الاعتداء الجنسي على التلاميذ الصغار
من عاملين بالمدارس.. كارثة تستحق أشد العقاب
"الجمهورية أون لاين" فتحت الملف مع الخبراء والمتخصصين..
لحماية وتعليم أولادنا حدود المعاملة مع الأخرين

الخير موجود بين البشر وأيضا الشر، والجمال متوافر في الكون وأيضا القبح، وكلنا نتعامل من الجانبين ونستطيع التفريق بينهما بسهولة من خلال خبرتنا في الحياة، ولكن عندما يتعلق الأمر بأطفال صغار فبالتأكيد الأمر يكون صعبا، والمعاناة ستبدو كبيرة، والمأساة ستكون عميقة، وعندما يأتي هذا الشر وهذا القبح من أشخاص المفروض هم المسئولون علي هؤلاء الاطفال تكون المأساة اكبر، لأنهم بهذا خانوا الأمانة، وكسروا نفسية الصغار، ووقتها يستحقون أشد العقاب، لأنهم لم يرحموا براءة الصغار ولم يصونوا الأمانة التي وكلت إليهم.

وهذا ما حدث في واقعة الاعتداء الجنسي علي 5 أطفال منهم 3 بنات، داخل مخزن إحدي المدارس الدولية في القاهرة من 4 موظفين أعمارهم بين 28 و60 سنة علي مدار عام كامل.

وللآسف الواقعة تم اكتشافها  بالصدفة عندما حكي طفل لأمه عن تعرض زميلتهم للاعتداء عليها من موظف إداري! ومن حسن الحظ أن الأم لم تتجاهل كلام ابنها وتدخلت مع أولياء أمور الضحايا لإنهاء مأساة يتعرض لها أطفال أبرياء في مدرسة مستهترة.

الواقعة دقت ناقوس الخطر، حتي ننتبه جميعا، المحافظة على اطفالنا الصغير، ولا نتركهم لقريب أو غريب، لا نعرف نواياه الخبيثة، وأن نقترب أكثر من اطفالنا ونستمع لهم، وأن نتتبع سلوكهم، ولا نعتبره "حركات عيال"، والأطفال لا يكذبون، لا يعرفون "آلاف والدوران" ولكنهم يعرفون الخوف، ويأخذون التهديد والوعيد على محمل الجد، فلا يجب نتجاهل شكواهم، أو معاناتهم.

الجمهورية أون لاين فتحت هذا الملف الشائك مع المتخصصين وأصحاب الشأن حتي نتعلم كيفية التعامل مع أطفالنا الصغار والحفاظ عليهم في نفس الوقت.

سعيد عطية:
المدرسة قلعة نظام.. وأي خلل سيُقطع من جذوره فور ظهوره

كتب- محمد منصور:
قام سعيد عطية، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالجيزة، جولة تفتيشية مفاجئة داخل إدارة الوراق التعليمية، حملت رسائل حاسمة بشأن الانضباط المدرسي، مؤكدًا أن "المدرسة قلعة نظام.. وأي خلل سيُقطع من جذوره فور ظهوره".

وجاءت الجولة في إطار المتابعة الميدانية الدقيقة التي تنتهجها المديرية، بمرافقة كل من سهام كمال مدير عام الإدارة، وسعيد شلبي وكيل الإدارة، حيث شملت مدارس: الوراق الثانوية بنات، فاطمة الزهراء، وعبد الله بن رواحة الإعدادية بنات.

متابعة ميدانية صارمة
شهدت الجولة تفقدًا شاملًا لكافة جوانب الانضباط داخل المدارس، حيث أجري وكيل أول الوزارة حوارات مباشرة مع الطالبات وأولياء الأمور للوقوف علي الواقع الفعلي داخل الفصول والممرات، وللتأكد من وضوح التعليمات الوزارية دون اجتهادات فردية.

كما قام "عطية" بمراجعة دقيقة للسجلات الإدارية والفنية، شملت سجلات الغياب والضعاف والقرائية والمتابعات اليومية والأمن والسلامة وملفات التقييم، موجّهًا بإزالة أي ملاحظات على الفور.

انضباط بلا استثناءات
وشدّد "عطية" على ضرورة تواجد جميع العاملين في مواقعهم، وتفعيل الإشراف داخل الفصول والطرقات والساحات، مؤكدًا أنه لن يتم السماح بأي غياب غير مبرر أو تخفيف في قواعد الانضباط.

كما أصدر تعليمات حاسمة بمنع أي ممارسات تقييمية خارج الأطر الرسمية، مشيرًا إلي أن مخالفة التعليمات الوزارية الخاصة بالاختبارات الشهرية ستُقابل بإجراءات فورية دون تردد.

تكليفات مباشرة للموجهين
وكلف وكيل أول الوزارة الموجهين الأوائل وموجهي المواد بزيادة المتابعة داخل الفصول، وتقديم تقارير ميدانية واقعية بعيدة عن المجاملة، بما يضمن تعزيز الرقابة وتحسين مستوي الأداء.

رسالة قوية للمرحلة المقبلة
وأكد "عطية" أن الفترة القادمة ستشهد تكثيفًا غير مسبوق للجولات المفاجئة في جميع إدارات الجيزة التعليمية، مشددًا على أن ملف الانضباط "لا يخضع للمساومة"، وأن العملية التعليمية "التزام وطني لا يُقبل فيه التهاون ولا يُغتفر فيه التقصير". 

قرارات حاسمة لحماية الطلاب
وزير التعليم يصدر كتابًا دوريًا صارمًا
لمراقبة وتأمين المدارس 
إجراءات فورية وعقوبات رادعة
للمدارس الخاصة ذات المناهج الدولية
ضوابط صارمة لتأمين الطلاب..
وضبط آليات السلامة والمخاطر

كتب- محمد منصور:
في خطوة عاجلة تعكس إدراك وزارة التربية والتعليم لحساسية الوضع الراهن وضرورة تعزيز إجراءات الحماية داخل المؤسسات التعليمية، أصدر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، الكتاب الدوري رقم (19)، متضمنًا حزمة من التعليمات الصارمة لضمان أمن وسلامة الطلاب داخل المدارس الخاصة التي تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة "دولية".

أكد شادي زلطه المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الكتاب الدوري الجديد جاء ليضع إطارًا واضحًا ومسؤولًا لإدارة المخاطر، ويشدد على أن مسؤولية حماية الطلاب هي التزام قانوني ومهني يقع علي عاتق كل مدرسة دون استثناء، وتضمنت التعليمات إجراءات فورية وملزمة أبرزها: إلزام المدارس الدولية بتحديث منظومة كاميرات المراقبة وتغطية جميع المساحات داخل الفصول والساحات والممرات بشكل كامل، وتعيين موظفين مختصين لمتابعة الكاميرات طوال اليوم الدراسي، مع الإبلاغ الفوري عن أي سلوك يهدد سلامة الطلاب، وفحص العاملين ومنع غير المؤهلين من دخول المدارس، وإجراء تحليل دوري للكشف عن تعاطي المخدرات لكل العاملين دون استثناء، وعدم الترخيص للمدرسة إلا بعد تقديم ما يفيد بنتائج التحاليل، وتقديم صحيفة الحالة الجنائية لجميع العاملين واعتمادها من الإدارات التعليمية خلال مهلة لا تتجاوز أسبوعين، واعتماد عقود العاملين الأجانب وإحضار تصريح العمل الرسمي قبل السماح لهم بمباشرة مهامهم.

منظومة حماية داخلية للطلاب
أضاف شادي زلطه. أن الكتاب الدوري تضمن أيضًا، إدراج برامج التوعية بالسلامة الجسدية ضمن خطط التدريب السنوية، بمشاركة متخصصين، واستهداف الطلاب والمعلمين والإداريين وأولياء الأمور، وتنظيم حملات توعية داخل المدرسة حول "المساحة الشخصية" وكيفية حماية الطفل لنفسه، وتوفير مشرفات معتمدات داخل أتوبيسات النقل المدرسي، ومنع تحرك أي سيارة دون وجودهن.

ضوابط تشغيل المدرسة خلال اليوم الدراسي
كما تم منع تواجد أفراد الصيانة أو الأمن داخل أسوار المدرسة أثناء اليوم الدراسي بشكل كامل، ومنع استقبال الطلاب قبل موعد الطابور المدرسي بأكثر من 15 دقيقة، وعدم السماح لمدير المدرسة بالمغادرة قبل خروج آخر طالب، وإلزام المدارس بوجود مشرفين دائمين في الممرات وأماكن تجمع الطلاب، وتخصيص عاملتين على الأقل داخل كل دورة مياه طوال اليوم الدراسي.

متابعة صارمة وعقوبات رادعة
وأكدت شادي زلطه المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة ستتابع تنفيذ التعليمات بشكل دوري عبر لجان تفتيش متخصصة، وأن أي مدرسة يثبت تقصيرها ستُعرض فورًا للإشراف المالي والإداري، بالإضافة إلي تطبيق العقوبات الواردة في القرارين الوزاريين 420 و422 لسنة 2014، حال اكتشاف أي إهمال يرتبط بسلامة الطلاب.

ويأتي هذا التحرك في إطار سياسة الوزارة لإعادة بناء الثقة في المنظومة التعليمية الخاصة والدولية، وإغلاق أي ثغرات قد تمس أمن الطلاب أو تعرضهم للخطر، خاصة في ظل المستجدات التي فرضت ضرورة مراجعة إجراءات الأمان داخل المدارس بصورة أكثر صرامة وشفافية.