فوّت المولى عز وجل الفرصة على المشككين في حكمته وقدرته، فأغلق الطريق على استقطاب المبتلين إلى دروب اليأس، إذ بصّر عباده في كتابه بأمور الابتلاء والمصائب، ليُوطّنوا أنفسهم على الصبر والرضا، ويخفف عنهم آثار الشدائد.
قال تعالى:
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].
وبيّن جل شأنه، من خلال رسله ومن جزاء الصابرين في كتابه، أن حسن الظن بالله، والثبات، والصبر، ورجاء الثواب والأجر، والإيمان بأن الابتلاء سنة من سننه التي لا تتغير، هو من حسن التعامل مع البلاء، وهو ما يخفف من وقعه على النفس، كما أوضح العلماء.
واستدلوا بقوله تعالى:
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 156–157].
وفي الحديث الشريف قال ﷺ:
«ما من عبدٍ يُصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته».
اترك تعليق