعة حيث كان يضم تمثال رمسيس وتمثال نهضة مصر فضلا عن مسجد الفتح الموجود حاليا والذي يضفي هيبة وطابعا أثريا علي المكان بقبابه الجميلة ومأذنته الشامخة.


كما يمثل الميدان شريانا رئيسيا يربط عدداً هائلاً من المناطق الحيوية. علي رأسها مصر الجديدة وشبرا وأحياء القاهرة الجنوبية وتصب فيه عدة شوارع رئيسية منها شارع رمسيس الذي يُعدّ أطول شوارع العاصمة فضلا عن شوارع غمرة والفجالة، والجمهورية، والسبتية، والجلاء، وشبرا، بالإضافة الي وجود بعض المباني التراثية، والتي تعود للقاهرة الخديوية، وعلي رأسها محطة مصر التي تمثل محطة القطارات المركزية إلي جميع مناطق جمهورية مصر العربية.

الي جانب اشتمال الميدان علي عدد من الهيئات الحكومية الأخري وكذلك محطة مترو الشهداء ما يجعل ميدان رمسيس نقطة استراتيجية وقبلة لعدد هائل من المواطنين يوميا.

وبالرغم من القيمة التاريخية والاستراتيجية للميدان كونه أحد أهم ميادين القاهرة وأكثرها حيوية إلا أنه يفتقر للتخطيط والتنظيم الجيد. حيث يعاني من الفوضي وشدة الازدحام وانتشار الباعة الجائلين والمواقف العشوائية. مما يجعل المرور به أشبه بكابوس خاصة في أوقات الذروة نتيجة للجلطات المرورية التي تسيطر علي المنطقة والضوضاء الناجمة عن الكلاكسات وعوادم السيارات والأتربة التي تتطاير مشكلة شبورة رمادية تلوث المكان وتؤزم المارة. ووسط كل هذه الملوثات السمعية والبصرية ومسببات الحساسية. قد تستغرق مدة المرور بالسيارة من المكان ما لا يقل عن نصف ساعة مسببة العطلة والضغط النفسي والعصبي للمواطنين.

"الجمهورية أون لاين" تواصلت مع خبراء المرور والتخطيط العمراني والتنسيق الحضاري للوصول الي روشتة تحد من التفاقم المستمر لأزمة الازدحام والعشوائية بميدان رمسيس.

أوضح د.سمير غريب "رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري الأسبق" أن السبب الرئيسي في تفاقم مشكلة الاختناق المروري بميدان رمسيس هو الانفجار السكاني المطرد حيث يزيد عدد سكان مصر ما يقرب من ميلوني نسمة سنويا مما يؤدي لزيادة عدد ملاك السيارات. وبالنظر إلي حيوية الميدان واهميته وكونه يمثل نقطة الربط بين العديد من المناطق والشوارع المهمة وبالنظر أيضا إلي عدم تطوير الميدان وعدم تزويد عدد مداخله ومخارجه سواء الأرضية أو تحت الأرضية أو العلوية مثل كوبري أكتوبر فضلا عن وجود السكة الحديد وعدد كبير من المواقف العشوائية بالميدان نجد أن الميدان يحتاج الي إعادة تخطيط عمراني لإنقاذه.

أضاف أن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري كان قد نظم مسابقة دولية شهيرة منذ أكثر من عشر سنوات في عهد حكومة أحمد نظيف تحت مسمي "إعادة تخطيط وتنسيق حضاري لميدان رمسيس والمنطقة المحيطة به" لوضع أفضل خطة أو افضل مشروع في هذا الصدد وتم تكريم 3 فائزين دوليين بالجوائز وكان الفائز الأول هو مكتب مصري بالتعاون مع مكتب فرنسي. ثم تم عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الأسبق احمد نظيف عام 2010. وبحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس هيئة التخطيط العمراني حينها. وكذلك بحضور محافظ القاهرة وقتها للبدء في تنفيذ المشروع الفائز بالمسابقة. وهذا الاجتماع يوجد محضر له في رئاسة الوزراء. لكن بعدها مباشرة للأسف الشديد قامت أحداث يناير 2011 وسادت الفوضي في البلاد مما عرقل تنفيذ المشروع.

أكد د. مصطفي صبري ـ أستاذ تخطيط النقل وهندسة المرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس ـ ضرورة أن يتم إعادة تخطيط ميدان رمسيس بشكل هندسي جيد لكبح جماح شبح الفوضي والعشوائية الذي يسيطر علي المنطقة الي أن الدولة والهيئة الهندسية بدأت تتجه نحو تخطيط وتطوير الميدان. مؤكدا ضرورة تكاتف وتضافر جهود جميع الجهات المعنية لوضع وتنفيذ دراسات وخطط فعالة في هذا الصدد ومنها هيئة التخطيط العمراني والجهاز القومي للتنسيق الحضاري. مقترحا أن يتم تغيير موقف القطارات بحيث تقف القطارات القادمة من وجه قبلي في بشتيل. أما القطارات القادمة من وجه بحري فتقف في قليوب. مشيرا أيضا الي ضرورة الاهتمام بإعادة تنظيم كوبري أكتوبر لما يمثله من أهمية بميدان رمسيس.

تري د.شفق العوضي الوكيل ـ أستاذ التخطيط العمراني بكلية الهندسة جامعة عين شمس ـ أن ميدان رمسيس يمثل عقدة في وسط البلد خاصة في أوقات لذروة. حيث يحتوي علي عدد من المناطق التجارية والأنشطة فضلا عن محطة مصر مما يجعل اعداد هائلة من المواطنين تنهال عليه يوميا. وبالتالي فإن الاهتمام بتنظيم الميدان وتحقيق السيولة المرورية به ضرورة ملحة. مشيرة الي أن من اهم الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا الصدد هي الاهتمام بتطوير وتحسين وتزويد وسائل النقل الجماعي. لأن مرور السيارات الخاصة بأعدادها الكبيرة وبما تحمله من عدد محدود من الافراد يتسبب في عرقلة المرور. وكذلك يجب حل مشكلة انتشار المواقف العشوائية بالميدان من خلال نقلها وتوزيعها علي مناطق أخري وجعلها أكثر تنظيما.

أشارت إلي أن ضرورة وضع حلول إقليمية للميدان من خلال تنظيم المناطق المحيطة به أيضا وإعادة تخطيط المرور وتحويل مسارات التوجه للمناطق المرتبطة برمسيس لتقليل وتخفيف المرور العابر بحيث لا يضطر المواطنون للمرور بالميدان للوصول الي مناطق أخري. كما يجب أيضا حسن استغلال الممرات تحت الأرضية بالميدان لعبور المشاة. وينبغي أيضا القضاء علي مشكلة انتشار الباعة الجائلين والاهتمام بإزالة الاشغالات والمخالفات وغيرها من أسباب تفاقم المشكلة.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق