شهدت الأسابيع القليلة الماضية تزايدًا مقلقًا في وقائع الاعتداء على المعلمين داخل المدارس المصرية، في محافظات متعددة، سواء من جانب أولياء أمور أو طلاب، ما أثار حالة من الغضب بين الأوساط التربوية، ودفع نقابة المهن التعليمية إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المعلم وصون هيبته داخل المؤسسة التعليمية.
ورصدت النقابة، خلال أقل من شهر، ما لا يقل عن 6 حالات اعتداء موثقة، تراوحت بين الضرب والإهانة، بعضها جرى توثيقه بمقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع، كان أبرزها واقعة مدرسة عمر مكرم بالمنيب، التي شهدت اعتداء عدد من أولياء الأمور على معلم داخل الفصل، باستخدام "شبشب"، وأمام الطلاب.
كما تضمنت الوقائع حادثة بمدرسة عبد المجيد عامر، حيث تم الاعتداء على معلم ومديرة المدرسة من قِبل طالب وذويه، وواقعة أخرى في مدرسة بقرية شبرا بابل، تعرض خلالها معلم للاعتداء مرتين خلال ثلاثة أيام من ولي أمر، إلى جانب حادث في مدرسة بمدينة العمال بالغربية، حيث أصيب معلم بخدوش إثر اعتداء ولي أمر عليه.
وفي واقعة جماعية بمدرسة طارق بن زياد، تم الاعتداء على مدير المدرسة، ووكيلها، وأحد المعلمين، أثناء محاولة أحد أولياء الأمور اقتحام الفصل لاستلام ابنته بالقوة.
من جانبها، أعربت نقابة المهن التعليمية برئاسة خلف الزناتي عن "بالغ أسفها واستيائها من تكرار هذه الاعتداءات"، مؤكدة أن "كرامة المعلم خط أحمر"، وأن النقابة لن تتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية أعضائها، وتوفير الدعم القانوني الكامل للمتضررين.
وطالبت النقابة وزارة التربية والتعليم بتفعيل منظومة الأمن المدرسي، وإطلاق حملات توعوية لترسيخ ثقافة احترام المعلم، وتشديد الرقابة على مداخل المدارس لمنع أي تجاوزات.
في السياق ذاته، عبّر عدد من أولياء الأمور، من خلال مجموعات حوارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن قلقهم من تكرار هذه الحوادث، مؤكدين ضرورة تفعيل قانون حماية المعلم، وتعيين أفراد أمن مدربين داخل المدارس، وتثقيف المجتمع بأهمية دور المعلم.
وأكد المشاركون أن حماية المعلم مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة، وتصل إلى المجتمع بكافة مؤسساته، مشددين على أن التهاون في التعامل مع هذه التجاوزات يهدد استقرار العملية التعليمية ويقوّض مكانة المعلم في المجتمع.
اترك تعليق