يعاني كثير من الأشخاص من حرقة المعدة بشكل مفاجئ، حتى في غياب الأسباب الشائعة مثل الأطعمة الحارة أو التدخين أو الكحول، ما يثير القلق حول وجود عوامل أخرى قد تكون وراء هذا الشعور المزعج. الأطباء يؤكدون أن تجاهل حرقة المعدة المتكررة قد يخفي مشكلات صحية أعمق تستدعي التشخيص والعلاج المبكر.
حرقة المعدة، أو ما يُعرف طبيا بالارتجاع الحمضي، تحدث عندما يعود حمض المعدة إلى المريء، مسببا إحساسا بالحرقان في منطقة الصدر، وقد تترافق مع أعراض أخرى مثل رائحة الفم الكريهة، وبحة الصوت، والغثيان، وأحيانا صعوبة البلع.
وتشير الدكتورة فيليبا كاي إلى أن حرقة المعدة غير المبررة أو المستمرة تستوجب مراجعة الطبيب، لأنها قد تكون مؤشرا على وجود مشكلة صحية كامنة، وليس مجرد اضطراب عابر في الهضم.
ولا تقتصر العوامل التي تزيد من تفاقم حرقة المعدة على نوعية الطعام فقط، بل تشمل أيضا الإفراط في تناول الوجبات، والإكثار من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وارتداء الملابس الضيقة التي تضغط على البطن، إضافة إلى تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
ويلجأ بعض المرضى إلى استخدام أدوية مثبطات مضخة البروتون (PPI)، مثل «أوميبرازول»، لتقليل إفراز حمض المعدة وتخفيف الأعراض. ورغم فعاليتها على المدى القصير، يحذر الأطباء من الاعتماد عليها لفترات طويلة، إذ قد يرتبط استخدامها المزمن بزيادة خطر الإصابة بكسور العظام، ونقص بعض الفيتامينات والمعادن، وربما اضطرابات معرفية لدى كبار السن.
وفي بعض الحالات، قد تكون حرقة المعدة علامة على مشكلات صحية أخرى، مثل الإصابة بجرثومة المعدة (Helicobacter pylori)، والتي يمكن تشخيصها بسهولة وعلاجها بالمضادات الحيوية عند الحاجة. كما قد يكون السبب فتق الحجاب الحاجز، وهي حالة يبرز فيها جزء من المعدة إلى أعلى عبر الحجاب الحاجز، ما يزيد من ارتجاع الحمض، وقد تتطلب الجراحة بعد التشخيص الدقيق باستخدام المنظار.
ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر وتغيير نمط الحياة الغذائية يمكن أن يقللا بشكل كبير من شدة الأعراض ويحسنا جودة الحياة.
اترك تعليق