تسعى الدولة إلى إرساء أسس قوية لرعاية الطفولة المبكرة، باعتبارها المرحلة الأهم في تشكيل وعي الطفل وبناء شخصيته. ومن هذا المنطلق، تتبنى وزارة التضامن الاجتماعي رؤية شاملة لتطوير منظومة الحضانات، تجمع بين تحديث البنية الأساسية، ورفع كفاءة الكوادر، وتشديد الرقابة، بما يضمن تقديم خدمة تعليمية وتربوية آمنة وعالية الجودة.

أكدت الدكتورة شرين فتحي، وكيل مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الفيوم، أن الوزارة تضع ملف الطفولة المبكرة ضمن أولوياتها الرئيسية، انطلاقًا من إيمانها بأن الاستثمار في الطفل هو استثمار مباشر في مستقبل المجتمع، مشيرة إلى أن العمل لا يقتصر على زيادة عدد الحضانات، بل يمتد إلى تحسين جودة الأداء داخلها.

وأوضحت أن الوزارة اتجهت خلال الفترة الأخيرة إلى الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مجال تعليم الأطفال، وعلى رأسها برامج التدريب المقدمة من وكالة التعاون الدولي اليابانية «جايكا»، والتي تعتمد على أساليب تعليم حديثة قائمة على التعلم باللعب وتنمية المهارات الحياتية. وأضافت أن هذه المناهج يتم تطبيقها حاليًا داخل نحو 100 حضانة، بما يحقق نموًا متوازنًا للأطفال على المستويين المعرفي والسلوكي.

وفي إطار تنظيم عمل الحضانات، أشارت وكيل الوزارة إلى أن هناك توجهًا واضحًا لتقنين أوضاع الحضانات غير المرخصة، من خلال منح تراخيص مؤقتة وفق ضوابط محددة، مؤكدة أن هذه الخطوة تستهدف دمج الحضانات في المنظومة الرسمية بدلًا من بقائها خارج نطاق الرقابة.

وشددت على أن إجراءات الترخيص تضع سلامة الأطفال في المقام الأول، حيث تُعد اشتراطات الحماية المدنية وتوافر عوامل الأمان الأساسية شرطًا لا يمكن التهاون فيه، حفاظًا على أرواح الأطفال والعاملين داخل تلك المنشآت.

وفيما يخص المتابعة، أوضحت أن المديرية تعتمد على خطة رقابية مستمرة تشمل المرور الدوري على الحضانات، بهدف التأكد من الالتزام بالمعايير المعتمدة، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة، ومعالجة أي ملاحظات بشكل فوري.

كما لفتت إلى أن المديرية تعمل بالتوازي على ملفات أخرى، من بينها تعظيم الاستفادة من الأصول التابعة للوزارة، خاصة تلك التي لم تحقق الاستغلال الأمثل، إلى جانب إعادة تشغيل عدد من المشروعات المتوقفة بما يسهم في دعم الخدمات الاجتماعية بالمحافظة.

وأضافت أن ذوي الإعاقة يحظون باهتمام خاص ضمن خطط الوزارة، حيث يجري العمل على تطوير الخدمات المقدمة لهم بما يضمن تلبية احتياجاتهم ودمجهم بشكل فعّال داخل المجتمع.

واعتبرت وكيل تضامن الفيوم أن التوسع في منح التراخيص المؤقتة للحضانات يمثل خطوة تنظيمية مهمة تهدف إلى ضبط المنظومة وتحسين جودة الرعاية المقدمة للأطفال، مؤكدة أن ما تحقق على أرض الفيوم يعكس جدية الدولة في بناء بيئة آمنة وسليمة للطفولة المبكرة، تقوم على التعليم الجيد والحماية والرقابة المستمرة.