 
                      
            
                                        
                                        حالة من التأهب والاستعدادات القصوى تشهدها البلاد هذه الآونة استعدادا لعقد مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير وذلك يوم السبت المقبل.
ويُرسخ لدى البعض الرأى القائل بأن التماثيل مجرد أصنام ويجب هدمها،ليوضح لنا الدكتور هشام ربيع_أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية_أن تلك المقولة مترسِّخة في أذهان المتشدِّدين وإن لم يقدروا أن يتفوَّهوا بها.
أكد د.ربيع خطأ هذه المقولة فضلًا عن مخالفتها الشرعية وجريمة بحق ذاكرة الأمة.
فند أمين الفتوى تلك المقولة فى النقاط التالية:
- تَقْطَع الأجيال عن جذورها؛ إذ هذه الآثار هي صلة الوصل بين الحاضر والماضي، وبتحطيمها ننشئ أجيالًا بلا ذاكرة، مقطوعة عن تاريخها، وسهلة الانقياد لأي فكر دخيل.
- وتُقدِّم صورة همجية عن الإسلام، إذ يرى العالم في هذه الدعوات بربرية وجهلًا، فتتحول رسالة الإسلام من نور وهداية إلى دعوة للخراب والدمار، وهو ما يسعى إليه أعداء الدين لتشويه صورته.
- وتُدمِّر مصدرًا للعلم والاقتصاد، فهذه المتاحف هي مراكز للعلم والمعرفة، ومصدر رزق لملايين البشر من خلال السياحة التي أقرها الشرع كوسيلة للاعتبار والسير في الأرض.
أما مِن الناحية الشرعية لفت د.هشام إلى أن المحافظة على هذه الآثار حَثَّت عليها شريعتنا الإسلامية؛ فهي تُذَكِّر المسلمين بماضيهم وتربط قلوبهم بوقائع الله تعالى وأيّامه؛ وقد قال سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]،كم أنَّ إقامةَ المتاحف أمرٌ ضروريٌ في عصرنا الحاضر؛ لأنَّه الوسيلة العلمية الصحيحة والوحيدة لحفظ آثار الأمم والحضارات السابقة، ومن شأن العقلاء في كل الأمم احترام آثار سَلَفهم ومقدميهم، وجرى على هذا عملُ السلف والخلف، ولم يَقُل أحدٌ مُعتَبَر بمَنْعِ ذلك لأنَّه شركٌ أو يؤدي إلى الشرك.
اترك تعليق