بعد حادث قطار حلوان والذي وقع منذ شهرين تقريباً قررت الدولة تطوير منطقة كفر العلو بحلوان التي وقع بها الحادث، خاصة أن الأهالي ظلوا يعتدون علي حرم السكة الحديد حتي وصل الأمر أن شريط القطار بات لا يبتعد أكثر من نصف متر عن المنازل في بعض المناطق.
" الجمهورية أون لاين" تجولت بالمنطقة فإذا بمشهد مأساوي يخيم علي المنطقة المأهولة بالسكان فالبيوت زحفت لتقترب بشدة حتي كاد بعضها يتلاصق بقضبان السكة الحديد وضاق شارع السكة الحديد حتي إن بعض مناطقه أصبحت تتسع بالكاد لمرور القطار» ومع ذلك انتشرت التكاتك والتروسيكلات والسيارات علي السكة الحديد فضلا عن الاطفال والكبار في شكل عشوائي ينذر بتكرار كوارث أبشع، وإذا بالذعر يسيطر علي الأهالي، فضلا عن أن المنزل المنهار في الحادث يبدو متحطما في صورة مرعبة تدمي القلوب والعيون» والدولة بصدد تطوير المنطقة " الجمهورية أون لاين" تحدثت الي الأهالي وتعرفت علي تصوراتهم.
بملامح يملؤها الألم أكد محمد باشا وعبد الوكيل محمد أن الرعب سيطر عليهم منذ وقوع الحادث خاصة أن القطار ليس له مواعيد محددة وأنه يمر بسرعة واندفاع رهيب فجأة وفي بعض الأحيان لا يطلق زمارة الإنذار ولا الأنوار سواء كان يمر ليلا أن نهارا،
أضاف أنه بالرغم من خوفهم من تكرار مثل هذه المأساة فضلا عن خوفهم علي أطفالهم الصغار الذين يمرون علي قضبان السكة الحديد، إلا أنهم لا يمكنهم الانتقال من المكان لأنه منطقة أكل عيشهم، مشيرين إلي أن الحل الأمثل هو زحزحة السكة الحديد باتجاه جبل كفر العلو حيث توجد مساحات شاسعة خالية، لا تحتوي الا علي بعض المخازن الصغيرة للحديد والجراجات وبالتالي فإن ازالتها ستكون أقل وطأة علي الأهالي من إزالة البيوت التي تمثل مأوي للأسر والعائلات بأعدادها الكبيرة حيث يحتوي كل بيت علي حوالي 5 أو 6 أسر ويصل عدد أفراد الأسرة الواحدة إلي 8 أفراد.
وبصوت ينم عن الحسرة والذعر أكدت رجاء عبد التواب أنه رغم خوفها الشديد من تكرار حوادث أخري بالمنطقة بعد كارثة اصطدام القطار بسيارتين وتحطم أحد البيوت، إلا أنها تخشي أن يتم نقل الأهالي الي منطقة أخري وهدم المنازل، راوية أنهم أقاموها "بدم قلوبهم" وأن بيتها يضم أولادها الستة وكل ابن لديه ستة أطفال، متمنية أن يتم نقل السكة الحديد.
أوضح سيد عبدالراضي أنه يمكن إزالة المصاطب والبيوت البارزة القريبة جدا من مسار القطار فقط حيث أنه من الصعب جدا علي الأهالي أن يتم هدم جميع البيوت، وبالإضافة الي ذلك يمكن إزالة المخازن والعشش المهجورة الموجودة علي الجانب الشرقي من قضبان القطار باتجاه الجبل حيث تتوافر خلفها مساحات كبيرة من الأراضي الخالية التي تمثل فرصة لنقل القضبان عدة مترات وإنشاء سورا حضاريا له حفاظا علي أرواح المارة والسكان، خاصة وأن القضبان الحالي قد تهالك واختفت ملامحه تحت التراب وأن عرضه أقل من عرض القطار مما يجعل عجلات القطار تخرج عنه بمسافة نصف متر.
ومن جانب آخر قال محمود سلمي ومهدي شاكر وشيماء عبد الناصر أن سبب الحادث هو حدوث عطل في إحدي السيارتين اللتان اصطدم بهما القطار، مؤكدين أن مرور القطار بجوار المنازل يسبب الذعر لهم حيث تهتز المنازل بشدة نتيجة السرعة الرهيبة التي ينطلق بها فضلا عن أنه يكون محملا بأطنان وكميات ضخمة من الرخام والبضائع، مشيرين إلي أنهم يتخوفون من حدوث مأساويات أخري، منوهين إلي أن أحد السكان فرمه القطار منذ 5 أو 6 سنوات، موضحين أن الخطورة تزداد في ظل مرور الاهالي ورعاة الغنم بمواشيهم بشكل يومي علي القضبان، مؤكدين ضرورة إنشاء سور وحرم للقطار، بما لا يلحق الضرر بالسكان.
اترك تعليق