مع انتشار الموجة الرابعة لفيروس كورونا والتزايد المستمر في أعداد المصابين في ظل تراخي البعض وعدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية.
من جانب ومع قدوم فصلي الخريف والشتاء اللذان يمثلان جواً خصباً لنمو وانتشار الفيروسات وزيادة حدتها. اصبح من الضروري الاجابة عن عدة تساؤلات، عن موعد انتهاء هذه الموجة وكيفية تقصير وكبح جماحها وهل هناك موجات اخري ستتبعها؟ "الجمهورية أون لاين" تواصلت مع كبار الأطباء والمتخصصين للرد علي كل الاستفسارات.
حذر د.عصام عزام "استشار الأمراض الصدرية ومستشار منظمة الصحة العالمية سابقاً" من استمرار التراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية خاصة مع قدوم فصلي الخريف والشتاء اللذان يمثلان فرصة ذهبية للفيروسات كي تنتشر وتتفاقم نتيجة شدة وسرعة انتشار الهواء المحمل بالأتربة والفيروسات من جانب وتغير حرارة الجو وتقلبها من جانب آخر. وبالتالي فإذا لم ينتبه المواطنون مجدداً لضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة فسوف يستمر الفيروس في الكشر عن أنيابه.
وبالنسبة لموعد انتهاء الموجة الرابعة. أكد "عزام" أنه غير مقتنع بتقسيم انتشار الفيروسات إلي موجات لأن الفيروس اصبح سريع الانتشار والتحور واصبح متعايشاً مع الانسان ومن المتوقع أن يستمر لفترة قد تصل إلي 6 سنوات وبالتالي ليس من المنطقي تقسيمه لموجات.
مطلوب تقوية المناعة البدنية و النفسية.. والالتزام بالإجراءات الاحترازية
أكد ضرورة الاهتمام بكل التدابير الوقائية لتخفيف حدة انتشار الفيروس وذلك بتقوية المناعة البدنية والنفسية من خلال الحفاظ علي النظافة الشخصية. وارتداء الكمامة وتطهير الأيدي وعدم الاختلاط بالغير والمحافظة علي مسافات التباعد الاجتماعي وعدم اقامة التجمعات والاحتفالات والعزاءات وبالاضافة إلي ضرورة النوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً والابتعاد عن التوتر واتباع نظام غذائي صحيح ومتوازن وممارسة الأنشطة الرياضية غير العنيفة وعلي رأسها المشي بصفة يومية ومنتظمة واتخاذ الاجراءات اللازمة. مضيفاً أن التقرب إلي الله بالطاعات والاطمئنان والتوكل علي الله وعدم التواكل يساعد ايضا علي تقوية المناعة النفسية والبدنية.
وجه "د.عزام" نصيحته. للمواطنين بأخذ لقاح كورونا وعدم التخوف من مضاعفات تناوله لأنها نسبة الاصابة بها ضئيلة جدا وتكاد تكون معدومة. وكذلك فإن تلقي اللقاح ضروري للحماية من مخاطر ومضاعفات الاصابة بالفيروس والتي قد تتمثل في التهاب وتورم المخ والاصابة بضبابية وجلطات في الدماغ وقد تصل إلي الوفاة.
اشار إلي ضرورة تجديد وتكثيف الحملات الإعلامية. وكذلك تنظيم ندوات توعوية بالنوادي ومراكز الشباب والوزارات والهيئات المختلفة لتنشيط واعادة تشجيع المواطنين علي العودة للالتزام بالاجراءات الاحترازية.
أكد د.محمد صدقي "استاذ ورئيس قسم أمراض الصدر بكلية الطب جامعة الأزهر" أنه يصعب التنبؤ بموعد انتهاء الموجة الرابعة لفيروس كورونا خاصة وأن هذه الموجة بدأت فقط منذ أقل من شهر. مؤكداً أنه يمكن تخفيف وطأتها من خلال الالتزام الكامل بالاجراءات الوقائية والاهتمام بتقوية المناعة النفسية والبدنية. مشيراً إلي أنه يتوقع أن تتلو هذه الموجة موجات اخري. لكن مع الوقت يصبح الفيروس أقل قوة وأكثر انتشاراً. حتي إنه بعد بضعة سنوات قد يكون شبيهاً بالأنفلونزا.
حذر "صدقي" من انتشار فيروس كورونا بين الاطفال خلال الموجة الرابعة. مشيراً إلي أنه حتي وإن ظهر لدي الطفل بأعراض خفيفة قد تشابه أعراض البرد أو التهاب اللوز فقد ينتقل إلي الكبار بأعراض أشد وأخطر تزيد عن الالتهاب الرئوي. وبالتالي فلابد من عدم التهاون.
أوضح د.مجدي بدران "عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة" أن متحور دلتا لفيروس كورونا الخاص بالموجة الرابعة شديد العدوي. حيث إن المصاب بهذا الفيروس ينقله إلي ثمانية أفراد آخرين. وهذا خطير جداً.
حذر "بدران" من تصاعد حالات الكورونا في الموجة الرابعة في مصر. مشيراً إلي أن الكورونا ضرب إيران وامريكا واسبانيا بالموجة الخامسة للعدوي.مما يعني أن موجات الكورونا ستستمر طالما هناك تقاعس في التدابير الوقائية.
أوضح أن هناك اعتقاداً خاطئاً شائعاً بأن التطعيم ضد الكورونا يحمي من الاصابة به أو العدوي. وهذا غير صحيح فالتطعيم يحمي من مضاعفات العدوي. ويمنع تحول العدوي إلي مرض كوفيد - 19 الشديد والحرج ويحمي من الوفاة بسبب الكورونا. ولهذا فإنه فلابد من الالتزام بالتدابير الوقائية اللازمة للوقاية من الكورونا. جنباً إلي جنب مع تلقي التطعيمات.
أضاف أنه لا يمكن تحديد توقيت انتهاء الموجة الرابعة أن ذروتها بالضبط. لأن ذلك يتوقف علي سلوكيات المواطنين. وبالتالي فمن الضروري أن يسارع المواطنون باغتنام فرصة توفير الدولة المصرية للقاحات كورونا ويتلقونها. مؤكداً أنه إذا ارتفعت اعداد المطعمين ضد الكورونا بمصر إلي 40% ستنحسر الموجة الرابعة للفيروس. بحلول العام الجديد. وإذا تم الالتزام بالاجراءات الوقائية إلي جانب ذلك فمن الممكن ألا تأتي موجة خامسة. وبذلك فإن الحل في يد المواطن. أما لو استمر السيناريو الحالي للكورونا في الموجة الرابعة في مصر من إهمال وعدم التزام بالاحتياطات والتطعيمات فسوف يواصل الفيروس تفشيه.
اترك تعليق