هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اوعى تقرّب يا بيه.. الموت البطىء بـ 2 جنيه

السرطان .. فى كوب عصير

مغامرة لـ "الجمهورية أون لاين" ترصد رحلة "السموم المثلجة"
من "بير السلم" حتى عربات العصائر فى الشوارع

ألوان صناعية غير صحية.. ومواد لا تصلح للاستهلاك الآدمى.. والنظافة «صفر»
أورام سرطانية وفيروس «A» وتدمير المناعة.. أبرز الأمراض
توثر على سلوكيات الأطفال.. وتصيبهم بالتوحد وفرط الحركة

عاوزه كوباية لو سمحت؟
⁠برتقال ولا مانجا؟
⁠برتقال
⁠طيب
طيب إيه؟ إنت هتجيب من دي؟ لأ أنا عايزة تعصره دلوقتي
لا والله لسه عاصر.. ما كله طازة.. دي حاجه عنب يا أبلة
بكام البرتقال؟
⁠بـ 2 جنيه
أومال المانجا بكام؟
بـ 3 جنيه
إنت متأكد إنها فاكهة طبيعية؟
⁠أومال يا أبلة.. والبرتقال والمانجا قدامك أهه


في الشوارع تجدهم يقفون بعرباتهم الملونة والمزخرفة بألوان كثيرة، وعلى أسطحها يفرشون الفاكهة، التي يبيعونها كعصائر، ربما فقط كيلو أو اثنين، كمية تكفي لتظهر وكأن العربة مليئة بالفاكهة، وكل العصير طبيعي.

عربات يطبق أصحابها أو الباعة الذين يعملون عليها، المثل القائل "العين تاكل قبل المعدة"، وبالتالي يسهل خداع عيون المارة بالفاكهة خاصة المانجو والبرتقال.

في شوارع القاهره الشعبية مثل العتبة، وفي أسواق الإسكندرية، تجدهم يقفون بعرباتهم يصيحون للفت الانتباه لعصائرهم التي يقولون لك عندما تطالبهم بعصرها أمامك: «لسه معصورة يا بيه، مش هعصر تاني»، والحقيقة أنه لا يعصر من الأساس فالقصة كلها «مياه وسكر وشوية ألوان صناعية»، غير محسوب الكميات، وغير مطابق للمواصفات الصحية، ولا حتى مضمونة النظافة، فالعربه في ظاهرها ألوان مزركشه وفاكهه طازجه وفي باطنها ومن خلفها " جرادل غير آدميه واكياس ملونه وأدوات تغسل بماء الشارع".

«كوب عصير» تحتسيه أنت وأولادك هربا من العطش أو للتحلية، معتقدا أنه فاكهة طبيعية، لكن الحقيقة أن تشرب سما قاتلا، ماء بألوان صناعية تسبب كوارث صحية خاصة على الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري والضغط أو اعتلال الكلى.

بدأت مغامرتنا في تتبع رحلة «كوب العصير المضروب»، مررنا بأكثر من عربة، تعمدنا الوقوف خلف من يبيع في الجهة المخفية لعربات عصائر الموت البطيء.. لينكشف المستور !

أغلب العربات التي مررنا بها تفتقر للنظافه وباعتها يعتمدون على جرادل مياه يغسلون فيها كل شيء، ومعهم "جراكن" أو براميل مخفية داخل العربات مملوء بالمياه والألوان الصناعية، يملأون منها الإبريق الزجاجي الكبير بمجرد نقصانه.

تتبعنا إحدى العربات، بعدما أوهمنا صاحبها بأن شابا يريد العمل ولو بيومية 20 جنيها، فوافق على أن يحمل بضاعته من مكان تصنيعها إلى مكان البيع، لنتمكن من رصد رحلة "الكوباية المغشوشة».

عند شقه ببدروم صغير توقفنا لندخل الأواني والجراكن وهناك تفاجأنا بكميات كبيرة من الألوان الصناعية، فالبرتقال والتمر هندي عبارة عن الألوان صناعية غير مصرح باستخدامها بتلك الكميات المستخدمة، أما عصير المانجو فلون أصفر مضروب مع كميات بسيطة من البطاطس والجزر، في جو مليء بالملوثات وخال بالطبع من أي تعقيم.

ما بين الغش التجاري والتلوث وانعدام النظافة واستخدام ألوان صناعية بكميات مفرطة تبقى «كوباية عصير البرميل» متهما في إصابات الآلاف بفيروس (A) الكبدي الناتج عن التلوث والسرطانات بمختلف أنواعها إذ تحفزها تلك الألوان الصناعية، وأمراض أخرى مثل التوحد للأطفال بعمر أقل من 5 سنوات، وفرط الحركة، بحسب الدراسات العلمية المسجلة.

بحسب دراسات صادرة عن منظمتي الأغذية، والصحة العالمية، فان صبغات الطعام عبارة عن مواد كيميائية معقدة من صنع الإنسان وكانت تُصنع في الأصل من قطران الفحم، ولكنها تُصنع الآن من البترول، وبالتالي الأصباغ الغذائية أكثر خطورة على الصحة، أكثر من أي فئة أخرى من المضافات الغذائية رغم انتشارها بشكل شائع في الأطعمة المصنعة، فقد وجد أن غالبية ألوان الطعام الصناعية تؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض كالالتهابات وتعطل عمل جهاز المناعة.

تقول الدكتورة عفاف محمد، وكيل مديرية الصحة في الجيزة، إن الألوان الصناعية والمكسبات من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطانات، خاصة إن استخدمت دون رقابة، إذ ترتبط بعض أصباغ الطعام الأكثر استخدامًا بالعديد من أنواع السرطان.

أضافت أن هناك أنواعا منها تسبب الخرف، وفكرة استخدامها في الشوارع في العصائر شيء في منتهى الخطورة موضحة أن الدراسات تشير إلى أن الحمضيات الحمراء 2 تتسبب في أورام المثانة، وأورام أخرى، ويسبب اللون الأحمر 3 أورام الغدة الدرقية، أما اللون الأزرق 2 فيسبب أوراما في المثانة.

وقد يتسبب اللون الأحمر 40 في أورام الخلايا الشبكية البطانية (خلايا الجهاز المناعي المنتشرة في جميع أنحاء الكبد والطحال والجهاز الليمفاوي والأعضاء الحيوية الأخرى)، كما يسبب فرط الحساسية لدى الأطفال، وقد يسبب اللون الأصفر أورام للغدة الكظرية، ويرتبط اللون الأصفر في الطعام بفرط النشاط وفرط الحساسية والتأثيرات السلوكية غير المواتية الأخرى لدى الأطفال.

ويقول الدكتور بهاء محمود، خبير سلامة الغذاء والتنمية، إن خطورة الألوان الصناعية المحظورة تكمن في استخدامها خارج الحدود المسموح بها، واستخدامها ضمن النسب الآمنة التي تحددها الجهات المختصة فقط.

أضاف ان الألوان المحظورة حينما تتجاوز الحد المسموح به، تشكل مخاطر صحية تشبه غيرها من المخاطر الكيميائية، وتتركز بشكل رئيسي في تأثيرها على الكلى، وقد تمتد في بعض الحالات إلى الكبد والمخ.

كما تتداخل هذه الأصباغ بشكل أكثر ضررا مع الإنزيمات الهضمية التي تنتجها أجسامنا للمساعدة في تكسير الطعام الذي نتناوله بشكل صحيح ويزيد من نفاذية الأمعاء ويعرف أيضًا باسم «الأمعاء المتسربة»، وترتبط أضرار الأصباغ الغذائية الاصطناعية باضطرابات الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.

ومؤخرا، شن فرع سلامة الغذاء بمحافظة الغربية 35 حملة تفتيشية موسعة على 214 منشأة غذائية، للتأكد من تطبيق اشتراطات سلامة الغذاء بمختلف مدن ومراكز المحافظة (طنطا، زفتى، قطور، بسيون، السنطة، كفر الزيات، المحلة، وسمنود)، حفاظا على صحة المستهلكين.

كما تولي هيئات الرقابة العذائية اهتماما كبيرا بما يتناوله المواطن المصري، مشددة على جودة ما يباع في الأسواق، ومراقبة أن يكون مطابقا للمواصفات.

كما تشن مباحث التموين بوزارة الداخلية حملات كبيرة لضبط منتجات مغشوشة تستخدم ألوانًا صناعية، ويتم ضبط مصانع ومخازن تنتج موادا غذائية أو مستحضرات تجميل أو منظفات باستخدام مواد خام مجهولة المصدر أو غير صالحة للاستهلاك الآدمي بهدف غش المواطنين، وتهدف هذه الحملات إلى حماية الصحة العامة من المنتجات الضارة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق