فى رمضان من كل عام تحل على المسلمين ذكرى عطرة هى تحرير بيت المقدس من دنس الصليبيين الذين عاثوا فى بلاد الإسلام فسادا حتى خلص الله منهم البلاد والعباد على يد البطل المجاهد صلاح الدين الأيويى.
وحقيقة فإن تحرير بيت المقدس سبقه بطولات كثيرة لكثير من المجاهدين على رأسهم المجاهد البطل "عماد الدين زنكي" - رحمه الله الذى خاض قتالا عنيفا مع الحاميات الصليبية لاسترداد الإمارات على رأسها إمارة الرها، وكذلك البطل نور الدين محمود الذى مد نفوذه لدمشق عام 1154م، حتى عام 1187م- 583ه وقت المعركة الحاسمة بقيادة صلاح الدين.
وقبيل المعركة عمل صلاح الدين الأيوبى على توحيد مصر والشام ثم بدأ بإدخال إصلاحات جذرية على نظام الجيش مطبقا قول الله عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]، فرتب صفوف المسلمين وخطط وأعد الأمة للجهاد، الأمة كلها ليس المقاتلين فحسب، فأمن الاقتصاد وجهز السلاح وأعد الجنود والجيوش، والدواوين والمؤن والذخائر والخطط.
جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل، جمعوهم من كل دويلات الصليبيين واشتبك الجيشان، وانجلت المعركة عن نصر ساحق لصلاح الدين مع تدمير تام لجيش أعدائه، لم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلاَّ أن يتقدم نحو القدس، ولكن قبل ذلك ولتأمين انتصاره فتح صلاح الدين حصن "طبرية" و"عكا" واستولى على "الناصرية"، و"قيسارية"، و"حيفا"، و"صيدا"، وبعدها اتَّجه صلاح الدين إلى القدس، لتستسلم الحامية الصليبية داخلها ويتفق الطرفان على دفع الجزية.
فعلاً، كانت معركة حطين تمهيدًا لدخول صلاح الدين - رحمه الله - إلى بيت المقدس، وتم بفضل الله نصر الله المبين.. رحم الله السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى
اترك تعليق